الدعاء في جيبه
في كتاب الكلم الطيب والغيث الصيب للسيد الايد المتبحر السيد علي خان شارح الصحيفة ما لفظه :
رأيت بخط بعض اصحابي من السادات الاجلاء الصلحاء الثقات ما صورته : سمعت في رجب سنة ثلاث وتسعين وألف ، الأخ العالم العامل ، جامع الكمالات الانسية ، والصفات القدسية ، الأمير إسماعيل بن حسين بيك بن علي بن سليمان الحائري الأنصاري أنار الله تعالى برهانه يقول : سمعت الشيخ الصالح التقي المتورع الشيخ الحاج عليا المكي قال : إني ابتليت بضيق وشدة ومناقضة خصوم ، حتى خفت على نفسي القتل والهلاك ، فوجدت الدعاء المسطور بعد في جيبي من غير أن يعطينيه أحد ، فتعجبت من ذلك ، وكنت متحيرا فرأيت في المنام أن قائلا في زي الصلحاء والزهاد يقول لي : لنا أعطيناك الدعاء الفلاني فادع به تنج من الضيق والشدة ولم يتبين لي من القائل ؟ فزاد تعجبي فرأيت مرة أخرى الحجة المنتظر (عليه السلام) فقال: ادع بالدعاء الذي أعطيتكه ، وعلم من أردت .
قال : وقد جربته مرارا عديدة ، فرأيت فرجا قريبا ، وبعد مدة ضاع مني الدعاء برهة من الزمان ، وكنت متأسفا على فواته ، مستغفرا من سوء العمل ، فجاءني شخص وقال لي : إن هذا الدعاء قد سقط منك في المكان الفلاني وما كان في بالي أن رحت إلى ذلك المكان ، ، فأخذت الدعاء ، وسجدت لله شكرا وهو : بسم الله الرحمن الرحيم رب أسألك مددا روحانيا تقوي به قوى الكلية والجزئية ، حتى أقهر عبادي ! نفسي كل نفس قاهرة ، فتنقبض لي إشارة رقائقها انقباضا تسقط به قواها حتى لا يبقى في الكون ذو روح إلا ونار قهري قد أحرقت ظهوره ، يا شديد شديد ، يا ذا البطش الشديد ، يا قهار ، أسألك بما أودعته عزرائيل من أسمائك القهرية ، فانفعلت له النفوس بالقهر ، أن تودعني هذا السر في هذه الساعة حتى ألين به كل صعب ، وأذلل به كل منيع ، بقوتك يا ذا القوة المتين .
تقرأ ذلك سحرا ثلاثا إن أمكن، وفي الصبح ثلاثا وفي المساء ثلاثا، فإذا اشتدت الأمر على من يقرأه يقول بعد قراءته ثلاثين مرة: يا رحمن يا رحيم يا ارحم الراحمين، أسألك اللطف بما جرت به المقادير.