رسالة إلى خطيبتي...

<BLOCKQUOTE class="postcontent restore">ها أنا رجل كبير بعدما كنت قبل يومي هذا ضئيل في نفسي، كليل في مواجهة الحياة وحيداً، وعن النجاح بعيدا، ولمّا علمت أن الحياة إلى شاطئ السلام لا يخلو طائره من جناحان، وإن فقد أحدها أفضى به الوهن إلى الهلاك، وحتى تستمر الحياة ونمتد بالنسل إلى المستقبل بجيل تضرب له السواعد والأقدام أضفتك تحت جناحي لتشدي عضدي بي ونقوى على برّ السلام....
فبعد كثرة التجارب وصروف الدهور حنّكتنا مصاير الأيام وأدبتنا من عثرات الأنام لنصفى من شوائب الكبوة وننقى من حُثالة ماء الاعوجاج لننتهي عندك عسلا سائغا، وبذلك دارت علينا كل دوائر المحن وركبنا كل قوارب الصعاب....

ولقد اخترتك دون غيرك وانتقيتك من أبهى الزهور وأنقى العطور وعمدت بهذا لأحسك عنان الاهتمام وأخصك بحبي أقصى ذروات الغرام لأنه خالصك حلالا غير الحرام...

واعلمي أننا من صنع الوفاء فلا تشوبك الريبة وإنا لنحن السمح وبالعطاء سحا، نقف عند الحد ولا نهمل الجد ، كذا أمطرك سحائب قلبي ودا غداقا، فاستمطري قلبي باستسقاء وفائك وتفهمك فقليلا ما أتنساه عليك!! وإن الحب الذي قلائله الحروف أعوضه لك بكل حرف بحراً وبكل قطرة سحراً لأستعبده لك ....
وبعد ذا فإننا قوم أولي بأس شديد نقف عند الحقوق مواقفها، ونُعلي حدود معاليه، ونَحمي مكارمه ومدارجه، فحدود الله وحيث ما انتهت الأمور لأنها تاشيرة النجاح في الدنيا والآخرة، والجسر الذي يُفضي بنا النِّعم والرضى والبركة... فسددي وقاربي وابسط يدك وقلبك آناء الليل وأطراف النهار...
أدامك الله لنا حلالا وسكنا وأفضل مثالا وإن أحبتتي زوجك محمدا فكوني له عائشة وكوني لي أمة أكن لك عبدا ..... والسلام
</BLOCKQUOTE>