الإدارة عضو ذهبي ممتاز
الجنس : عدد الرسائل : 6362 تاريخ التسجيل : 08/05/2008
| موضوع: فوائد الانتظار السبت أغسطس 11, 2012 11:48 am | |
|
فوائد الانتظار
الانتظار بشكل عام ـ بعيداً عن عالم المصطلحات ـ يمثل حالة صراع مع النفس ورغباتها حيث يتجذر فيه الصبر والصلابة ضد عجلة الانسان وإسراعه: (( الانتظار دعوة الى الرفض، لا إلى الاستسلام، رفض الباطل والظلم والعبودية والذلة. الانتظار راية المقاومة الراكزة في مواجهة كل باطل وظلم وكل ظالم )) . والحديث خاص عن انتظار المهدي الموعود وفوائد هذا الانتظار فنقول:
1 ـ الانتظار في الحقيقة يمثل قضية عبادية وأمر إلهي وشرعي يجب الالتزام به من جهة، ويثاب عليه الانسان المنتظر من جهة أخرى، إذن واحدة من أهم الفوائد التي يحصّلها المنتظر هو المثوبة والأجر العظيم في التزامه بهذه العبادة وطاعته لهذا التشريع. وسنذكر في خاتمة المطاف بعض الروايات الدالة على ذلك
2 ـ الانتظار منبع الامل في المستقبل: لا يمكن للانسان أن يتعايش مع الاخرين بل أن يعيش حياته مثل أي كائن آخر في هذا الوجود إلاّ بالأمل. فبالأمل تزهر الأوراد لتستقبل دفىء الشمس في نهار الغد. وبالأمل تفتح صغار الطير مناقيرها عند بزوغ خيوط الفجر وتنشر أشعة الشمس ظفائرها. وبالأمل تفتح الأرض ذراعيها لتحتضن حبّات المطر لتروي سنابل القمح صفراء ذهبية. وبالأمل تنظر الأم لوليدها وتلقمه ثديها وتربتْ على ظهره، وتسهر ليلها وتحرسه نهارها. وبالأمل يكدح الرجل ويتعلم الانسان ويرتقي مدارج الكمال. إذن الأمل هو كل شيء في وجدان المخلوقات كافة، فلولاه لم تكن هناك حياة ولم يكن هناك ازدهار ولم نر على شفاه الاطفال ابتسامة، ولم نسمع تغريد البلابل فوق أغصان الشجر. ومن هنا يتبين لنا ما للانتظار من الأهمية والخطورة، فهو باعث للأمل في حياة الانسان. بالانتظار يأمل تغيير الواقع المليء بالظلم والاضطهاد الى غدٍ مشرق بالعدل. بالانتظار يأمل ازدهار الأرض بالكمال والعلم والتراحم ونبذ الحقد والضغائن. بالانتظار يأمل كشف الزيف والنفاق وإزالة الأقنعة عن الانتهازيين وأصحاب الأهواء والأطماع. فالانتظار أمل يتحقق فيه (( التواضع أمام الحق والتكبر على الباطل ... هو نفي القيم الواهية والتعالي على القدرات الوهمية ... هو إزهاق أنظمة الحكم والحكومات، وتزييف السلطات والحاكميات. هو التمرد على الظلم والعدوان، والتمهيد لحكومة العدل والقسط ... هو شعار المقاومة ورعشة العصيان واليقظة ... هو دمٌ في شريان الحياة وقلبٌ في صدر التاريخ ... هو فأس إبراهيم، عصا موسى، سيف داود، ونداء محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم. هو صرخة علي، دم عاشوراء، ومسيرة الامامة ...))
موقع مؤسسة الإمام الكاظم عليه السلام ـ المكتبة العامة ـ مكتبة العقائد الإسلامية | |
|