منتديات قرية الطريبيل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات قرية الطريبيل

إسلامي - علمي - تربوي - ثقافي- مناسبات - منوعات
 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الأمة ومعجزته الخالدة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الإدارة
عضو ذهبي ممتاز
عضو ذهبي ممتاز
الإدارة


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 6362
تاريخ التسجيل : 08/05/2008

الأمة ومعجزته الخالدة Empty
مُساهمةموضوع: الأمة ومعجزته الخالدة   الأمة ومعجزته الخالدة Emptyالجمعة مارس 01, 2013 3:15 am

الأمة ومعجزته الخالدة
الأمية صفة خاصة لنبينا
وصف الله سبحانه وتعالى رسوله الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في الآية الكريمة (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأمي... ) بكونه أمياً، وهي صفة خاصة به دون غيره من الأنبياء والمرسلين. وهذه هي الصفة الثالثة التي وصفه الله تعالى بها في الآية الكريمة.
أقوال المفسرين في المراد منها
وقد اختلف المفسرون في المراد من قوله تعالى (الأمي): فقيل نسبه الله تعالى إلى مكة، وذلك من قوله تعالى مخاطباً إياه(وَكَذَلِكَ أَوْحيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) [سورة الشورى: 8].
وقوله تعـالى(وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ) [الانعام/ 93].
و(أم القرى) هي مكة المكرمة كما يقول المفسرون، ودعيت مكة بأم القرى لأنها أول قرية وبقعة من الأرض خلقها الله تعالى، ثم دحاها من تحت الكعبة - أي بسطها على وجه الماء - فخلق منها بقية القرى والأراضي(1)، فلذلك دعيت بأم القرى، ويقال لأهلها (أميون) نسبة لها.
وهذا التفسير مروي أيضاً عن بعض أئمة الهدى(عليهم السلام)(2).

هل كان النبي يقرأ ويكتب ؟
وقيل: (الأمي) هو الذي لا يكتب ولا يقرأ والنبي صلى الله عليه وآله وسلم كان كذلك لا يكتب ولا يقرأ وكانت نبوته ورسالته - مع كونه أمياً - من جملة معاجزه العظام.
وبيان ذلك أن تعلم الكتابة والقراءة أمر سهل التناول، فإن أقل الناس ذكاء وفطنة يتعلم الخط كتابة وقراءة بأدنى سعي، وعدم تعلم الإنسان ذلك - بحسب العادة المطردة - يدل على نقص بين في الفهم والذكاء والعقل والعلم، والحال أن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم كان مع أميته أعظم الناس فهماً وأحدهم ذكاء وأكملهم عقلا وأغزرهم علماً، فكان الجمع بين هاتين الحالتين المتضادتين جارياً مجرى الجمع بين الضدين وذلك مستحيل حسب العادة، فلا بد إذن من الجزم والقطع بأن الله عز وجل هو الذي أفاض عليه ما أفاض وأعطاه ما أعطاه من الفهم والذكاء والعقل والعلم ما فاق به جميع العالم من الأولين والآخرين، ليكون ذلك برهانا بينا ومعجزا عظيماً على نبوته ورسالته.
ثم إنه(صلى الله عليه و آله) أتى أمته بالقرآن الكريم من عند الله عز وجل وهو معجزه الخالد، فلو كان يقرأ ويكتب لوجد الجاحدون والمبطلون طريقاً إلى الشك في معجزه هذا ولقالوا: إن هذا القرآن جمعه من كتب الأولين لأنه يكتب ويقرأ ونحن لا نكتب ولا نقرأ.
لأن أكثر العرب بل كلهم إلا قليلا منهم كانوا أميين ولكنه لما ساواهم في المولد والمنشأ وكان أمياً كما كانوا أميين، ثم أتى لهم بما عجزوا عنه وجب أن يعلموا علماً قطعياً أنه من عند الله عز وجل لا من عنده، إذ لم تجر العادة أن ينشأ إنسان بين قوم يشاهدون أحواله من صغره إلى كبره في حضره وسفره لا يتعلم شيئاً من غيره ولا يطالع كتاباً قط ثم يأتي من عنده بكتاب فيه تبيان كل شيء يعجز الكل عنه بل عن بعضه، ويقرأ عليهم قصص الأولين ويخبرهم بأنباء الآتين. هذا ما لا تجري به العادة، فإذن لا بد من أن يكون من عند الله تعالى لا من عنده وقد صرح القرآن الكريم بهذا المعنى، حيث قال عز من قائل مخاطباً رسوله الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم (وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ) [العنكبوت/49].
والآية كما ترى صريحة كل الصراحة على أنه(صلى الله عليه و آله) ما كان يقرأ ولا يكتب أي كتاب قبل إنزال القرآن عليه، وصرحت الآية أيضاً أن العلة في ذلك هي أنه لو كان يقرأ ويكتب قبل بعثته لحصل الريب - أي الشك - عند المبطلين من أهل الكفر والعناد في كون القرآن من عند الله تعالى، وتكون لهم بذلك شبهة.
هذا ما صرحت به الآية الكريمة وأجمعت عليه كلمة المسلمين أجمعين أنه ما كان يكتب ولا يقرأ قبل بعثته، أما بعد بعثته وإنزال القرآن عليه فاختلف المسلمون في أنه هل كان يعرف الكتابة والقراءة بتعليم إلهي أو لا يعرفهما ؟

النبي يعرف الكتابة والقراءة بعلم النبوة
الظاهر أن الذي عليه أكثر أهل السنة أنه صلى الله عليه وآله لا يعرفهما، والذي عليه أكثر المحققين من شيعة أهل البيت أن النبي(صلى الله عليه و آله) كان يعرف القراءة والكتابة بعلم النبوة والرسالة من غير معلم، معجزة له، ولكنه لم يكتب بالفعل وبعضهم يتوقف في ذلك كالسيد المرتضى علم الهدى حيث قال، كما نقل عنه شيخنا الطبرسي(3): (هذه الآية تدل على أن النبي ما كان يحسن الكتابة قبل النبوة(4) - فأما بعد النبوة فالذي نعتقده في ذلك التجويز لكونه عالماً بالكتابة والقراءة، والتجويز لكونه غير عالم بهما من غير قطع على أحد الأمرين. وظاهر الآية يقتضي أن النفي - أي (ولا تخطه بيمينك) قد تعلق بما قبل النبوة دون ما بعدها - ولان التعليل في الآية- أي: (إذن لارتاب المبطلون) يقتضي اختصاص النفي بما قبل النبوة لان المبطلين إنما يرتابون في نبوته(صلى الله عليه و آله) لو كان يحسن الكتابة قبل النبوة، فأما بعدها فلا تعلق له بالريبة والتهمة، فيجوز أن يكون قد تعلمها من جبريل بعد النبوة ...) انتهى.

التحدي بالنبي الأمي
تحدى الله تبارك وتعالى بالنبي الأمي الذي جاء بالقرآن المعجز في لفظه ومعناه، إذ لم يتعلم عند معلم ولم يترب عند مرب ولم يتأدب عند مؤدب سوى الله عز وجل (أدبني ربي فأحسن تأديبي) (5).
تحدى الله تعالى به(صلى الله عليه و آله) الكافرين والمرتابين في رسالته بقوله تعـالى: (قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ) [يونس/ 17].
نعم كان(صلى الله عليه و آله) وهو أحدهم في تلك البيئة الأمية لا يتصدى لأخذ العلم من أحد، ولم يأت بشيء من شعر أو نثر نحواً من أربعين سنة وهو ثلثا عمره الشريف، ثم أتى بما أتى به من القرآن بما عجزت عنه فحولهم، وكلت دونه ألسنة بلغائهم، ثم بثه إلى أقطار الأرض فلم يجترئ على معارضته أحد من عالم أو فاضل أو ذي لب وفطنة.
وإليك بيان حقيقة إعجاز القرآن وفاء بالوعد واقتضاء للمقام:


دلالة البشائر على أفضلية أهل البيت وأنهم علة الوجود
تدل الآية المتقدمة مع ما ورد في تفسيرها بهذه الأخبار دلالة واضحة على ما يلي:
أولاً - أفضليتهم على جميع العالمين، لأن توسل آدم - وهو أول خليفة لله في الأرض، وأول النبيين والمرسلين - بمحمد وآله بتعليم الله سبحانه وهم في آخر الزمان، والأعراض عن التوسل بأعاظم المرسلين وهم أقرب إليه زماناً، لأدل دليل على فضلهم على جميع العالمين.
ثانياً - عصمتهم من كل زلل، وإن كان من قبيل المكروهات. فإن آدم إنما عصى بارتكاب المكروه، فلا يصح التوسل بهم في التوبة عما ارتكب من المكروه إلا لأنهم لم يرتكبوا معصية ومكروهاً قط. إذ ليس بين الله وبين أحد قرابة، إنما أحب العباد إليه وأقربهم زلفة لديه، أطوعهم له، كما قال تعالىSadإِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [الحجرات/ 14]، فلو لم يكن محمد(صلى الله عليه و آله) وأهل بيته أطوع خلق الله لله، وقد علم الله تعالى منهم تمام الطاعة والانقياد بحيث لم يصدر منهم حتى المكروه، لما أمر تعالى آدم وغيره من الأنبياء والمرسلين بعده بالتوسل بهم إليه.
ثالثاً - انحصار خلافة الرسول(صلى الله عليه و آله) في آله، لفضلهم على الأنبياء دون سائر أمة محمد(صلى الله عليه و آله) إذ لا يمكن أن يكون المعصوم من كل زلة والمفضل حتى على أعاظم الأنبياء والمرسلين رعية ومأموماً لسائر الناس ولا سيما لمن أفنى أكثر عمره بالشرك وعبادة الأوثان وقضى باقيه بالفرار من الزحف والعصيان.
وإذا ثبت تفضيلهم على العالمين، وكانوا معصومين من كل معصية ومكروه، وكانوا خلفاء الرسول من بعده، تعين وجوب أطاعتهم واتباعهم والاهتداء بهديهم دون غيرهم ممن خالفهم.
هذا ما دلت عليه الآية الكريمة مع الأخبار المروية في تفسيرها من الطريقين.
على أنه قد وردت أخبار كثيرة خاصة في باب بشارة الله لآدم بنبيه(صلى الله عليه و آله) وأهل بيته - وهو إذ ذاك في الجنة قبل هبوطه منها وقبل اقترافه المعصية - صريحة في تفضيلهم على العالم كله، وأن العالم مخلوق لأجلهم، وقائم بهم، وأنهم علة الكائنات(44).
وإليك جملة من هذه الروايات:
ما رواه شيخ الإسلام الحمويني الشافعي في (فرائد السمطين) وأبو القاسم عبد الكريم بن محمد الرافعي في كتابه، ونقله عنهما العلامة الشيخ عبيد الله الحنفي في كتابه (أرجح المطالب) بسنديهما عن أبي هريرة، عن النبي(صلى الله عليه و آله) أنه قال:
"لما خلق الله تعالى آدم أبا البشر ونفخ فيه من روحه، ألتفت آدم يمنة العرش، فإذا في النور خمس أشباح سجداً ركعاً، قال آدم هل خلقت أحداً من طين قبلي؟ قال: لا يا آدم، قال: فمن هؤلاء الخمسة الأشباح الذين أراهم في هيئتي وصورتي؟ قال: هؤلاء خمسة من ولدك، لولاهم ما خلقتك، هؤلاء خمسة شققت لهم أسماء من أسمائي، لولاهم ما خلقت الجنة ولا النار ولا العرش ولا الكرسي ولا السماء ولا الأرض ولا الملائكة ولا الإنس ولا الجن، فأنا المحمود وهذا محمد، وأنا العالي وهذا علي، وأنا الفاطر وهذه فاطمة، وأنا ولي الإحسان وهذا الحسن، وأنا المحسن وهذا الحسين، آليت بعزتي أنه لا يأتي أحد بمثقال ذرة من خردل من بغض أحدهم إلا أدخلته ناري ولا أبالي. يا آدم هؤلاء صفوتي بهم أنجي وبهم أهلك، قال: إذا كانت لك إليّ حاجة فبهؤلاء توسل. فقال النبي(صلى الله عليه و آله): نحن سفينة النجاة، من تعلق بها نجا ومن حاد عنها هلك. فمن كان له إلى الله حاجة، فيسأل بنا أهل البيت"(45).
ما رواه صاحب كتاب (المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة) - من طريق أهل السنة - بسنده عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله(صلى الله عليه و آله): "لما خلق الله عز وجل آدم نظر إلى سرادق العرش فرأى مكتوباً: لا إلى إلا الله، محمد رسول الله، وأسماء أربعة. فقال آدم: يا إلهي خلقت خلقاً من إنسٍ قبلي؟ فقال: لا، فقال: وما هذه الأسماء التي أراها؟ فقال: يا آدم هؤلاء خيرتي من خلقي وصفوتي، يا آدم لولا هؤلاء ما خلقت الجنة والنار، وإياك أن تنظر إليهم بعيد الحسد... ثم قال(صلى الله عليه و آله): فلما أكل آدم من الشجرة، وأخرج من الجنة ونال الخطيئة، وأراد التوبة قال في توبته وتضرعه إلى ربه: إلهي بحق الخمسة الذين على سرادق العرش إلا غفرت لي فأوحى الله تعالى: يا آدم قد غفرت لك، فكان ذلك في سابق علمي فيك فقال آدم: بحق هؤلاء الخمسة إلا عرفتني من هؤلاء؟ قال تعالى: يا آدم هؤلاء الخمسة من ولدك شققت لهم خمسة أسماء من أسمائي العظام، فأنا المحمود وهذا محمد، وأنا العالي وهذا علي، وأنا الفاطر وهذه فاطمة، وأنا المحسن وهذا الحسن، وأنا قديم الإحسان وهذا الحسين"(46).
ما رواه القاضي أبو عمر عثمان بن احمد أحد شيوخ أهل السنة، يرفعه إلى ابن عباس، عن النبي ص): "إن آدم نظر إلى أشباح تضيء حول العرش، فقال: يا رب إني أرى أشباحاً تشبه خلقي، فما هي؟ قال: هذه الأنوار أشباح اثنين من ولدك، أسم أحدهما محمد أبدأ النبوة بك وأختمها به، والآخر أخوه وابن أخي أبيه، أسمه علي أؤيد محمداً به وأنصره على يده، والأنوار التي حولهما أنوار ذرية هذا النبي من أخيه هذا، يزوجه أبنته، أجعلها سيدة النسوان، وأفطمها وذريتها من النيران، تنقطع الأسباب والأنساب يوم القيامة إلا سببه ونسبه. فسجد آدم شكراً لله أن جعل ذلك من ذريته فعوضه الله عن ذلك السجود أن أسجد له ملائكته"(47).
ما رواه العلامة ابن حجر العسقلاني في (لسان الميزان) بسند عن جعفر بن محمد (أي الصادق) عن أبيه عن جابر رضي الله عنه مرفوعاً: "لما خلق الله آدم وحواء تبخترا في الجنة، وقالا: من أحسن منا؟ فبينما هما كذلك إذ هما بصورة جارية لم يُر مثلها، لها نور شعشعاني يكاد يطفئ الأبصار. قالا: يا رب ما هذه؟ قال: صورة فاطمة سيدة نساء ولدك. قال: ما هذا التاج على رأسها؟ قال: علي بعلها، قال: فما القرطان؟ قال: أبناها، وجد ذلك في غامض علمي قبل أن أخلقك بألفي عام"(48).
ما رواه الشيخ سليمان الحنفي في (ينابيع المودة) عند عبد الله بن عباس رفعه: "لما خلق الله آدم وحواء يفتخران في الجنة، فقالا: ما خلق الله خلقاً أحسن منا؟ فبينما هما كذلك إذ رأيا صورة جارية لها نور شعشعاني يكاد يطفئ الأبصار. على رأسها تاج وفي أذنيها قرطان، قالا: وما هذه الجارية؟ قال الله: هذه صورة فاطمة بنت محمد سيد الأولين والآخرين. قالا: ما هذا التاج؟ قال: هذا بعلها علي بن أبي طالب، قالا: وما هذان القرطان؟ قال: الحسن والحسين أبناها، أوجدت ذلك قبل أن أخلقك بألفي عام"(49).
ورواه بهذا النص السيد علي بن شهاب الهمداني في كتابه (مودة القربى) في المودة الحادية عشرة (50).
ما رواه العلامة عبد الرحمن الصفوري الشافعي في (نزهة المجالس) قال: "قال الكسائي وغيره: لما خلق الله آدم... إلى أن قال: وعيه جارية لها نور وشعاع وعلى رأسها تاج من الذهب مرصع بالجواهر لم ير آدم أحسن منها، فقال: يا رب من هذه؟ قال: فاطمة بنت محمد، فقال: يا رب من يكون بعلها؟ قال: يا جبرئيل افتح له باب قصر من الياقوت، فرأى فيه قبة من الكافور فيها سرير من ذهب، عليه شاب حسنه كحسن يوسف، فقال: هذا بعلها علي بن أبي طالب، فقال آدم: ي رب هل لها أولاد؟ فأمر الله جبرئيل أن يفتح باب قصر من اللؤلؤ ففتح وفيه قبة من الزبرجد فيها سرير من العنبر عليه صورة الحسن والحسين..."(51) الحديث.
ما رواه الحافظ أخطب خوارزم الحنفي بسنده عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله(صلى الله عليه و آله): "لما خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه عطس آدم فقال: الحمد لله، فأوحى الله إليه: حمدتني عبدي، وعزتي وجلالي لولا عبدان أريد أن أخلقهما في دار الدنيا ما خلقتك، قال: إلهي فيكونان مني؟ قال: نعم يا آدم أرفع رأسك وأنظر، فرفع رأسه فإذا هو مكتوب على العرش: لا إله إلا الله محمد رسول الله نبي الرحمة، غلي مقيم الحجة، من عرف حق علي زكا وطاب، ومن أنكر حقه لعن وخاب، وأقسمت بعزتي أن أدخل الجنة من أطاعه وإن عصاني، وأقسمت بعزتي أن أدخل النار من عصاه وأن أطاعني"(52).
ونقله الشيخ سليمان الحنفي عن الخوارزمي في (ينابيع المودة)، حتى قوله: "علي مقيم الحجة" وأسقط بقية الحديث.
ولقد أجاد العلامة الشاعر المعاصر، صديقنا السيد محمد الحيدري بقوله من قصيدة علوية غراء:
بــشــرت باسمه النبيون طراً*** فــأســأل الأنــبــيــاء والأوصياءا
بـــشـــرت باسمه وباسم نبي*** هــاشــمـــي ســيـخــتــم الأنبياءا
فـــهـما عـلـة الخليقة إذ لولا*** هـمـا لــم يـــــكّـــون الأشــيـــاءا
وهـمـا لـلـوجــود مصدر نور*** بــهــمــا الله يـكـشـف الـظـلـماءا
لـهــمـا طـأطـأ المــلائــك لما*** عــــــــلـــم الله آدم الأســـمــــاءا
خـلـق الله نــورهــم فــاستقر*** الـنـور فـي آدم يـــشــع ســنــاءا
فــلـذا أوجـب الســجــود إليه*** حـيـث قـد كــان عـيـبـة ووعــاءا
هكذا نــــصــت الأحاديث والأ*** نباء إن كـنت تسمع الأنباءا(53)










_________________________________________________________
1- راجع إذا شئت الجزء الخامس عشر من (البحار) للمجلسي باب 2 البشائر بمولده ونبوته من الرسل والأنبياء والأوصياء وغيرهم من سائر الخلق ص174 - 248. وقد ذكر شيخنا المجلسي في هذا الباب بعض الآيات القرآنية المبشرة بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهي سبعة عشر آية مع تفسـيرها، ثم ذكر بعض الأحاديث الواردة في البشائر وهي (60) حديثاً، وذكر في ضمنها من بشر وآمن به صلى الله عليه وآله وسلم قبل بعثته كتبع الأول وكعب بن لؤي بن غالب وقس بن ساعدة الأيادي وبحيراء الراهب وسيف بن ذي يزن وغيرهم، كما ذكر أيضاً بعض من بشر به، وطبق البشائر عليه صلى الله عليه وآله وسلم في الجزء المذكور الباب الثاني (تاريخ ولادته وما يتعلق به).
وراجع كتاب (المناقب) لمحمد بن علي المعروف بابن شهراشوب المتوفى سنة 588هـ الجزء الأول باب ذكر سيدنا رسول الله (ص)، وفي أول هذا الباب فصل في البشائر بنبوته ص13 - 23، وشيخنا الصدوق في (كمال الدين) 1/265 - 307، وهكذا تجد البشائر بنبوته متواترة منتشرة في كتب التفسير والحديث والتاريخ لسائر المسلمين.
2- روضة الكافي ص101 ط النجف، ونقل عنه المولى محسن الفيض الكاشاني في تفسيره الصافي عند تفسير الآية 3/617.
3- عقيدة التثليث عند النصارى هي أولاً يدعي ويقول جمهورهم من الملكانية واليعقوبية والنسطورية ثلاثة أقانيم جوهر واحد الأب والابن والروح القدس، ويقولون أيضاً الأب إله والابن إله وروح القدس إله، وهذه الثلاثة إله واحد، ويقولون أيضاً: الابن ليس هو الأب.
ويلزمهم من مجموع هذه الدعاوى الباطلة والأقوال المتناقضة أن تكون ثلاثة آلهة، في حين هم ينكرون أنهم يقولون إن الآلهة ثلاثة بل الكل إله واحد، والحال هذا القول - أي الآلهة الثلاثة - يلزمهم حتماً، وهو معلوم البطلان ببداهة العقل، بل مما يستنكف العقل عن تعقله، إذ أن الثلاثة لا تكون واحداً والواحد لا يكون ثلاثة، فكانوا بهذا القول المتناقض قد أشركوا بالله تعالى وكفروا به.
ولذا ذكر بعض الدعاة من النصارى أن مسألة التثليث من المسائل المأثورة من مذهب الأسلاف التي لا تقبل الحل بحسب الموازين العلمية.
ويجب على هذا الداعي أن يطالب بالدليل على كل دعوى تقرع سمعه، سواء كانت من دعاوى الأسلاف أو من دعاوى الإخلاف، وإلا يرجع عن تلك الدعوى ويبرأ منها بعد علمه وإقراره أنها لا تقبل الحل بحسب الموازين العلمية، وقد رد الله تعالى عليهم هذه الدعوى وتوعدهم على عدم الانتهاء عنها بالعذاب الأليم بقوله عز من قائل: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [سورة المائدة/ 74].
هذا أولاً في عقيدتهم التثليثية، وثانياً اتخذ كثير من جماهير النصارى المسيح إلهاً وأمه إلهة والله ثالث الثلاثة، وقد أشار القرآن المجيد إلى هذا المعنى بقوله حاكياً خطابه لعيسى في يوم القيامة: (وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) [سورة المائدة/117].
واتخاذ النصارى عيسى إلهاً معلوم مصرح به عندهم، حتى أنهم كتبوا على كتبهم المقدسة بزعمهم هذه العبارة (كتاب العهد الجديد لربنا ومخلصنا يسوع المسيح)، فيسوع المسيح عندهم رب وإله، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
وأما اتخاذهم أمه إلهة لأنهم يعبدونها ويخضعون لها بصلاة ذات دعاء وثناء واستغاثة، وصيام ينسب إليها ويسمى باسمها، وكل ذلك يقرن بالخضوع والخشوع لذكرها وصورها وتماثيلها، ويصرحون بوجوب العبادة لها، ولكنهم لا يطلقون كلمة (إله) عليها بل يسمونها (والدة الإله).
راجع تحقيق ذلك من طرقهم في تفسير المنار 7/263.
4- مجمع البيان 5/280، وقد نص على صحة الحديث وقال بعد ذكره: أورده البخاري في الصحيح ونقله أيضاً محمد دروزة في التفسير الحديث 8/217.
5- مجمع البيان 5/280، وتفسير الفخر الرازي 8/144.
6- قال ابن عباس في سبب نزول هذه الآية: أن اليهود كانوا يستفتحون - أي يستنصرون - على الأوس والخزرج برسول الله قبل مبعثه فلما بعثه الله من العرب لم= =يكن من بني إسرائيل كفروا به وجحدوا ما كانوا يقولون به، فقال لهم معاذ بن جبل وبشر بن أبي البراء وداود بن سلمة: يا معشر اليهود اتقوا الله واسلموا فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد ونحن أهل شرك وتخبروننا بأنه مبعوث وتصفونه بصفته، فقال سلام بن مشكم أحد يهد بني النضير: ما جاءنا بشيء نعرفه وما هو بالذي كنا نذكر لكم. فأنزل الله "وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ" الآية. ذكر هذا الحديث شيخنا الطبرسي في مجمع البيان 1/158، والسيد الطباطبائي في الميزان 1/226. والسيوطي في الدر المنثور 1/88، وقال: اخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس.
وروى السيوطي في سبب نزول الآية روايات عديدة يؤيد بعضها بعضاً، ومنها ما في الدر المنثور 1/88: اخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق عطاء والضحاك عن ابن عباس قال: كانت يهود بني قريضة والنضير من قبل إن يبعث محمد (ص) يستفتحون الله ويدعون على الذين كفروا ويقولون: اللهم إنا نستنصرك بحق النبي الأمي إلا نصرتنا عليهم فينصرون، فلما جاءهم ما عرفوا - يريد محمداً(صلى الله علي و آله) - ولم يشكوا فيه كفروا به.
7- امالي الصدوق ص279، واختصرها الفيض الكاشاني في الصافي 3/617.
8- الصخاب صيغة مبالغة، من (الصخب) بالتحريك، وهو شدة الصوت، من تصاخب القوم تصايحوا وتضاربوا، والصخب الصيحة واضطراب الأصوات عند المخاصمة. وفي الحديث "إياك أن تكون مصاخباً". ومترين من ران أي تغلب، والمراد أن نبينا لا يتغلب عليه. الفحش وقول الخناء، والحنا مرادف للفحش.
9- راجع مصادر هذا الحديث الشريف في كتاب احقاق الحق 5/132-243.
10- سورة الفتح/ 24. وراجع البحار ج23 باب (الاضطرار إلى الحجة) وباب آخر في اتصال الوصية ص1-65.
11- سنذكر بعض النصوص النبوية على أسماء خلفائه وألقابهم الشريفة فيما بعد أن شاء الله تعالى.
12- راجع قول ابن الجوزي، وقد ذكرناه في آخر بحوث الصفة الأولى والثانية في الذيل.
13- سورة الأنفال/ 25. والآية الكريمة في تعبيرها عامة في كل ما دعا إليه الرسول(صلى الله علي و آله) مما به الحياة السعيدة في الدارين ومما يلائم الفطرة السليمة من علم نافع وعمل صالح، ومن جملة ما دعا إليه(صلى الله علي و آله) وحث الأمة عليه ولاية علي(عليه السلام) وأهل بيته من بعده.
ويروي لنا بعض المفسرين، والمحدثين من الشيعة وأهل السنة عن الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام أن الآية الكريمة نزلت في ولاية علي بن أبي طالب(عليه السلام)، ونكتفي من ذلك بروايتين:
أحدهما: يرويها شيخنا الكليني في روضة الكافي ص208 بسنده عن أبي الربيع الشامي قال. سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ"؟ قال: أنزلت في ولاية علي عليه السلام. ونقلها عنه صاحب تفسير الميزان 9/59.
الثانية: رواها الحافظ أبو بكر بن مردويه في المناقب وصححها بإسناده مرفوعاً إلى الإمام الباقر عليه السلام إن هذه الآية قد نزلت في ولاية علي بن أبي طالب رضي الله عنه. (انظر مناقب مرتضوي للعلامة محمد صالح الكشفي الترمذي ص56).
14- هذا الحديث الشريف من الأحاديث الشهيرة المستفيضة المروية من طرق الشيعة وأهل السنة، وإليك بعض مصادره من طرق أهل السنة، من رواه مسنداً منهم ومن أرسله إرسال المسلمات:
حلية الأولياء للحافظ أبي نعيم الاصفهاني المتوفى سنة 420، 1/86. اخرجه بسنده عن ابن عباس لكنه ذكر بدل قوله "بأهل بيتي من بعدي" الأئمة من بعدي، وذكر بدل قوله "فهمي وعلمي" فهماً وعلماً.
كنز العمال لعلي المتقي الهندي الحنفي، أخرجه بسنده عن ابن عباس برقم 3819، ج 6/ 207.
المعجم الكبير للطبراني الشافعي المتوفى سنة 310 (المصدر السابق).
منتخب كنز العمال للهندي الحنفي المطبوع بهامش مسند أحمد ابن حنبل 5/94.
شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي 2/450 نقله عن الحلية بلفظ صاحب الحلية.
فرائد السمطين للعلامة الحمويني المتوفى سنة 722، أخرجه بسنده عن ابن عباس بلفظ صاحب الحلية في الباب 5 ص41.
ينابيع المودة للشيخ الحنفي في الباب 43 ص126، روى الحديث عن الحمويني بلفظ صاحب الحلية لكنه ذكر بدل قوله (بالأئمة من بعدي) بالأئمة من ولده من بعده. وذكره أيضاً في باب 59 ص313.
مفتاح النجا للعلامة البدخشي ص60 مخطوط، وقد أخرجه عن الطبراني في الكبير والرافعي في مسنده (انظر إحقاق الحق 4/112).
مسند الرافعي (كنز العمال 6/ 217 ومفتاح النجا 60).
تاريخ بغداد للحافظ الخطيب البغدادي 4/410.
15- بعض مصادر هذا الحديث من طرق أهل السنة، وله عندهم فيما وقفنا عليه طريقان: طريق زياد بن مطرف الصحابي، وطريق من جهة أهل البيت عن الحسين عليه السلام.
كنز العمال الهندي الحنفي ج 6/ 155 برقم 2578، وقد أخرجه بسنده عن زياد بن مطرف الصحابي.
منتخب كنز العمال له أيضاً ج 5/32.
الإصابة لابن حجر العسقلاني بترجمة زياد بن مطرف 1/541، وقد:
أخرجه عن مطين.
والبارودي.
وابن جرير.
وابن شاهين.
وابن مندة. وعلق على الحديث ابن حجر العسقلاني بقوله: في إسناده يحيى بن يعلى وهو واه. وأجاب على تعليقه هذا سيدنا السيد عبد الحسين شرف الدين قدس الله روحه في المراجعات ص56 بأن: هذا غريب من مثل العسقلاني، فأن يحيى بن يعلى المحاربي ثقة بالاتفاق، وقد أخرج له البخاري في عمرة الحديبية من صحيحه وأخرج له مسلم في الحدود من صحيحه أيضاً، وأرسل الذهبي في الميزان توثيقه إرسال المسلمات، وعده الإمام العسقلاني وغيره ممن احتج به الشيخان وغيرهما.
منتخب ذيل المذيل لمحمد بن جرير الطبري المتوفى سنة 310 بسنده عن زياد بن مطرف (إحقاق الحق ج4/ 107).
الكوكب الدري للسيد محمد صالح الحنفي ص111 بسنده عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "من أحب أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويدخل الجنة التي وعدني ربي فليتول علي بن أبي طالب وذريته الطاهرين أئمة الهدى ومصابيح الدجى من بعده، فأنهم لن يخرجوكم من باب الهدى إلى باب الضلالة" (مقام أمير المؤمنين للشريف العسكري ص61-62).
المناقب للحافظ أخطب خوارزم الحنفي المتوفى سنة 568 ص34، وقد خرجه بسنده عن أبي جعفر محمد الباقر عن أبيه علي ابن الحسين سيد العابدين عن أبيه الحسين بن علي الشهيد قال: سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه يقول: " من أحب أن يحيا حياتي" الحديث، كما نقله محمد صالح الحنفي فيما تقدم إلا أن فيه زيادة "وأهل بيته الطاهرين" بعد كلمة "وذريته".
ينابيع المودة للشيخ سليمان الحنفي باب 43، خرج الحديث كما تقدم عن الخوارزمي الحنفي.
وأخرجه أيضاً عن زياد بن مطرف نقلاً عن الإصابة لابن حجر العسقلاني ص126-127.
وأخرجه أخطب خوارزم الحنفي في مقتل الحسين ج1/3.
16- بعض مصادر هذا الحديث من طرق أهل السنة:
مستدرك الصحيحن للحافظ النيسابوري المتوفى سنة 405 ج3/128، أخرجه عن زيد بن أرقم وقال: هذا الحديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه (أي البخاري ومسلم). كنز العمال للهندي الحنفي ج6/155 برقم 2577 بسنده عن زيد بن أرقم أيضاً، وقد نقله عن مستدرك الحاكم وعن حلية الأولياء.
وعن المعجم الكبير للطبراني الشافعي المتوفى سنة 310.
منتخب الكنز له أيضاً 5/32.
حلية الأولياء لأبي نعيم الأصفهاني 1/86، وقد أخرجه عن حذيفة بهذا النص: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من سره أن يحيى حياتي ويموت ميتتي ويتمسك بالقصبة الياقوتة التي خلقها الله بيده (يريد القدرة الإلهية) ثم قال لها كوني فكانت فليتول علي ابن أبي طالب من بعدي".
ثم رواه بسند آخر عن زيد بن أرقم.
ورواه ثالثاً عن السدي عن زيد بن أرقم أيضاً.
ورواه عن ابن عباس، ورواه 4/176 عن حذيفة.
ونقله عنه ابن أبي الحديد 2/449، وعن:
كتابي مسند أحمد بن حنبل المتوفى سنة 241.
وكتاب فضائل علي بن أبي طالب له أيضاً (المعروف بالمناقب).
كفاية الطالب لفقيه الحرمين العلامة الكنجي الشافعي المتوفى سنة 658 ص27 الباب التاسع، وقد رواه بسنده عن حذيفة بلفظ أبي نعيم المتقدم.
ميزان الاعتدال للحافظ الدمشقي 1/151 (إحقاق الحق 4/106).
لسان الميزان لابن حجر العسقلاني 2/34 (المصدر السابق).
الكواكب الدرية للعلامة عبد الرؤف المناوي 1/44 بلفظ أبي نعيم (المصدر السابق).
مفتاح النجا للعلامة البدخشي ص60 مخطوط بلفظ أبي نعيم (المصدر السابق).
ينابيع المودة للشيخ سليمان الحنفي باب 43 عن زيد بن أرقم 126.
وعن أبي سعيد الخدري بتغيير في بعض ألفاظ الحديث (المصدر السابق)، وقد أخرجه عن أحمد في مسنده وأبي نعيم في حليته.
فرائد السمطين للحمويني الشافعي باب 5 ج1/43 عن زياد بن مطرف عن زيد بن أرقم.
17- روى هذا الحديث السيد علي بن شهاب الهمداني في كتابه مودة القربى في المودة 10 عن زيد بن حارثة، ونقله عنه الشيخ سليمان الحنفي في ينابيع المودة ص258.
18- روى الشيخ الجليل أبو الفتح الكراجكي في كتاب كنز الفوائد بسنده عن عبد الأعلى بن أعين قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما تنبأ نبي قط إلا بمعرفة حقنا وتفضيلنا على سوانا (البحار 18/ 299).
19- راجع ما ورد في تفسيرها من طرق الشيعة البحار ج36 الباب 39 في سائر الآيات النازلة في أمير المؤمنين (ع) ص154-157 وراجعه أيضاً ج15/247 فأن فيه عن الجارود بن المنذر العبدي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال للجارود: يا جارود ليلة أسري بي إلى السماء أوحى الله عز وجل إلي أن سل من رسلنا من قبلك من رسلنا على ما بعثوا؟ فقلت: على ما بعثتم؟ قالوا: على نبوتك وولاية علي بن أبي طالب والأئمة منكما. ثم أوحى إلي أن ألتفت عن يمين العرش، فألتفت فإذا علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والمهـدي في ضحضاح من نور يصلون، فقال الرب: هؤلاء الحجج لأوليائي وهذا المنتقم من أعدائي. قال الجارود: فقال سلمان: يا جارود هؤلاء المذكورون في التوراة والإنجيل والزبور - الحديث.
روى المجلسي هذا الحديث عن كتاب (مقتضب الأثرى في النص على الأئمة الاثني عشر) لمؤلفه أحمد بن محمد بن عياش، وفي الذيل للناشر عّين رقم الصفحة 37-43 من المقتضب. قال: أخرجه أيضاً الكراجكي في كنز الفوائد ص256-258، ونقله المجلسي أيضاً عن الكراجكي في باب المعراج ج 18/ 293.
قول: وهو حديث طويل يتضمن بشارة قس بن ساعدة الايادي ونقلنا لك آخر الحديث الذي فيه تفسير النبي (ص) للآية الكريمة (واسأل من أرسلنا).
وراجع البحار أيضاً 38/ 41-62 الباب 58 1ذكر أمير المؤمنين عليه السلام في الكتب السماوية وما بشر السابقون به وبأولاده المعصومين عليهم السلام، حيث ذكر في هذا الباب ثلاثة عشر بشارة بنبينا وأهل بيته مما رواه الفريقان، ومنها ما رواه ابن أبي الحديد في شرح النهج 1/ 288-289 من قصة الراهب وإسلامه على يد أمير المؤمنين وما أخرج له من الكتاب الذي فيه بشارة الله تعالى لعيسى وأمته بنبينا ووصيه علي أمير المؤمنين وصفاته، وأن علياً لما قرأ ذلك الكتاب بكى وقال(عليه السلام) الحمد لله الذي لم كن عنده منسياً، الحمد لله الذي ذكرني عنده في كتب الأبرار - الخ.
20- الآلهة الموهومة المطاعة بغير أذن الله تعالى كثيرة:
منها - رؤساء الضلال ، قال تعالى أمراً باجتناب عبادتهم: "وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ" [سورة النحل/36].
ومنها - الأحبار والرهبان بالنسبة إلى اليهود والنصارى، قال تعالى "اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ" [سورة التوبة/31].
ومنها - الشيطان الذي عهد الله لبني آدم كافة النهي عن عبادته (أي أطاعته)، قال تعالى "أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ" [سورة ياسين/60].
ومنها - هوى النفس الأمارة بالسوء ، قال تعالى "أَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا" [سورة الفرقان/43]. وصلوات الله على الحسين حيث يقول معبرا عن اكثر الناس: " الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معائشهم فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون".
وصدق الله حيث قال: "وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ" [سورة الحج/11].
21- سورة المائدة/ 54. راجع تفسير الآية والتحقيق حولها الميزان في تفسير القران 5/ 419 - 440.
22- دلائل الصدق 2/109.
23- تقدمت برقم 14.
24- راجع تفسير العياشي 1/41، والبحار 11/95 نقلاً عن الكافي للكليني، والميزان 1/149 نقلاً عن الكليني أيضاً، وعيون أخبار الرضا 1/306، ومعاني الأخبار ص42 (كما في البحار 11/193)، وتفسير التبيان 1/169، ومجمع البيان 1/89، وكشف اليقين (البحار 11/175)، وقصص الأنبياء للراوندي (المصدر السابق 181).
هذا وقد ذكر شيخنا المجلسي في البحار ج11 مصادر أخرى من مصادرنا في تفسير الكلمات في الآية بتوسل آدم عند توبته بالخمسة الأطهار، كما ذكر بعض المصادر لذلك فيه أيضاً 44/245.
25- ينابيع المودة، الباب 23، ص97 وص 238.
26- الغدير ج7/300، أرجح المطالب للشيخ عبيد الله الحنفي ص320.
27- نزهة المجالس ج2/186.
28- إحقاق الحق ج2/77.
29- الدر المنثور ج1/60.
30- الدر المنثور ج 1 / 60.
31- إحقاق الحق ج3/78.
32- الدر المنثور ج 1 / 60.
33- المصدر نفسه.
34- كنز العمال ج1/ 234.
35- ينابيع المودة، الباب 24، ص97 وص238.
36- إحقاق الحق ج9/102.
37- إحقاق الحق ج9/102.
38- إحقاق الحق ج9/102.
39- إحقاق الحق ج9/102.
40- ينابيع المودة ص97. وروى هذا الحديث شيخنا الصدوق في (معاني الأخبار) ص42، وفي كتابه (الخصال) في أبواب الخمسة، كما في (البحار) ج1/ 177، ورواه الصدوق أيضاً في (كمال الدين) ج2/ 28، ورواه السيد نعمة الله الجزائري في كتابه (النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين) ص91. وتمام الحديث: "قال المفضل: فقلت: يا بن رسول الله فأخبرني عن قول الله: (وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ) [الزخرف/29]، قال يعني الإمامة وجعلها الله في عقب الحسين إلى يوم القيامة".
41- ينابيع المودة، الباب 56، ص238.
42- ذكر هذا الحديث شيخنا المجلسي في (البحار) ج35/ 19 نقلاً عن كتاب (الروضة)، وكذلك في (روضة الواعظين) وفيه: "أبو الطفيل عامر بن واثلة"، ولعله هو الأصح.
43- إحقاق الحق، ج5/ 11.
44- هذه الحقائق أثبتتها الأخبار والأحاديث المتواترة من طرق الفريقين، كما قرأت في الأحاديث الماضية. وسنقرأ الأحاديث الصريحة في ذلك، والمؤيدة بالاكتشافات لآثار سفينة نوح - كما سيجيء قريباً - كما أن العقل لا يمنع ولا ينكر هذه الحقائق الثابتة لهم صلوات الله عليهم.
45- فرائد السمطين ج1/25، وأرجح المطالب ص461.
وهذا الحديث الشريف معروف بحديث الأشباح، وهو من الأحاديث الشهيرة عند الفريقين (السنة والشيعة) وقد نص علمائنا على صحته لرواية الثقاة له، وإليك ما علق عليه شيخنا المفيد المتوفى سنة 413 هـ في رسائله المعروفة بـ (رسائل الشيخ المفيد) حيث قال في 44 ما نصه: (والصحيح في حديث الأشباح الرواية التي جاءت عن الثقاة بأن آدم عليه السلام رأى على العرش أشباحاً يلمع نورها، فسأل الله عنها آدم الله إليه أنها أشباح رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وأعلمه أن لولا الأشباح التي يراها ما خلقه ولا خلق سماءً ولا أرضاً. والوجه فيما أظهره الله من الأشباح والصور لآدم عليه السلام ليدلّه على تعظيمهم وتبجيلهم، وجعل ذلك إجلالاً لهم ومقدمة لما يفرضه من طاعتهم، ودليلاً على أن مصالح الدين والدنيا لا تتم إلا بهم. ولم يكونوا في تلك الحال صوراً مجيبة ولا أرواحاً ناطقة، لكنها كانت صوراً على مثل صورهم في البشرية يدل على ما يكونون عليه في المستقبل من الهيئة والنور، والذي جعله عليهم دليلاً على نور الدين بهم وضياء الحق بحججهم. وقد روى ان أسماءهم كانت مكتوبة إذ ذاك على العرش، وأن آدم لما تاب إلى الله وناجاه بقبول توبته سأله بحقهم عليه ومحلهم عنده فأجابه. وهذا غير منكر في العقول ولا مضاد للشرع المنقول. وقد رواه الثقاة المأمونون، وسلم لروايته طائفة الحق، فلا طريق إلى إنكاره والله ولي التوفيق).
46- غاية المرام، الباب الأول ص7.
47- غاية المرام للسيد هاشم البحراني، الباب 107، ص393.
48- لسان الميزان، ج3/ 346.
49- ينابيع المودة، باب 56، ص259.
50- المصدر السابق.
51- نزهة المجالس، ج2/ 180.
52- المناقب ص227.
53- وليد الكعبة، الكتاب الثامن من منشورات مكتبة أهل البيت العامة ببغداد، ص74. وقد وردت القافية في المصدر مفتوحة بلا ألف.




















من كتاب قبس من القرآن
في صفات الرسول الأعظم(صلى الله عليه و آله)
المؤلف: الشيخ عبد اللطيف البغدادي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turaibel.mam9.com
 
الأمة ومعجزته الخالدة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات قرية الطريبيل :: الاقـسـام الاسـلامـيـة :: منتدى أهل البيت عليهم السلام :: منتدى النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم-
انتقل الى: