الإدارة عضو ذهبي ممتاز
الجنس : عدد الرسائل : 6362 تاريخ التسجيل : 08/05/2008
| موضوع: الموت بعزّ أفضل من العيش بذلّ الجمعة ديسمبر 02, 2011 9:51 am | |
|
الموت بعزّ أفضل من العيش بذلّ
كان نزول عليّ(عليه السلام) بصفين لليالي بقين من ذي الحجة سنة ست وثلاثين. وكان أبو الأعور السلمي على مقدمة معاوية، وكان قد ناوش مقدمة عليّ(عليه السلام) وعليها الأشتر النخعي مناوشة ليست بالعظيمة، ثمّ انصرف أبو الأعور عن الحرب راجعاً، فسبق إلى الماء فغلب عليه في الموضع المعروف بقناسرين إلى جانب صفين، وساق الأشتر يتبعه، فوجده غالباً على الماء، وكان في أربعة آلاف من أهل العراق، فدعا الأشتر بالحارث بن همام النخعي فأعطاه لواءه ثمّ صاح الأشتر في أصحابه فدتكم نفسي شدوا شدة المحرج الراجي للفرج فإذا نالتكم الرماح التووا فيها فإذا عضتكم السيوف فليعض الرجل على ناجذه فإنّه أشد لشؤون الرأس ثمّ استقبلوا القوم بهامكم. وعن صعصعة قال: أقبل الأشتر يوم الماء فضرب بسيفه جمهور أهل الشام حتى كشفهم عن الماء وحمل أبو الأعور وحمل الأشتر عليه فلم ينتصف أحدهما صاحبه. وقال عمرو بن العاص لمعاوية، لما ملك أهل العراق الماء: ما ظنك يا معاوية بالقوم إن منعوك الماء كما منعتهم أمس أتراك تضاربهم عليه كما ضاربوك عليه؟ ما أغنى عنك أن تكشف لهم السوءة؟ فقال له معاوية: دع عنك ما مضى فما ظنك بعليّ بن أبي طالب؟ قال: ظني أ نّه لا يستحل منك ما استحللت منه وأن الّذي جاء له غير الماء. وقال أصحاب عليّ(عليه السلام) له: أمنعهم الماء يا أميرالمؤمنين كما منعوك. فقال: لا خلوا بينهم وبينه لا أفعل ما فعله الجاهلون فسنعرض عليهم كتاب الله وندعوهم إلى الهدى فإن أجابوا وإلاّ ففي حد السيف ما يغني إن شاء الله. قال: فو الله ما أمسى الناس حتى رأوا سقاتهم وسقاة أهل الشام ورواياهم وروايا أهل الشام يزدحمون على الماء ما يؤذي إنسان إنساناً(1). وكان ممّا قاله الإمام(عليه السلام) لما غلب أصحاب معاوية أصحابه على شريعة الفرات:
«قَدِ اسْتَطْعَمُوكُمُ الْقِتَالَ، فَأَقِرُّوا عَلَى مَذَلَّة، وَتَأْخِيرِ مَحَلَّة، أَوْ رَوُّوا السُّيُوفَ مِنَ الدِّمَاءِ تَرْوَوْا مِنَ الْمَاءِ، فَالمَوْتُ في حَيَاتِكُمْ مَقْهُورِينَ، وَالْحَيَاةُ في مَوْتِكُمْ قَاهِرِينَ. أَلاَ وَإِنَّ مُعَاوِيَةَ قَادَ لُمَةً مِنَ الْغُوَاةِ وَعَمَّسَ عَلَيْهِمُ الْخَبَرَ، حَتَّى جَعَلُوا نُحُورَهُمْ أَغْرَاضَ الْمَنِيَّةِ»(2).
| |
|