منتديات قرية الطريبيل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات قرية الطريبيل

إسلامي - علمي - تربوي - ثقافي- مناسبات - منوعات
 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نقد شديد للمتخاذلين في الجهاد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الإدارة
عضو ذهبي ممتاز
عضو ذهبي ممتاز
الإدارة


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 6362
تاريخ التسجيل : 08/05/2008

نقد شديد للمتخاذلين في الجهاد Empty
مُساهمةموضوع: نقد شديد للمتخاذلين في الجهاد   نقد شديد للمتخاذلين في الجهاد Emptyالجمعة ديسمبر 02, 2011 9:32 am



نقد شديد للمتخاذلين في الجهاد


عندما استلم الإمام عليّ(عليه السلام) الخلافة الظاهرية، قرر أن يسير جميع المسلمين على خطّه، ولكن حبّ الرئاسة عند البعض والانحراف النفسي الّذي أصاب الكثيرين بسبب اغتصاب الخلافة من صاحبها الشرعي، أدّى إلى أن يخالف البعض الإمام ويعلنوا الحرب عليه.
وعلى رأس هؤلاء المخالفين كان معاوية بن أبي سفيان، فمعاوية الّذي كان والياً على الشام من قبل عثمان، أعلن العصيان على الإمام(عليه السلام) بعد مقتل عثمان، وبدأ يهاجم أطراف الدولة الإسلامية ويحتل المدن الواحدة تلو الاُخرى ليضمها إلى سلطانه في الشام مستغلا انشغال الإمام عليّ(عليه السلام)بحر الناكثين في البصرة.
فقد بعث معاوية بسر بن أرطاة إلى الحجاز واليمن، ليغير على أعمال أميرالمؤمنين(عليه السلام)، والسبب الّذي دفع معاوية على تسريح بسر بن أرطاة إلى الحجاز واليمن، ان قوماً بصنعاء كانوا من شيعة عثمان، يعظمون قتله، لم يكن لهم نظام ولا رأس، فبايعوا لعليّ(عليه السلام) على ما في أنفسهم، وعامل عليّ(عليه السلام) على صنعاء يومئذ عبيدالله بن عباس، وعامله على الجند سعيد بن نمران، فلما اختلف الناس على عليّ(عليه السلام) بالعراق، وقتل محمّد بن أبي بكر بمصر، وكثرت غارات أهل الشام، تكلموا ودعوا إلى الطلب بدم عثمان، فبلغ ذلك عبيدالله بن عباس، فأرسل إلى ناس من وجوههم، فقال: ما هذا الّذي بلغني عنكم؟ قالوا: انا لم نزل ننكر قتل عثمان، ونرى مجاهدة من سعى عليه. فحسبهم، فكتبوا إلى من بالجند من أصحابهم، فثاروا بسعيد بن نمران، فأخرجوه من الجند، وأظهروا أمرهم، وخرج إليهم من كان بصنعاء، وانضم إليهم كلّ من كان على رأيهم، ولحق بهم قوم لم يكونوا على رأيهم، ارادة أن يمنعوا الصدقة، والتقى عبيدالله بن عباس وسعيد بن نمران، ومعهما شيعة عليّ(عليه السلام)، فقال ابن عباس لابن نمران: والله لقد اجتمع هؤلاء، وانهم لنا لمقاربون، وان قاتلناهم لا نعلم على من تكون الدائرة، فهلم لنكتب إلى أميرالمؤمنين(عليه السلام) بخبرهم وقدحهم، وبمنزلهم الّذي هم به.
فكتب إلى أميرالمؤمنين(عليه السلام) شارحين له الحال.
فلما وصل كتابهما، ساء عليّاً(عليه السلام) وأغضبه، وكتب اليهما:
من عليّ أميرالمؤمنين إلى عبيدالله بن العباس وسعيد بن نمران: سلام الله عليكما، فإنّي أحمد اليكما الله الّذي لا إله إلاّ هو. أمّا بعد، فإنّه أتاني كتابكما تذكران فيه خروج هذه الخارجة، وتعظمان من شأنها صغيراً، وتكثران من عددها قليلا، وقد علمت أن نخب أفئدتكما، وصغر أنفسكما، وشتات رأيكما، وسوء تدبيركما، هو الّذي أفسد عليكما من لم يكن عليكما فاسداً، وجزاء عليكما من كان عن لقائكما جباناً، فإذا قدم رسولي عليكما، فامضيا إلى القوم حتى تقرءا عليهم كتابي إليهم، وتدعواهم إلى حظهم وتقوى ربّهم، فإن أجابوا حمدنا الله وقبلناهم، وإن حاربوا استعنا بالله عليهم ونابذناهم على سواء، أن الله لا يحب الخائنين.
وقال عليّ(عليه السلام) ليزيد بن قيس الأرحبي: ألاترى إلى ما صنع قومك!
فقال: أن ظني يا أميرالمؤمنين بقومي لحسن في طاعتك، فإن شئت خرجت إليهم فكفيتهم، وإن شئت كتبت إليهم فتنظر ما يجيبونك. فكتب عليّ(عليه السلام) إليهم:
من عبدالله عليّ أميرالمؤمنين، إلى من شاق وغدر من أهل الجند وصنعاء.
أمّا بعد، فإني أحمد الله الّذي لا إله إلاّ هو، الّذي لا يعقب له حكم، ولا يرد له قضاء، ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين. وقد بلغني تجرؤكم وشقاقكم واعراضكم عن دينكم، بعد الطاعة واعطاء البيعة، فسألت أهل الدين الخالص، والورع الصادق، واللب الراجح عن بدء محرككم، وما نويتم به، وما أحمشكم له، فحدثت عن ذلك بما لم أر لكم في شيء منه عذراً مبيناً، ولا مقالا جميلا، ولا حجة ظاهرة، فإذا أتاكم رسولي فتفرقوا وانصرفوا إلى رحالكم أعف عنكم، وأصفح عن جاهلكم، وأحفظ قاصيكم، وأعمل فيكم بحكم الكتاب. فإن لم تفعلوا، فاستعدوا لقدوم جيش جم الفرسان، عظيم الأركان، يقصد لمن طغى وعصى، فتطحنوا كطحن الرحى، فمن أحسن فلنفسه، ومن أساء فعليها، وما ربّك بظلام للعبيد. ووجه الكتاب مع رجل من همدان، فقدم عليهم بالكتاب فلم يجيبوه إلى خير، فقال لهم: إنّي تركت أميرالمؤمنين يريد أن يوجه إليكم يزيد بن قيس الأرحبي، في جيش كثيف، فلم يمنعه إلاّ انتظار جوابكم فقالوا: نحن سامعون مطيعون، ان عزل عنا هذين الرجلين: عبيدالله وسعيداً.
فرجع الهمداني من عندهم إلى عليّ(عليه السلام) فأخبره خبر القوم.
وكتبت تلك العصابة حين جاءها كتاب عليّ(عليه السلام) إلى معاوية يخبرونه، وكتبوا في كتابهم:
معاوي ألا تسرع السير نحونا *** نبايع علياً أو يزيد اليمانيا
فلما قدم كتابهم، دعا بسر بن أرطاة، وكان قاسي القلب فظاً سفاكاً للدماء، لا رأفة عنده، ولا رحمة، فأمره أن يأخذ طريق الحجاز والمدينة ومكة حتى ينتهي إلى اليمن، وقال له: لا تنزل على بلد أهله على طاعة عليّ إلاّ بسطت عليهم لسانك، حتى يرووا أ نّهم لا نجاء لهم، وانك محيط بهم.اكفف عنهم، وادعهم إلى البيعة لي، فمن أبى فاقتله، واقتل شيعة عليّ حيث كانوا(18).
فخرج بسر في جيشه حتى أتى إلى المدينة فدخلوها، وعامل عليّ(عليه السلام) عليها أبو أيوب الأنصاري، صاحب منزل رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، فخرج عنها هارباً، ودخل بسر المدينة، فخطب الناس وشتمهم وتهددهم يومئذ وتوعدهم، وقال: شاهت الوجوه! إن الله تعالى قال: (ضَرَبَ اللّهُ مَثَلا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأتِيهَا رِزْقُهَا...)وقد أوقع الله تعالى ذلك المثل بكم وجعلكم أهله، كان بلدكم مهاجر النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ومنزله، وفيه قبره ومنازل الخلفاء من بعده، فلم تشكروا نعمة ربّكم، ولم ترعوا حق نبيكم، وقتل خليفة الله بين أظهركم، فكنتم بين قاتل وخاذل، ومتربص وشامت... ثمّ شتم الأنصار، فقال: يا معشر اليهود وأبناء العبيد، بني زريق وبني النجار وبني سالم وبني عبد الأشهل، أما والله لأوقعن بكم وقعة تشفى غليل صدور المؤمنين وآل عثمان.
ودعا الناس إلى بيعة معاوية فبايعوه، ونزل فأحرق دوراً كثيرة، منها دار زرارة بن حرون، ودار رفاعة بن رفاع، ودار أبي أيوب الأنصاري، وتفقد جابر بن عبدالله، فقال: مالي لا أرى جابراً! يا بني سلمة، لا أمان لكم عندي، أو تأتوني بجابر!
وقام بسر بجرائم وفضائع اُخرى في مكة واليمن وجميع الأمصار الّتي مرّ بها، ومن جرائمه قتله ابنَي عبيدالله بن العباس.
فلمّا سمع عليّ(عليه السلام) بجرائمه دعا عليه وقال: اللّهمّ إن بسراً باع دينه بالدنيا، وانتهك محارمك، وكانت طاعة مخلوف فاجر آثر عنده مما عندك. اللّهمّ فلا تمته حتى تسلبه عقله، ولا توجب له رحمتك ولا ساعة من نهار، اللّهمّ العن بسراً وعمراً ومعاوية وليحل عليها غضبك، ولتنزل بهم نقمتك وليصبهم باسك ورجزك الّذي لا ترده عن القوم المجرمين. فلم يلبث بسر بعد ذلك إلاّ يسيراً حتى وسوس وذهب عقله، فكان يهذى بالسيف، ويقول: اعطوني سيفاً أقتل به، لا يزال يردد ذلك حتى اتخذ له سيف من خشب، وكانوا يدنون منه المرفقة، فلا يزال يضربها حتى يغشى عليه، فلبث كذلك إلى أن مات(19).

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turaibel.mam9.com
 
نقد شديد للمتخاذلين في الجهاد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات قرية الطريبيل :: الاقسام العامة :: منتدى القصص والحكايات-
انتقل الى: