الإدارة عضو ذهبي ممتاز
الجنس : عدد الرسائل : 6362 تاريخ التسجيل : 08/05/2008
| موضوع: استرداد بيت المال الجمعة ديسمبر 02, 2011 9:28 am | |
|
استرداد بيت المال
من كلام لأميرالمؤمنين(عليه السلام) فيما ردّه على المسلمين من قطائع عثمان: والله لو وجدته قد تزوج به النساء وملك به الاماء لرددته فإن في العدل سعة، ومن ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق. قال ابن أبي الحديد: وأمر ـ عليّ(عليه السلام) ـ أن ترتجع الأموال الّتي أجاز بها عثمان حيث أصيبت أو أصيب أصحابها، فبلغ ذلك عمرو بن العاص، وكان بأيلة من أرض الشام، أتاها حيث وثب الناس على عثمان، فنزلها فكتب إلى معاوية: ما كنت صانعاً فاصنع، إذ قشرك ابن أبي طالب من كلّ مال تملكه كما تقشر عن العصا لحاها. وكان هذا أول ما أنكروه من كلامه(عليه السلام)، وأورثهم الضغن عليه وكرهوا اعطاءه وقسمه بالسوية. فلما كان من الغد، غدا وغدا الناس لقبض المال، فقال لعبيد الله بن أبي رافع كاتبه: ابدأ بالمهاجرين فنادهم، وأعط كلّ رجل ممن حضر ثلاثة دنانير، ثمّ ثن بالأنصار فافعل معهم مثل ذلك، ومن يحضر من الناس كلهم، الأحمر والأسود فاصنع به مثل ذلك. فقال سهل بن حنيف: يا أميرالمؤمنين، هذا غلامي بالأمس، وقد أعتقته اليوم. فقال: نعطيه كما نعطيك، فأعطى كلّ واحد منهما ثلاثة دنانير، ولم يفضل أحداً على أحد، وتخلف عن هذا القسم يومئذ طلحة، والزبير، وعبدالله بن عمر، وسعيد بن العاص، ومروان بالحكم، ورجال من قريش وغيرها. وسمع عبيدالله بن أبي رافع عبدالله بن الزبير يقول لأبيه وطلحة ومروان وسعيد: ما خفى علينا أمس من كلام عليّ ما يريد، فقال سعيد بن العاص ـ والتفت إلى زيد بن ثابت ـ : إياك أعني واسمعي يا جارة. فقال عبيدالله بن أبي رافع لسعيد وعبدالله بن الزبير: إنّ الله يقول في كتابه: (وَأكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ). ثمّ إن عبيدالله بن أبي رافع أخبر عليّاً(عليه السلام) بذلك، فقال: «والله إن بقيت وسلمت لهم لأقيمنهم على المحجة البيضاء، والطريق الواضح، قاتل الله ابن العاص! لقد عرف من كلامي ونظري إليه أمس أني أريده وأصحابه ممّن هلك فيمن هلك»(15).
| |
|