منتديات قرية الطريبيل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات قرية الطريبيل

إسلامي - علمي - تربوي - ثقافي- مناسبات - منوعات
 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مراحل حركة الرسالة في العصر المكي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الإدارة
عضو ذهبي ممتاز
عضو ذهبي ممتاز
الإدارة


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 6362
تاريخ التسجيل : 08/05/2008

مراحل حركة الرسالة في العصر المكي Empty
مُساهمةموضوع: مراحل حركة الرسالة في العصر المكي   مراحل حركة الرسالة في العصر المكي Emptyالجمعة فبراير 08, 2013 4:18 am


مراحل حركة الرسالة في العصر المكي
1 ـ بناء الخلية الإيمانية الأولى
وبعد اللقاء الأوّل مع وحي النبوّة أخذت تتدرّج الآيات القرآنية بالنزول، ويبدو أنه بعد أن نزلت عليه الآيات الأولى من سورة المزمل شرع النبي (صلَّى الله عليه وآله) يهيّء نفسه للخطوات التالية في طريق نشر الرسالة الإسلامية وبناء المجتمع الإسلامي، وكان عليه أن يعدّ العدّة لمواجهة الصعاب الكثيرة والمشاكل المتوقّعة، وأن يُحكم خطّته وأسلوبه في العمل.
إنّ أوّل ما بدأ به هو دعوة أهل بيته. أمّا خديجة (رضي الله عنها) فكان من الطبيعي أن تصدّق النبي (صلَّى الله عليه وآله) حيث عاشرته عمراً طويلاً ووجدت فيه منتهى السموّ الأخلاقي والطهر الروحي والتعلق بالسماء.
ولم يتكلّف النبي (صلَّى الله عليه وآله) جهداً في دعوة ابن عمه وربيبه علي بن أبي طالب(عليه السلام) الذي كان يحمل بين جوانحه قلباً طاهراً لم تلوّثه عبادة الأصنام قطّ، فبادر إلى التصديق به فكان أوّل القوم إسلاماً (1) .
وكان اختيار النبيّ (صلَّى الله عليه وآله) لعلي صائباً وموفّقاً لما كان يملكه عليّ (عليه السلام) من مؤهلات الطاعة والانقياد والقوة والاندفاع في الوقت الذي كان النبيّ (صلَّى الله عليه وآله) بأَمسّ
__________
(1) السيرة النبوية لابن هشام : 1/245 باب ان علي بن أبي طالب(رضي الله عنه) أوّل ذكر أسلم.
________________________________________
الحاجة إلى الناصر والمؤازر، فكان علي (عليه السلام) يمثّل ذراع النبوة في تبليغ الرسالة منذ انطلاقتها والعين الباصرة، ولسان الدعوة الناطق بها.
فأوّل من آمن علي (عليه السلام) حيث كان يرافق النبيّ (صلَّى الله عليه وآله) في خلواته في حراء ثمّ خديجة وهما أوّل من صلّى مع رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) بعد أن كانا يوحّدان الله كالنبي(صلَّى الله عليه وآله) متحدّين قوى الشرك والضلالة. (1) ثم التحق بهم زيد بن حارثة فكانوا هم المجموعة الخيّرة والنواة الأولى التي انفلق منها المجتمع الإسلامي .
2 ـ أدوار العصر المكّي :
لقد مرّ تبليغ الرّسالة الإسلامية على يدي النبيّ العظيم بثلاثة أدوار على الأقل حتى تهيّأت الظروف لتأسيس أوّل دولة إسلامية مباركة وهي كما يلي:
1 ـ دور إعداد القاعدة الأولى للرسالة الإسلامية. واصطلح البعض على هذا الدور بدور الخفاء أو دور الدعوة الخاصة.
2 ـ دور الدعوة المحدودة بالأقربين والصراع المحدود مع الوثنية.
3 ـ دور الصراع الشامل.
3 ـ دور إعداد القاعدة الأولى :
تحرك النبيّ (صلَّى الله عليه وآله) داعياً إلى الإسلام بعد أن أمره الله تعالى بالقيام والإنذار (2) ساعياً لبناء كتلة إيمانية تكون بؤرة نور وإشعاع لهداية المجتمع واستمر الحال هكذا حوالي ثلاث سنين مسدداً بالغيب معصوماً من الزلل.
وكان التحرك الرسالي هذا محفوفاً بالمخاطر والصعوبات ولكنه كان متقناً متكاملاً.
__________
(1) أسد الغابة: 4 / 18، حلية الأولياء: 1 / 66، شرح ابن أبي الحديد: 3 / 256، مستدرك الحاكم: 3 / 112.
(2) كما ورد في مطلع سورة المدّثر.
________________________________________
وكان من أسلوب الرسول(صلَّى الله عليه وآله) في هذه المرحلة من الدعوة أن ينوّع الاختيار من حيث الانتماء القبلي والموقع الجغرافي والعمر لأتباعه ليوضح شمولية الرسالة ويضمن لها الانتشار في المجتمع إلى أقصى ما يمكن; فاستجاب له ـ في بداية البعثة ـ المستضعفون والفقراء إذ كانت الرسالة الإسلامية منطلقاً نحو التسامي والحياة الكريمة والأمان، كما استجاب له من الأشراف من كان ذا نفس طيّبة وعقل منفتح ورغبة ففي السلوك النزيه.
ولم يتحسّس جبابرة قريش خطورة الرسالة وحسبوا أن الأمر لا يعدو تكهّنات وتأملات لها سوابق اندثرت; فلم يشدّدوا على محاربتهم للرسالة للقضاء عليها في مهدها.
وفي هذا الوقت القصير استطاع الرسول (صلَّى الله عليه وآله) أن يصوغ من النفوس التي آمنت برسالته عناصر فعالة تحمل قيم الرسالة لتنطلق بها للناس، وهم أشد حرصاً على إسلامهم وأكثر يقيناً بإيمانهم مستنكرين بذلك ما كان عليه آباؤهم من شرك وخلق منحرف حتى تزايد الاستعداد لديهم لتحمل آثار الجهر بالرسالة.
ويروى أن النبيّ (صلَّى الله عليه وآله) وأصحابه ـ في هذه الفترة ـ كانوا إذا جاء وقت العصر تفرقوا في الشِعاب فصلّوا فرادى ومثنى، فبينما رجلان من المسلمين يصليان في بعض شعاب مكة اِذ ظهر عليهما رجلان من المشركين ـ كانا فاحشين ـ فناكراهما وعابا عليهما ما يصنعان ثم تضاربوا، وانصرفا (1) .
ويبدو تكرر مثل هذه المواجهة مع المشركين (2) . من هنا استعان النبي(صلَّى الله عليه وآله) ببعض الدور للتخفي لممارسة العبادة والاتصال المنتظم به(صلَّى الله عليه وآله) بعيداً
__________
(1) أنساب الاشراف: 1 / 117، السيرة الحلبية: 1 / 456.
(2) السيرة النبوية: 1 / 263 و 282.
________________________________________
عن أنظار قريش فكانت دار الأرقم بن أبي الأرقم (1) خير ملجأ للمسلمين حينئذ.
4 ـ دور المواجهة الأولى وإنذار الأقربين:
وحين شاع خبر الإسلام في أرجاء الجزيرة العربية وفي الوقت الذي بلغت فيه الفئة المؤمنة المستوى الروحي الذي يؤهلها لخوض الصراع كان لابد من الانتقال إلى مرحلة الإعلان العام وأول خطواته إنذار الأقربين في مجتمع تسوده الاعتبارات القبلية فمن الأولى إنذارهم قبل إنذار الناس كافة، فكان نزول الأمر الإلهي: (وأنذر عشيرتك الأقربين) (2) ; من هنا دعا النبي(صلَّى الله عليه وآله) عشيرته الأقربين وأوضح لهم أمر الرسالة وهدفها ومستقبلها وكان فيهم من يرتجى خيره ويؤمل إيمانه. ولئن نهض أبو لهب معلناً المعاداة والكراهية فقد تبنّى أبو طالب(عليه السلام) دعم النبي(صلَّى الله عليه وآله) وحماية رسالته.
وقد روي أنّه ما إن نزلت الآية المباركة أمر النبي (صلَّى الله عليه وآله) علياً بإعداد وليمة ثمّ دعا عشيرته وكانوا أربعين رجلاً، وما إن تأهب الرسول (صلَّى الله عليه وآله) للحديث حتى قاطعه عمه عبد العُزّى ـ المعروف بأبي لهب ـ وحذّره من الاستمرار في التبليغ والإنذار، وحال دون تحقيق هدف الرسول فانفضّ المجلس. ولمّا كان من غد جدّد النبيّ (صلَّى الله عليه وآله) أمره لعلي ودعوته لعشيرته وبعد أن فرغوا من الطعام بادرهم(صلَّى الله عليه وآله) بقوله: (يا بني عبد المطلب، إني والله ما أعلم شاباً في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، إني جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله عَزَّ وجَلَّ أن أدعوكم إليه فأيّكم يؤمن بي ويؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟) فسكتوا جميعاً إلاّ علي بن أبي طالب إذ نهض قائلاً: (أنا يا رسول الله أكون
__________
(1) السيرة الحلبية: 1 / 283، اُسد الغابة: 4 / 44.
(2) الشعراء (26) : 214.
وزيرك على ما بعثك الله). فأمره رسول الله بالجلوس، وكرر الرسول (صلَّى الله عليه وآله) دعوته; فلم يجبه غير على (عليه السلام) ملبياً الدعوة معلناً المؤازرة والنصرة. وعندها التفت رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) إلى الحاضرين من عشيرته وقال: (إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم (أو عليكم) فاسمعوا له وأطيعوا). فنهض القوم من مجلسهم وهم يخاطبون أبا طالب ساخرين: (قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع) (1) .
5 ـ دور المواجهة الشاملة
ورغم احتياطات النبي (صلَّى الله عليه وآله) في المرحلة السابقة وتجنّبه الدخول في مواجهة مباشرة له أو لأحد من المسلمين مع قوى الشرك والوثنية فإنه كان يتعرّض خلالها للنقد واللوم اللاذع له ولبقيّة المسلمين.
وكان لدعوة بني هاشم إلى الدين الجديد الأثر البالغ والذكر الشائع في أوساط القبائل العربية فقد تبين لهم صدق وجدّية النبوة التي أعلنها محمّد (صلَّى الله عليه وآله) وآمن بها من آمن.
وبانقضاء السنوات الثلاث ـ أو الخمس ـ من بداية الدعوة نزل الأمر الإلهي بالصدع بالرسالة الإلهية والإنذار العام ليخرج الأمر عن الاتصال الفردي الذي كان يتمّ بعيداً عن الأنظار، فيدعو الجميع إلى رسالة الإسلام والايمان بالله الواحد الأحد، وقد وعد الله نبيّه (صلَّى الله عليه وآله) بتسديد خُطاه في مواجهة المستهزئين والمعاندين في قوله تعالى: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) (2) .
فتحرك النبيّ (صلَّى الله عليه وآله) صادعاً بأمر الله بثقة مطلقة وعزيمة راسخة متحدياً
__________
(1) روي هذا الحديث في مصادر عديدة وبألفاظ متقاربة في: تاريخ الطبري: 2 / 404، السيرة الحلبية: 1 / 460، شرح نهج البلاغة: 13 / 210 . وراجع أيضاً : حياة محمد: 104، لمحمد حسين هيكل، الطبعة الأولى.
(2) الحجر (15): 94 ـ 95.
________________________________________
كل قوى الشر والشرك، وقام على الصفا ونادى قريشاً من كل ناحية فأقبلوا نحوه فقال (صلَّى الله عليه وآله): (أرأيتكم إن أخبرتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم ما كنتم تصدقونني؟) قالوا: بلى، قال: (فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد). فنهض أبو لهب ليرد على رسول الله فقال: تباً لك! سائر هذا اليوم ألهذا جمعتنا؟! ـ فأنزل الله تعالى: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) (1) .
لقد كان هذا إنذاراً صارخاً أفزع قريشاً إذ أصبح تهديداً علنياً لكل معتقداتهم وتحذيراً من عاقبة مخالفتهم لأمر الرسول (صلَّى الله عليه وآله) ... واتضح أمر الدين الجديد لأهل مكة بل كل أطراف الجزيرة إذ أدركوا أنّ انقلاباً حقيقياً سيحلّ بمسيرة البشرية ويرفع من شأنها في القيم والثقافة والمعايير والمواقع الاجتماعية وفق تعاليم السماء وينسف الشر من جذوره فكانت المواجهة مع قادة الشرك والطغيان مواجهة حقيقية لا يمكن أن تنتهي إلى نقاط وفاق.
وخلال هذه الفترة دخل في الإسلام عدد من العرب وغير العرب حتى بلغوا أربعين رجلاً، ولم تتمكن قريش من تحطيم هذه النهضة الفتية إذن المؤمنين ينتمون إلى قبائل شتى، من هنا توسّلت قريش بالمواجهة السلميّة ابتداءً.
ولكن أبا طالب ردّهم ردّاً جميلاً، فانصرفوا عنه(صلَّى الله عليه وآله) (2) .
__________
(1) المناقب: 1 / 46، تاريخ الطبري: 2 / 403.
(2) سيرة ابن هشام: 1 / 264 ـ 265، تأريخ الطبري: 2 / 406.








من كتاب أعلام الهداية محمد المصطفى خاتم الأنبياء (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)


المجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turaibel.mam9.com
 
مراحل حركة الرسالة في العصر المكي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات قرية الطريبيل :: الاقـسـام الاسـلامـيـة :: منتدى أهل البيت عليهم السلام :: منتدى النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم-
انتقل الى: