الإدارة عضو ذهبي ممتاز
الجنس : عدد الرسائل : 6362 تاريخ التسجيل : 08/05/2008
| موضوع: عرفتني بالحجاز وأنكرتني بالعراق الجمعة ديسمبر 02, 2011 9:41 am | |
|
عرفتني بالحجاز وأنكرتني بالعراق لما نزل عليّ(عليه السلام) بالبصرة ووقف جيشه بإزاء جيش عائشة، قال الزبير: والله ما كان أمر قط إلاّ عرفت أين أضع قدمي فيه، إلاّ هذا الأمر، فإنّي لا أدري: أمقبل أنا فيه أم مدبر! فقال له ابنه عبدالله: كلا ولكنك فرقت سيوف ابن أبي طالب وعرفت أن الموت الناقع تحت راياته. فقال الزبير: مالك أخزاك الله من ولد ما أشأمك! وكان أميرالمؤمنين(عليه السلام)، يقول: مازال الزبير منا أهل البيت حتى شب ابنه عبدالله. وفي المعركة: برز عليّ(عليه السلام) بين الصفين حاسراً، وقال: ليبرز إليَّ الزبير، فبرز إليه مدججاً ـ فقيل لعائشة: قد برز الزبير إلى عليّ(عليه السلام)فصاحت: وازبيراه! فقيل لها: لا بأس عليه منه، إنه حاسر والزبير دارع ـ فقال له: ما حملك يا أبا عبدالله على ما صنعت! قال: أطلب بدم عثمان. قال: أنت وطلحة وليتماه، وإنّما نوبتك من ذلك أن تقيد به نفسك وتسلمها إلى ورثته. ثمّ قال: نشدتك الله! أتذكر يوم مررت بي ورسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) متكىء على يدك، فسلّم عليَّ وضحك في وجهي، فضحكت إليه، لم أزده على ذلك، فقلت: لا يترك ابن أبي طالب يا رسول الله زهوة! فقال لك: مه إنه ليس بذي زهو، أما إنك ستقاتله وأنت له ظالم! فاسترجع الزبير وقال: لقد كان ذلك، ولكن الدهر أنسانيه، ولأنصرفن عنك، فرجع، ثمّ أتى عائشة، فقال لها: إني ما وقفت موقفاً قط، ولا شهدت حرباً إلاّ ولي فيه رأي وبصيرة إلاّ هذه الحرب، وإنّي لعلى شك من أمري، وما أكاد أبصر موضع قدمي. فقالت له: يا أبا عبدالله، أظنك فرقت سيوف ابن أبي طالب، إنها والله سيوف حداد، معدة للجلاد، تحملها فئة أنجاد، ولئن فرقتها لقد فرقها الرجال قبلك! قال: كلا، ولكنه ما قلت لك. ثمّ انصرف. ومن كلام لأميرالمؤمنين(عليه السلام) لما أنفذ عبدالله بن عباس إلى الزبير قبل وقوع الحرب يوم الجمل ليستفيئه إلى طاعته: «لاَ تَلْقَيَنَّ طَلْحَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ تَلْقَهُ تَجِدْهُ كَالثَّوْرِ عَاقِصاً قَرْنَهُ، يَرْكَبُ الصَّعْبَ وَيَقُولُ: هُوَ الذَّلُولُ، وَلكِنِ القَ الزُّبَيْرَ، فَإِنَّهُ أَليَنُ عَرِيكَةً، فَقُلْ لَهُ: يَقُولُ لَكَ ابْنُ خَالِكَ: عَرَفْتَني بَالحِجَازِ وَأَنْكَرْتَنِي بِالعِرَاقِ، فَمَا عَدَا مِمَّا بَدَا!». قال جعفر الصادق، عن أبيه عن جدّه(عليهم السلام) قال: سألت ابن عباس عن ذلك، فقال: إنّي قد أتيت الزبير، فقلت له، فقال: قل له إنّي أريد ما تريد ـ كأ نّه يقول: الملك ـ لم يزدني على ذلك. فرجعت إلى عليّ(عليه السلام) فأخبرته(10).
| |
|