الإدارة عضو ذهبي ممتاز
الجنس : عدد الرسائل : 6362 تاريخ التسجيل : 08/05/2008
| موضوع: بيع الدين بالدنيا الجمعة ديسمبر 02, 2011 9:34 am | |
|
بيع الدين بالدنيا لما نزل عليّ(عليه السلام) الكوفة بعد فراغه من أمر البصرة، كتب إلى معاوية كتاباً يدعوه إلى البيعة، أرسل فيه جرير بن عبدالله البجلي، فقدم عليه به الشام، فقرأه واغتم بما فيه، وذهبت به أفكاره كلّ مذهب، وطاول جريراً بالجواب عن الكتاب، حتى كلّم قوماً من أهل الشام في الطلب بدم عثمان، فأجابوه ووثقوا له، وأحب الزيادة في الاستظهار فاستشار بأخيه عتبة بن أبي سفيان، فقال له: استعن بعمرو بن العاص، فإنّه من قد علمت في دهائه ورأيه، وقد اعتزل عثمان في حياته، وهو لأمرك أشد اعتزالا، ألا أن يثمن له دينه فسيبيعك، فإنّه صاحب دنيا. فكتب إليه معاوية يدعوه للقدوم إلى الشام، فلما قدم عمرو قال له معاوية: يا أبا عبدالله، إنّي أدعوك إلى جهاد هذا الرجل الّذي عصى الله وشقّ عصا المسلمين، وقتل الخليفة وأظهر الفتنة، وفرق الجماعة وقطع الرحم! فقال عمرو: من هو؟ قال: عليّ. قال: والله يا معاوية ما أنت وعليّ بحملي بعير، ليس لك هجرته ولا سابقته، ولا صحبته ولا جهاده، ولا فقهه ولا علمه. ووالله إن له مع ذلك لحظاً في الحرب ليس لأحد غيره، ولكني قد تعودت منالله تعالى احساناً وبلاء جميلا، فما تجعل لي إن شايعتك على حربه، وأنت تعلم ما فيه من الغرر والخطر؟ قال: حكمك، فقال: مصر طعمة. فتلكأ عليه معاوية. ثمّ قال له: يا أبا عبدالله، إنّي أكره لك أن تتحدث العرب عنك أ نّك إنّما دخلت في هذا الأمر لغرض الدنيا. قال عمرو: دعني عنك، فقال معاوية: إنّي لو شئت أن أمنيك وأخدعك لفعلت. قال عمرو: لا، لعمر الله ما مثلي يخدع، لأنا أكيس من ذلك. قال معاوية: أدن مني أسارك، فدنا منه عمرو ليساره، فعض معاوية أذنه، وقال: هذه خدعة! هل ترى في البيت أحداً ليس غيري وغيرك! عندما وصل الخبر إلى أميرالمؤمنين(عليه السلام) قال ضمن خطبة له: «وَلَمْ يُبَايعْ حَتَّى شَرَطَ أَنْ يُؤْتِيَهِ عَلَى البَيْعَةِ ثَمَناً، فَلاَ ظَفِرَتْ يَدُ المبايِعِ، وخَزِيَتْ أَمَانَةُ المُبْتَاعِ، فَخُذُوا لِلْحَرْبِ أُهْبَتَهَا، وَأعِدُّوا لَهَا عُدَّتَهَا، فَقَدْ شَبَّ لَظَاهَا، وَعَلاَ سَنَاهَا، واستشعروا الصبر، فإنّه أدعى إلى النص»(20).
| |
|