الإدارة عضو ذهبي ممتاز
الجنس : عدد الرسائل : 6362 تاريخ التسجيل : 08/05/2008
| موضوع: بَيْتُ فَاطِمَة (عليها السلام) الأربعاء سبتمبر 28, 2011 4:34 am | |
| بَيْتُ فَاطِمَة (عليها السلام)
إنّ الحضارة ـ اليوم ـ بدأت تشعر بضرورة احترام بعض المساكن والمباني والأراضي ، وذلك بعد أن شعرت باحترام الفضيلة وأهلها ، والتقدير عن الشرف والعلم والقيم . وعلى هذا الأساس أحدثت الحضارة قانوناً بل قوانين بهذا الشأن ، ورعاية لهذا الأمر ، فالصيانة الدبلوماسية التي منحها القانون لمباني السفارات والهيئات الدبلوماسية ، وهكذا القوانين التي تفرض احترام الجامعات والمعاهد العلمية والمساجد والمعابد تقديراً للعلم والدين والثقافة ، هي من نتائج الشعور بهذا المعنى . ولكن هذه الحقيقة كانت ثابتة عند الله تعالى ، وعند أوليائه من أهل السماوات والأرض منذ الأزل ، وانطلاقاً من هذه الحقيقة نجد الأحكام الواردة حول احترام المساجد وخاصة المسجد الحرام ، وتحريم الدخول فيه على بعض الأفراد كالمشركين أو المجنب أو الحائض ، وتحريم تنجيسها ، أو إتيان ما ينافي قدسيتها واحترامها ، أو الصيد في الحرم ( وهو المناطق المحيطة بمكّة من جميع الجوانب ، حسب حدود معينة مذكورة في كتب الفقه ) . بعد ذكر هذه المقدّمة اعلم أنّ البيت الذي كانت السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) تسكن وتعيش فيه كان محاطاً بالقداسة والروحانية والنور ، كان ذلك البيت مبنيّاً بمواد الاحترام والتقدير ، والتجليل والتبجيل ، يعرف حق ذلك البيت كل مَن يعرف حق فاطمة وأبيها ، وبعلها وبنيها . ________________________________________ وقد روى شيخنا المجلسي (عليه الرحمة) عن أنس بن مالك وعن بريدة قال : قرأ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ ) (1) . فقام رجل فقال : أي بيوت هذه يا رسول الله ؟ فقال : بيوت الأنبياء . فقام إليه أبو بكر ، فقال : يا رسول الله ، هذا البيت منها ؟! وأشار إلى بيت علي وفاطمة . قال : نعم ، من أفضلها !! (2) . وعن ابن عباس قال : كنت في مسجد رسول الله ، وقد قرأ القارئ : ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ... ) فقلت : يا رسول الله ، ما البيوت ؟ فقال : بيوت الأنبياء . وأومأ بيده إلى منزل فاطمة (3) . وفي الكافي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : خرج رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يريد فاطمة (عليها السلام) وأنا معه ، فلمّا انتهينا إلى الباب وضع يده عليه فدفعه ، ثم قال : السلام عليكم . فقالت فاطمة (عليها السلام) : عليك السلام يا رسول الله . قال : أأدخل ؟ قالت : ادخل يا رسول الله . ــــــــــــــــــــ (1) النور : 36 . (2) وفي نسخة : من أفاضلها / تفسير الثعلبي ومنه تفسير ( البرهان ) ج 3 / 139 . (3) كشف الغمّة . ________________________________________ قال : أدخل أنا ومن معي ؟ فقالت : يا رسول الله ليس علي قناع . فقال : يا فاطمة خذي فضل ملحفتك ، فقنّعي به رأسك . ففعلت . ثم قال : السلام عليكم . فقالت : وعليك السلام يا رسول الله قال : أأدخل ؟ قالت : نعم يا رسول الله قال : أنا ومَن معي؟ قالت : أنتَ ومَن معك ... إلى آخره (1) . ــــــــــــــــــــ (1) الكافي ج 5 / باب الدخول على النساء حديث 5 .
| |
|