منتديات قرية الطريبيل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات قرية الطريبيل

إسلامي - علمي - تربوي - ثقافي- مناسبات - منوعات
 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حقيقة وراثة الأوصياء للنبيّ (صلى الله عليه وآله)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الإدارة
عضو ذهبي ممتاز
عضو ذهبي ممتاز
الإدارة


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 6362
تاريخ التسجيل : 08/05/2008

حقيقة وراثة الأوصياء للنبيّ (صلى الله عليه وآله)  Empty
مُساهمةموضوع: حقيقة وراثة الأوصياء للنبيّ (صلى الله عليه وآله)    حقيقة وراثة الأوصياء للنبيّ (صلى الله عليه وآله)  Emptyالأربعاء مايو 02, 2012 7:16 am

حقيقة وراثة الأوصياء للنبيّ (صلى الله عليه وآله)

ومن ثمّ ورد أنّه (صلى الله عليه وآله) لم يكلّم أحداً بكنه عقله قطّ، وكذلك الحال فيما تحمّله الوصيّ (عليه السلام) وولده الأوصياء عن النبيّ (صلى الله عليه وآله)، عمدته ليس من الألفاظ والمعاني من قبيل الحديث والرواية، بل عمدة ما تحمله عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) هو حقيقة القرآن التي هي الروح الأعظم، وهو أعظم أنماء التحمّل; لأنّه اكتناه حضوري للحقائق لا يغيب عنه شيء منها، بخلاف تحمّل المعاني فضلاً عن تحمّل الألفاظ..


ففرق بين الوصاية والفقاهة والرواية، حيث دلّت سورة القدر ونحوها من السور على بقاء تنزّل ذلك الروح كلّ عام على من يشاء من عباده، قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْر * تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْر * سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}(1)، وقال تعالى: {يُنَزِّلُ الْمَلاَئِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ}(2)، وقال تعالى: {يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ}(3)، فكما أنّ تنزّل الروح الأعظم في ليلة القدر دائم دائب في كلّ سنة بالضرورة، فكذلك ليلة القدر تعني وراثة وليّ الله تعالى لمقام النبيّ (صلى الله عليه وآله) في تنزّل الروح عليه.
____________
1- سورة القدر 97: 1 - 5.
2- سورة النحل 17: 2.
3- سورة غافر 40: 15.
وقد تقدم في هذه المقالة أنّ ذلك الروح هو حقيقة القرآن، وأنّه عطف بيان وبدل على الضمير في (أنزلناه) ولو من باب بدل الجملة من جملة، ومن ثمّ قال تعالى: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَاب مَكْنُون * لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ}(1)، والمطهّرون بصيغة الجمع وهم أهل آية التطهير، حيث قال تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرُكُمْ تَطْهِيراً}(2).
وتقدّم أنّ الكتاب المكنون ليس لوحاً ونقش صور الألفاظ، بل هو الروح (الذي هو حقيقة القرآن التكوينية)، كما أشار إلى ذلك قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا}(3)، فالروح الأمري هو الكتاب، والذي يمسّ الكتاب هو الذي يتلقّى تنزّل الروح الأمري كلّ عام في ليلة القدر، والمطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون هم الأئمّة (عليهم السلام) الذين يتوارثون الكتاب وهو الروح الأمري، حيث قال تعالى: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا}(4)، فالهداية الأمرية هي بالروح الأمري.
وكذلك في قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا}(5)، والذين اصطفاهم وأصفاههم أهل آية التطهير، فهذه الآيات تتشاهد لبعضها البعض لتدلّ على أنّ الأئمّة المطهّرون المصفّون الذين يمسّون الكتاب ويرثوه يتلقّون حقيقة الكتاب، وهو الروح الأمري والذي يتنزّل في ليلة القدر في كلّ عام على من يشاء الله من عباده، وقد ذُكر عنوان ورثة الكتاب والذين يمسّونه بصيغة الجمع; للتدليل على أنّهم مجموعة ممتدّة طوال عمر هذا الدين وما بقي القرآن.
____________
1- سورة الواقعة 56: 77 - 80.
2- سورة الأحزاب 33: 33.
3- سورة الشورى 42: 52.
4- سورة الأنبياء 21: 73.
5- سورة فاطر 35: 32.
قراءة جديدة في حديث الثقلين وأنّ الأئمّة (عليهم السلام) هم الثقل الأكبر:
ولكي نبرهن على ذلك لابدّ من توضيح جملة من الأُمور:
الأوّل: إنّهم عين حقيقة القرآن، وهذا معنى عدم افتراق القرآن عن العترة، أي عدم افتراق حقيقة القرآن التكوينية وهو الكتاب المكنون وهو الروح الأعظم ـ عن ذوات العترة المطهّرة، بل هو أحد أرواحهم الذي يسدّدهم.
قراءة جديدة في آية {وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ}:
وهذا معنى تنزيل نفس عليّ (عليه السلام) منزلة نفس النبي (صلى الله عليه وآله) في قوله تعالى: {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ}(1)، كيف لا والروح الأمري الذي هو الروح الأعظم والذي هو حقيقة القرآن وهو الكتاب المبين الذي نُزّل على قلب النبيّ (صلى الله عليه وآله) وأُوحي إليه ـ قد ورثه الوصيّ ويتنزّل عليه وعلى ذرّيته الأوصياء (عليهم السلام).
وفي صحيح أبي بصير قال: "سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله تبارك وتعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ}(2)؟
____________
1- سورة آل عمران 3: 61.
2- سورة الشورى 42: 52.
قال: خلق من خلق الله عزّ وجلّ أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يخبره ويسدّده، وهو مع الأئمّة من بعده"(1).
وفي صحيحه الآخر قال: "سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عزّوجلّ {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي}(2)؟ قال: خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهو مع الأئمّة، وهو من الملكوت"(3).
وفي صحيح ثالث لأبي بصير بعد وصفه للروح بما تقدّم ـ: "لم يكن مع أحد ممّن مضى غير محمّد (صلى الله عليه وآله)، وهو مع الأئمّة يسدّدهم"(4).
وفي موثّق علي بن اسباط عن أبيه أسباط بن سالم زيادة قوله (عليه السلام): "منذ أنزل الله عزّوجلّ ذلك الروح على محمّد (صلى الله عليه وآله) ما صعد إلى السماء، وإنّه لفينا"(5).
وفي رواية أبي حمزة قال: "سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن العلم، أهو علم يتعلّمه العالم من أفواه الرجال، أم في الكتاب عندكم تقرؤونه فتعلمون منه؟ قال: الأمر أعظم من ذلك وأوجب، أما سمعت قول الله عزّوجلّ: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ..}(6).." الحديث(7). وهذا المعنى الذي يشير إليه (عليه السلام) هو ما تقدّم ذكره من أنّ الأوصياء في تحمّلهم عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) ليس هو تحمّل رواية ألفاظ، ولا مجرّد فهم معاني، بل حقيقة تحمّلهم وعمدته هو تحمّل حقيقة القرآن التي هي روح القدس.
____________
1- الكافي 1 / 273 ح 1.
2- سورة الإسراء 17: 85.
3- الكافي 1 273 ح 3.
4- الكافي 1 / 273 ح 4.
5- الكافي 1 / 273 ح 2.
6- سورة الشورى 42: 52.
7- الكافي 1 / 273 ح 5.
فعمدة ما يتلقّونه بقلوبهم وأرواحهم (عليهم السلام) هو عن قلب وروح النبيّ (صلى الله عليه وآله)، وليس العمدة هو عن مجرّد لسانه الشريف وآذانهم الطاهرة، ولا عمدته من كتب يقرأونها كالجامعة ونحوها، فهم بدورهم فيما يبلغونه من ألفاظ مؤدّية إلى طبقات المعاني الموصلة إلى بعض الحقائق التي تلقّوها.









مركز الأبحاث العقائدية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turaibel.mam9.com
 
حقيقة وراثة الأوصياء للنبيّ (صلى الله عليه وآله)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات قرية الطريبيل :: الاقـسـام الاسـلامـيـة :: منتدى أهل البيت عليهم السلام :: منتدى النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم-
انتقل الى: