الإدارة عضو ذهبي ممتاز
الجنس : عدد الرسائل : 6362 تاريخ التسجيل : 08/05/2008
| موضوع: الأشعث وتوبيخ الإمام له الجمعة ديسمبر 02, 2011 9:31 am | |
|
الأشعث وتوبيخ الإمام له
الأشعث بن قيس من قبيلة كندة، كان من المنافقين في خلافة عليّ(عليه السلام)، وهو من أصحاب أميرالمؤمنين(عليه السلام)، كما كان عبدالله بن أبي بن سلول في أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، كلّ واحد منهما رأس النفاق في زمانه، وكان أشعث سكن الكوفة وهو عامل عثمان على آذربيجان، وكان أبا زوجة عمر بن عثمان وكتب أميرالمؤمنين(عليه السلام) إليه بعد فتح البصرة فسار وقدم على عليّ(عليه السلام) وحضر صفين، ثمّ صار خارجياً ملعوناً. قال ابن أبي الحديد: كلّ فساد كان في خلافة الإمام عليّ(عليه السلام) وكل اضطراب فأصله الأشعث، وهو الّذي شرك في دمه(عليه السلام)، وابنته جعدة سمّت الحسن(عليه السلام)، ومحمّد ابنه شرك في دم الحسين(عليه السلام). وروي أنّ أميرالمؤمنين(عليه السلام) كان على منبر الكوفة يخطب، فمضى في بعض كلامه شيء اعترضه الأشعث فيه، فقال: يا أميرالمؤمنين، هذه عليك لا لك، فخفض(عليه السلام) إليه بصره، ثمّ قال: «ومَا يُدْرِيكَ مَا عَلَيَّ مِمَّا لِي؟ عَلَيْكَ لَعْنَةُ اللهِ وَلَعْنَةُ اللاَّعِنِينَ! حَائِكٌ ابْنُ حَائِك! مُنَافِقٌ ابْنُ كُافِر! وَاللهِ لَقَدْ أَسَرَكَ الكُفْرُ مَرَّةً وَالإسْلامُ أُخْرَى! فَمَا فَداكَ مِنْ وَاحِدَة مِنْهُمَا مَالُكَ وَلاَ حَسَبُكَ! وَإِنَّ امْرَأً دَلَّ عَلَى قَوْمِهِ السَّيْفَ، وَسَاقَ إِلَيْهِمُ الحَتْفَ، لَحَرِيٌّ أَنْ يَمقُتَهُ الاَْقْرَبُ، وَلاَ يَأْمَنَهُ الاَْبْعَدُ!»(17). وقد حُمل الأشعث إلى أبي بكر موثقاً في الحديد هو والعشرة، فعفا عنه وعنهم، وزوجه أخته اُم فروة بنت أبي قحافة ـ وكانت عمياء ـ فولدت للأشعث محمّداً وإسماعيل وإسحاق. وخرج الأشعث يوم البناء عليها إلى سوق المدينة، فما مرّ بذات أربع إلاّ عقرها، وقال للناس: هذه وليمة البناء، وثمن كلّ عقيرة في مالي، فدفع أثمانها إلى أربابها. قال الطبري: وكان المسلمون يلعنون الأشعث ويلعنه الكافرون أيضاً وسبايا قومه، وسماه نساء قومه عرف النار، وهو اسم للغادر عندهم. أمّا الكلام الّذي كان أميرالمؤمنين(عليه السلام) قاله على منبر الكوفة فاعترضه فيه الأشعث، فإن عليّاً(عليه السلام) قام إليه وهو يخطب، ويذكر أمر الحكمين، فقام رجل من أصحابه، بعد أن انقضى أمر الخوارج، فقال له: نهيتنا عن الحكومة ثمّ أمرتنا بها، فما ندري أي الأمرين أرشد؟ فصفق(عليه السلام) بإحدى يديه على الاُخرى، وقال: هذا جزاء من ترك العقدة. وكان مراده(عليه السلام): هذا جزاؤكم إذ تركتم الرأي والحزم، وأصررتم على إجابة القوم إلى التحكيم، فظن الأشعث أ نّه أراد: هذا جزائي حيث تركت الرأي والحزم وحكمت، لأن هذه اللفظة محتملة، ألا ترك أن الرئيس إذا شغب عليه جنده وطلبوا منه اعتماد أمر ليس بصواب، فوافقهم تسكيناً لشغبهم لا استصلاحاً لرأيهم، ثمّ ندموا بعد ذلك. فلما قال له: هذه عليك لا لك، قال له: وما يدريك ما عليَّ ممّا لي، عليك لعنة الله ولعنة اللاعنين!
| |
|