منتديات قرية الطريبيل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات قرية الطريبيل

إسلامي - علمي - تربوي - ثقافي- مناسبات - منوعات
 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الرسالة والنبوة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الإدارة
عضو ذهبي ممتاز
عضو ذهبي ممتاز
الإدارة


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 6362
تاريخ التسجيل : 08/05/2008

الرسالة والنبوة Empty
مُساهمةموضوع: الرسالة والنبوة   الرسالة والنبوة Emptyالأربعاء يونيو 27, 2012 7:42 am


الرسالة والنبوة
الفرق بين الرسول والنبي
قال تعالى: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ) وصف الله سبحانه نبينا محمداً(صلى الله عليه و آله) في هذه الآية بكونه رسولاً وكونه نبياً، وإليك الفرق بينهما لغة واصطلاحاً وحديثاً:

في اللغة:
(النبي) إما مأخوذ من مادة النبأ، بمعنى الخبر المهم العظيم الشأن، ولكن أكثر العرب لا تهمزه، كما أن الثابت في القرآن غير مهموز، وأما بمعنى الارتفاع وعلو الشأن.
و(الرسول) الذي يتابع أخبار الذي بعثه، أخذاً من قول العرب (جاءت الإبل رسلاً) أي متتابعة، وسمي الرسول رسولاً لأنه ذو رسول، أي ذو رسالة.

في الاصطلاح:
النبي هو إنسان أوحى الله تعالى إليه وأنبأه بما لم يكن يعلم من خبر أو حكم، فيكون عالماً به بواسطة الوحي إليه علماً ضرورياً أنه من الله عز وجل فيخبر به عن الله بغير واسطة أحد من البشر.
والرسول نبيٌّ أمره الله تعالى بتبليغ شرع ودعوة دين.
يقول بعض المفسرين(1):
النكتة في تقديم الله تعالى كلمة الرسول على كلمة النبي لكون الرسالة أهم وأشرف، وقيل أنهما - أي كلمتي الرسول والنبي - ذكرتا هنا بمعناهما اللغوي، كقوله تعالى في كل من موسى وإسماعيل (وَكَانَ رَسُولاً نَبِيًّا) [سورة مريم/52 و55].

في الحديث:
الذي يستفاد من الأخبار الواردة عن أهل البيت عليهم السلام في الفرق بين الرسول والنبي هو:
إن الرسول من يسمع صوت الملك، ويراه في المنام، ويعاين الملك في اليقظة كما يعاين بعضنا الآخر، ويبشره الملك يوم بعثته عند معاينته بأنه رسول الله إلى عباده أو إلى بعض عباده حسب اقتضاء الحكمة الإلهية.
والنبي يسمع صوت الملك، ويراه في المنام، ولكن لا يعاين الملك في اليقظة. بل يوحي إليه بالعمل من طريق سماع صوت الملك ورؤيته في المنام(2).
وبالمثال يتضح الحال، فنقول:
كان نبينا محمد بن عبد الله(صلى الله عليه و آله) قبل أن يبعث بالرسالة ومنذ ولد ونشأ نبياً يرى الملك في نومه ويسمع صوته في يقظته، ويسلك به طرق الخير كلها كما قال أمير المؤمنين(عليه السلام) في خطبته المعروفة بالقاصعة:
(ولقد قرن الله به صلى الله عليه وآله من لدن أن كان فطيماً أعظم ملك من ملائكته، يسلك به طريق المكارم، ومحاسن أخلاق العالم، ليله ونهاره، ولقد كنت أتبعه اتباع الفصيل أثر أمه، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علماً، ويأمرني بالاقتداء به)(3).
وبهذه المناسبة نقول: ربما يسأل عن أن نبينا محمداً(صلى الله عليه و آله) قبل أن يبعث بالرسالة هل كان يتعبد ويعمل بإحدى شرائع الأنبياء السابقين كشريعة إبراهيم أو موسى أو عيسى عليهم السلام أو كان يعمل بشريعته التي سيبعث بها إلى أمته؟
والجواب المختصر على هذا:
إنه(صلى الله عليه و آله) لما كان نبياً منذ أن ولد ونشأ ويوحي الله تعالى إليه على لسان أعظم ملك من ملائكته فهو بالقطع واليقين يعبد الله جل وعلا طبق ما يوحي إليه، سواء ما كان يوحي إليه من الشرائع السابقة أو من صميم شريعته التي بعث بها أخيراً ... وهذا هو الأظهر.
قال شيخنا المجلسي في (البحار) بعد أن ذكر أقوال العلماء وآراءهم حول الموضوع(4):
فاعلم أن الذي ظهر لي من الأخبار المعتبرة والآثار المستفيضة هو أنه صلى الله عليه وآله كان قبل بعثته مؤيداً بروح القدس يكلمه الملك ويسمع الصوت ويرى في المنام، ثم بعد أربعين سنة صار رسولاً وكلمه الملك معاينة وأنزل عليه القرآن وأمر بالتبليغ، وكان قبل ذلك يعبد الله بصنوف العبادات، أما موافقاً لما أمر به الناس بعد التبليغ وهو الأظهر، أو على وجه آخر - إلى آخر كلامه.
وعلى كل، كان(صلى الله عليه و آله) أول أمره نبياً يرى في المنام ويسمع الصوت ولا يعاين الملك، وربما يعاينه ولا يسمع صوته، فلما آن وقت بعثه وكمل له من العمر أربعون سنة جاءه الملك - وهو أمين الوحي جبرائيل - عياناً وبشره بالرسالة من قبل الله عز وجل إلى عباده فصار رسولاً نبياً.
وربما يسأل أيضاً: هل أن كل نبي لا بد وأن يرسل أخيراً ؟

فالجواب: لا، بل ربما اجتمعت النبوة والرسالة لواحد فيكون رسولاً نبياً وقد يبقى النبي على نبوته ولا يرسل.
ويجوز أن يرسله رسول زمانه - الذي هو إمام عليه - إلى قومه ليدعوهم إلى شريعته وأحكامه، كما أن إبراهيم بعث لوطاً إلى قومه بأمر ربه يدعوهم إلى شريعته(5).
ومن هنا اتضح الفرق بين الرسول والنبي، وهو أن كل رسول نبي ولا عكس، أي ليس كل نبي رسولاً، فكأن النبوة عامة والرسالة تخص أفراداً منهم، كما تقول مثلاً: كل حاكم درس الحقوق وليس كل من درس الحقوق حاكماً، لأن كلية الحقوق يتخرج فيها الألوف، ويحمل كل واحد منهم شهادة المحاماة وهو عارف بالقانون ولكن كلهم لا يتخذون حكاماً، إنما ينتخب منهم للحكم أفراد مخصوصون والذين ينتخبون للحكم بعضٌ يكون حاكماً على القطر كله وبعضهم يكون حاكماً على لواء أو قضاء أو ناحية، ولكل منزلته على قدر مواهبه ومعارفه.
فأنبياء الله كلهم عالمون بالقانون الإلهي بما يوحى إليهم، ويقومون بتوجيه العباد إليه تعالى، ويؤيدهم عز وجل بالمعاجز التي يعجز الناس عن الإتيان بمثلها، تصديقاً من الله لدعوتهم. ولكن بعضهم يبقى على وظيفته من النبوة وبعضهم يترقى إلى منزلة الرسالة.

عدد الأنبياء والمرسلين
ومن هنا كان الأنبياء أكثر عدداً من المرسلين منهم، كما يظهر من كثير من الأحاديث:
جاء في حديث أبي ذر مع رسول الله صلى الله عليه وآله أنه سأله: كم النبيون؟ قال(صلى الله عليه و آله): (مائة ألف وأربعة وعشرون ألف نبي، فقال: كم المرسلون ؟ قال صلى الله عليه وآله: ثلاثمائة وثلاثة عشر) الحديث(6).
وروى الرازي في تفسيره الكبير (مفاتيح الغيب) في تفسير قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ)... الآية [الحج/ 53] عن النبي(صلى الله عليه و آله) أنه سئل: كم المرسلون ؟ فقال: (ثلاثمائة وثلاثة عشر، فقيل: وكم الأنبياء ؟ فقال: مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً)(7).
وحديث عدد الأنبياء والمرسلين هذا من الأحاديث الشهيرة المروية في كتب الفريقين.
والمرسلون الثلاثمائة والثلاثة عشر لم تكن رسالتهم عامة بأجمعهم بل الأكثر منهم رسالته خاصة إلى طائفة معينة قلوا أم كثروا، كيونس(عليه السلام) الذي قال تعالى فيه: (وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) [الصافات/ 148]. قال الإمام الصادق(عليه السلام): يزيدون ثلاثين ألفاً(Cool.
من ذكرهم القرآن من الأنبياء
والقرآن يصرح في أن الله تعالى لم يقصص فيه لنبيه(صلى الله عليه و آله) جميع رسله، قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ) [المؤمن/ 79].
والذين قصهم الله تعالى في كتابه بالاسم خمسة وعشرون نبياً وهم: آدم، نوح، إدريس، هود، صالح، إبراهيم، لوط، اليسع، ذو الكفل، أيوب، إلياس، يونس، إسحاق، يعقوب، يوسف، شعيب، موسى، هارون، داود، سليمان، زكريا، يحيى، إسماعيل صادق الوعد (9)، عيسى، محمد صلى الله عليه وآله وعليهم أجمعين. ويذكر بعض العلماء الأدباء أسماء الرسل والأنبياء المذكورين في القرآن بقوله:
الأنبياء والرسل في القرآن***خــمــس وعشرون فخذ بياني
هـم آدم إدريـــس نــوح هود***يــونــس اليــاس يــسع داودُ
ثــــم شــعــيــب صالح أيوب***إســحـــاق ثم يوسف يعقوب
هارون إبراهيم لوط موسى***ذو الكفل يحيى زكريا عيسى
ثــم ســلــيــمـان وإسماعيل***خــاتــمــهــم مـحـمـد الـخـليلُ

وهناك عدة من الأنبياء لم يذكروا بأسمائهم بل بالتوصيف والكناية قال عز وجل: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمْ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) [البقرة/ 247].
وقال تعالى: (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ) [البقرة/ 260].
وقال جل وعلا: (إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ) [يس/ 16]. وقال عز وجل: (فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا) [الكهف/ 66]. وقال عز من قائل عطفاً على بعض الأنبياء (وَالأَسْبَاطِ) [البقرة/ 141].
وهناك من لم يتضح كونه نبياً، كفتى موسى في قوله تعالىSadوَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا) [الكهف/61].
ومثل ذي القرنين وعمران أبي مريم ولقمان الحكيم من الذين صرح الله تعالى بأسمائهم، ولكن لم يتضح كونهم من الأنبياء.

أولو العزم سادة الأنبياء والمرسلين
خمسة من المرسلين المذكورين في القرآن الكريم رسالتهم عامة وهم أولو العزم من الرسل، وقد جمع الله تعالى لهم النبوة والرسالة والإمامة المطلقة، وهم سادة النبيين والمرسلين، وهم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد صلى الله عليهم أجمعين.
هؤلاء المرسلون هم أهل الشرايع العامة، وشريعة كل لاحق منهم نسخت شريعة السابق، كما روى شيخنا الصدوق بسنده إلى الإمام أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه قال: إنما سمي أولو العزم أولي العزم لأنهم كانوا أصحاب الشرايع والعزائم، وذلك أن كل نبي بعد نوح كان على شريعته ومنهاجه وتابعاً لكتابه إلى زمن إبراهيم الخليل(عليه السلام) وكل نبي كان في أيام إبراهيم وبعده كان على شريعته ومنهاجه وتابعاً لكتابه إلى زمن موسى(عليه السلام) ، وكل نبي كان في زمن موسى أو بعده كان على شريعة موسى ومنهاجه وتابعاً لكتابه إلى أيام عيسى(عليه السلام)، وكل نبي في أيام عيسى وبعده كان على منهاج عيسى وشريعته وتابعاً لكتابه إلى زمن نبينا محمد(صلى الله عليه و آله).
ثم قال الإمام الرضا(عليه السلام): فهؤلاء الخمسة أولو العزم، فهم أفضل الأنبياء والرسل عليهم السلام، وشريعة محمد(صلى الله عليه و آله) لا تنسخ إلى يوم القيامة ولا نبي بعده إلى يوم القيامة. (الحديث)(10).
هذا ويمكن أن يقال - على سبيل التقريب والمثال - إن مثل من سبق نبينا صلى الله عليه وآله وسلم من الأنبياء المرسلين في شرائعهم كمثل المصابيح، كل مصباح منها وضع في حجرة لا يضيء سواها. أما مثل نبينا في شريعته الخالدة كمثل الشمس الطالعة، فحينما ظهرت شمس الرحمة من البلاد العربية لم يبق هناك من حاجة إلى تلك المصابيح المحدودة المدى، وليس في مقدور أي نور أو مصباح أن يخلف هذه الشمس الطالعة المشرقة (مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (11).







ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- تفسير المنار 9/225.
2- في الكافي 1/176: سئل أبو جعفر (الباقر) وأبو عبد الله (الصادق) عليهما السلام فقيل لكل منهما: جعلت فداك كيف يعلم أن الذي رأى في النوم حق وأنه من الملك ؟ قال عليه السلام: يوفق لذلك حتى يعرفه (أي حتى يعرفه حق المعرفة)، ولقد ختم الله بكتابكم الكتب وبنبيكم الأنبياء.
3- شرح ابن أبي الحديد 3/250.
4- بحار الأنوار 18/277.
5- الكافي 1/174.
6- البحار 11/32.
7- مفاتيح الغيب 6/165.
8- الكافي.
9- إسماعيل صادق الوعد غير إسماعيل بن إبراهيم - راجع علل الشرائع 1/77.
10- عيون أخبار الرضا 2/80، وعلل الشرايع 1/122.
11- سورة البقرة: 106، ومعناها: (ما ننسخ من آية) بأن نرفع حكمها، (أو ننسها) بأن نمحو من القلوب رسمها، (نأت بخير منها) بما هو أعظم لثوابكم وأجلّ لصلاحكم (أو مثلها) من الصلاح، أي لا ننسخ ولا نبدل إلا وغرضنا في ذلك مصالحكم (أ لم تعلم أن الله على كل شيء قدير)، أنظر تفسير القرآن للسيد عبد الله شبر ص 56.






من كتاب قبس من القرآن
في صفات الرسول الأعظم(صلى الله عليه و آله)
المؤلف: الشيخ عبد اللطيف البغدادي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turaibel.mam9.com
 
الرسالة والنبوة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات قرية الطريبيل :: الاقـسـام الاسـلامـيـة :: منتدى أهل البيت عليهم السلام :: منتدى النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم-
انتقل الى: