الإدارة عضو ذهبي ممتاز
الجنس : عدد الرسائل : 6362 تاريخ التسجيل : 08/05/2008
| موضوع: الشجاعة في خدمة الهدف الجمعة ديسمبر 02, 2011 9:53 am | |
|
الشجاعة في خدمة الهدف اكمالا للقصّة السابقة: فإنّ أميرالمؤمنين(عليه السلام) لما ملك الماء بصفين ثمّ سمح لأهل الشام بالمشاركة فيه والمساهمة، رجاء أن يعطفوا إليه، واستمالة لقلوبهم وإظهاراً للمعدلة وحسن السيرة فيهم، مكث أياماً لا يرسل إلى معاوية، ولا يأتيه من عند معاوية أحد، واستبطأ أهل العراق إذنه لهم في القتال، وقالوا: يا أميرالمؤمنين، خلفنا ذرارينا ونساءنا بالكوفة، وجئنا إلى أطراف الشام لنتخذها وطناً، ائذن لنا في القتال، فإن الناس قد قالوا. قال لهم(عليه السلام): ما قالوا؟ فقال منهم قائل:إن الناس يظنون أ نّك تكره الحرب كراهية للموت، وإن من الناس من يظن أ نّك في شك من قتال أهل الشام. فقال(عليه السلام): ومتى كنت كارهاً للحرب قط! إنّ من العجب حبي لها غلاماً يافعاً، وكراهيتي لها شيخاً بعد نفاد العمر وقرب الوقت! وأمّا شكي في القوم فلو شككت فيهم لشككت في أهل البصرة، والله لقد ضربت هذا الأمر ظهراً وبطناً، فما وجدت يسعني إلاّ القتال أو أن أعصي الله ورسوله، ولكني أستاني بالقوم، عسى أن يهتدوا أو تهتدي منهم طائفة، فإن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)قال لي يوم خيبر: لأن يهدي الله بك رجلا واحداً خير لك مما طلعت عليه الشمس. وقد جاء في الروايات: انّه(عليه السلام) قال لما قبض رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وخاطبه العباس وأبو سفيان بن حرب في أن يبايعا له بالخلافة: أَيُّها النَّاسُ، شُقُّوا أَمْوَاجَ الفِتَنِ بِسُفُنِ النَّجَاةِ، وَعَرِّجُوا عَنْ طَريقِ الـمُنَافَرَةِ، وَضَعُوا تِيجَانَ الـمُفَاخَرَةِ. أَفْلَحَ مَنْ نَهَضَ بِجَنَاح، أوِ اسْتَسْلَمَ فَأَراحَ، مَاءٌ آجِنٌ، وَلُقْمَةٌ يَغَصُّ بِهَا آكِلُهَا، وَمُجْتَنِي الَّثمَرَةِ لِغَيْرِ وَقْتِ إِينَاعِهَا كالزَّارعِ بِغَيْرِ أَرْضِهِ. فَإِنْ أقُلْ يَقُولُوا: حَرَصَ عَلَى الـمُلْكِ، وَإنْ أَسْكُتْ يَقُولُوا: جَزعَ مِنَ المَوْتِ! هَيْهَاتَ بَعْدَ اللَّتَيَّا وَالَّتِي! وَاللهِ لاَبْنُ أَبي طَالِب آنَسُ بالمَوْتِ مِنَ الطِّفْلِ بِثَدْي أُمِّهِ، بَلِ انْدَمَجْتُ عَلَى مَكْنُونِ عِلْم لَوْ بُحْتُ بِهِ لاَضْطَرَبْتُمُ اضْطِرَابَ الاَْرْشِيَةِ في الطَّوِيِّ البَعِيدَةِ(3). وأخرج الطبرسي بأنّ أميرالمؤمنين(عليه السلام) كان يطوف بين الصفين بصفين، فقال له الحسن(عليه السلام): ما هذا زي الحرب، فقال(عليه السلام): يا بني! إن أباك لا يبالي وقع على الموت، أو وقع الموت عليه(4).
| |
|