منتديات قرية الطريبيل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات قرية الطريبيل

إسلامي - علمي - تربوي - ثقافي- مناسبات - منوعات
 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تهذيب النفس وجهادها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الإدارة
عضو ذهبي ممتاز
عضو ذهبي ممتاز
الإدارة


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 6362
تاريخ التسجيل : 08/05/2008

تهذيب النفس وجهادها Empty
مُساهمةموضوع: تهذيب النفس وجهادها   تهذيب النفس وجهادها Emptyالجمعة مارس 29, 2013 12:49 pm

تهذيب النفس وجهادها


{قد أفلح من زكاها}..
الشمس/9

صدر المتألهين

شروط صدر المتألهين في قبول التلميذ:
كان طلاب العلوم من جميع أنحاء إيران يقصدون شيراز للإستفادة من درس صدر المتألهين، ولكنه لم يكن يقبل التلميذ إلا إذا قَبِل التلميذ أربعة شروط وعمل بها.

الأول: أن لا يكون بصدد تحصيل المال إلا بمقدار تحصيل معاشه.

الثاني: أن لا يكون همه الحصول على موقع اجتماعي.

الثالث: أن لا يعصي.

الرابع: أن لا يقلد. [المراد طبعاً التقليد المذموم في الأصول والعادات(المترجم)].

فإذا قَبِل التلميذ هذه الشروط وعمل بها، كان صدر المتألهين يقبله في عداد تلامذته، ويبقيه في مدرسته، وإلا فإنه كان يطلب منه مغادرة المدرسة.

كان صدر المتألهين يقول: من المستحيل أن يتمكن من هو بصدد تحصيل المال من تحصيل العلم، فتحصيل مال الدنيا وتحصيل العلم عملان متخالفان لا يقترنان.. والشخص الذي يزيد طوله يقل عرضه وتقل ضخامته.. وهكذا طالب تحصيل المال قد يمكنه ذلك إلا أنه حتماً لا يستطيع تحصيل العلم، وأصحاب الثروات الذين يتطاهرون بأنهم علماء هم مراؤون.[ملا صدرا فيلسوف متفكر بزرك إسلامي - (186)].. ومن هذه الشروط في قبول الطلاب يتضح لماذا أن صدر المتألهين أصبح صدرالمتألهين.. وما هو الذي أوصله إلى هذه الدرجة من التقوى والحكمة والعرفان.

وفي الواقع فإن استاذ صدر المتألهين(الميرداماد) هو الذي رباه هذه التربية – ولاستيضاح ذلك نصغي إلى وصية (الميرداماد) لتلميذه في أول يوم اشترك في مجلس درسه.

صدر المتألهين في يوم دراسته الأول:
عندما انتهت أول جلسة اشترك فيها صدر المتألهين في درس (الميرداماد) انتحى به استاذه جانباً وقال له: يا محمد!.. لقد قلت أنا اليوم: أن الشخص الذي يريد دراسة الحكمة يجب أن يهتم بالحكمة العملية،وها أنذا أقول لك: إن الحكمة العملية أمران:

الأول: القيام بجميع واجبات الإسلام.

الثاني: اجتناب كل ما تطلبه النفس الأمارة من أجل أنسها.

أداء الواجبات الدينية ضروري، لأن الطالب عندما يؤديها يستفيد من كل منها فائدة هي لمصلحته.

وأما الأمر الثاني - اجتناب ما تهواه النفس الأمارة- فباعتبار أن طالب الحكمة يجب أن يجتنب تأمين رغبات نفسه.. إن المطيع لنفسه المشتغل بدراسة الحكمة يحتمل في حقه قويا أن يخسر دينه وينحرف عن الصراط المستقيم.[المصدر السابق(50-51). ومن المهم جداً أن يتعلم المدرسون المحترمون من (الميرداماد) عليه الرحمة الذي أرشد تلميذه في الجلسة الأولى إلى الاهتمام بالتقوى ومجانبة الهوى، ويضعوا حداً لإهمال الأساتذة لطلابهم، بحيث أن بعضهم لا يهتم بأخلاق تلميذه رغم علاقته به طيلة سنين عديدة].

______

الرجل كل الرجل

قيل لبعض العرفاء من المتقين الواعين: إن رجلاً من المتصوّفة بلغ في ترويضه لنفسه إلى حدّ يمشي على الماء!..
فقال العارف: وكذلك يفعله الضفدع.
فقيل له: وإن واحداً منهم يطير في الهواء!..
فقال العارف: كذلك يفعل الذباب.
قيل له: ومنهم من يسير من بلد إلى بلد في لحظة!..
قال العارف: وكذلك الشيطان يسير من المشرق إلى المغرب.

فليس بهذه الأشياء قيمة الرجل، بل الرجل كل الرجل هو من يخالط الناس ويعاملهم بالمعروف، ويتزوج منهم ولا يغفل عن الله طرفة عين. كتاب رنكَارنكَـ بالفارسية/ص143

_________

جواب لا يسمعه كل أحد

نقل لي فضيلة حجة الإسلام الحاج الشيخ محمدي – وهو من علماء مشهد المقدسة – أنه رافق المرجع الورع آية الله العظمى الحاج الشيخ بهجت (دام ظله) شهر ربيع الأول سنة (1417هـ) إلى لقاء العالم العارف آية الله الحاج الشيخ مرواريد (دام ظله) رداً على زيارته له، فمما سمع من العالمين الجليلين قصة نقلها الشيخ بهجت أنه في سنوات سابقة التقى مع خطيب في مدينة (رشت) الإيرانية ، فأخبره الخطيب أنه في بداية ارتقائه المنبر يسلّم أولاً على أبي عبد الله الحسين (ع)، فإن سمع منه الجواب واصل في قراءته للحاضرين، وإن لم يسمع نزل من المنبر واعتذر لهم.

فسألته: كيف بلغت هذا المقام، حيث تسمع جواب سلامك من الإمام (ع)؟..
فقال: كنت في السابق أصعد المنبر في بيت أحد المؤمنين، وكان يصعده قبلي بساعة خطيب أفضل مني علماً وإلقاءً وصوتاً، وأنا أراقب نفسي، فكلما خطر في قلبي حسد تجاهه عاقبت نفسي بالامتناع عن صعود المنبر أربعين يوماً، بهذه الطريقة والمحاسبة والمعاقبة روّضت نفسي، حتى أصبحت أسمع جواب سلامي على أبي عبد الله الحسين (ع).

نتمنى هذا المقام الرفيع لكل السالكين إلى الله.

_______

غلبة على شهوة حاضرة

ذهب العالم الورع الشيخ جعفر بن خضر النجفي المعروف بـ (كاشف الغطاء) رحمه الله إلى مدينة زنجان (الإيرانية) وكان الشيخ معروفاً بعدم امتناعه إذا توفرت له أسباب الزواج المؤقت (المتعة)، فحلّ ضيفاً على والي المدينة، وفوجئ في اليوم التالي بفتاة جميلة مزينة بأنواع الزينة مرسلة إليه من قبل الوالي، فتعجب وسألها من أنت؟..
قالت: أنا ابنة فلان.
قال الشيخ: هل أتيت برضاك؟..
قالت: نعم.
فقال: ولِمَ لم تتزوجي إلى الآن، وأنت بهذا الحسن والجمال؟..
قالت: كنت أريد شخصاً، ولكن والدي أبى أن يزوجني به، وهو يريد أن يزوجني بمن لا أرضى به.
فقال لها الشيخ: وأين يسكن الشخص الذي تريدينه؟..
قالت: في المكان الفلاني.
فقال لها: وهل تريدين الآن الزواج منه؟..
قالت: أنا الآن في ذمتك وهذا ما أفتخر به وراضية.

فلما رأى الشيخ أن الفتاة تميل إلى ذلك الشاب، رغم رضاها بالزواج المؤقت معه، استدعى والدها وأحضر الشاب، وفي تلك الليلة عقد لهما وأرسلها معه إلى بيته. قصص العلماء/ ص212

إن هذا الموقف من الغلبة على الشهوة الحاضرة والمحللة، دليل قوة النفس وشدة التقوى لدى الشيخ كاشف الغطاء.. وذلك يكشف الغطاء عن عمل الشيخ سلفاً بالحديث القائل: " عودوا قلوبكم الرقة، وأكثروا من التفكر، والبكاء من خشية الله".

_____

معادلة لمحاسبة النفس

وكان يقول لنا آية الله العظمى المرحوم السيد عبد الأعلى السبزواري في درس الأخلاق: إن أحد كبار العلماء بعد أن بلغ عمره (85) عاماً اختلى بنفسه ليحسب سنوات عمره، وما قد صدر منه من معصية لله تعالى، وأخيراً خاطب نفسه:

لقد مضى على بلوغك (سن التكليف) سبعون سنة، فلو وزعت على كل يوم من هذه الأعوام معصية واحدة، فتكون مرتكباً خلال هذه المدة (25200) معصية تقريباً، فهل تواجه ربك بهذا العدد الكبير من المعاصي، ولو أراد الله أن يأخذك إلى النار مقابل كل معصية فيعني بقاءك في النار سبعين عاماً.

وهذا الوقت الذي{ إن يوماً عند الله كألف سنة مما تعدون ) مما ينتج أن بقاءك في النار مدة (000/200/25) خمسة وعشرين مليوناً ومائتي ألف عام – بينما أبداننا لا طاقة لها على حرارة عود الثقاب (الكبريت) لحظة واحدة . كتبها لي ابن اختي فضيلة الشيخ يحيى عباس (دام ظله)

فأين المتجرّئون على معصية الله من هذه المعادلة؟..
ألا يحاسبون أنفسهم قبل أن يحاسبوا؟..

______
الشيخ أبو عبد الرحمن حاتم بن عنوان البلخي
الملقب بالأصم

ذكر القشيرى في رسالته أنه سمع الاستاذ أبا علي الدقاق يقول: جاءت امرأة فسألت حاتماً عن مسألة، فاتفق أنه خرج منها صوت في تلك الحالة، فخجلت، فقال حاتم: إرفعي صوتك، فأرى من نفسه أنه أصم، فسُرّت المرأة بذلك، وقالت: إنه لم يسمع الصوت، فغلب عليه اسم الأصم.

وقد كان من كبار أصحاب المعرفة والوجدان والذوق والعرفان، وعزيز الحديث في زمن خلافة المعتصم العباسي ومن تأخر عنه، وقد صحب شقيقاً البلخي وغيره، وسمع منه أحمد بن خضرويه البلخي من كبار مشايخ خراسان، وكانت وفاته بخراسان في حدود سنة سبع وثلاثين ومائتين كما في "تاريخ أخبار البشر" وله كلمات وحكايات طريفة ذكرها المتفننون في رسائلهم.

منها ما هو في بعض كتب الأخبار والسير،أنه قيل له: بم رزقت الحكمة؟..
قال: بخلو البطن، وسخاء النفس، وسهر الليل.

ومنها ما هو في بعض المواضيع المعتبرة، أنه قيل له وهو بالغ مبلغه من العلم والتقى: ألا تجالس لنا في الجامع؟..
فقال: لا يجلس في الجامع إلا جامع، أو جاهل، ولست بجامع ولا أحب أن أكون جاهلاً.

ومن كلماته الطريفة:إلزم بيتك فإن أردت الصاحب فالله يكفيك، وإن أردت الرفيق فرفيقاك يفيكانك، والقرآن يونسك، وذكر الموت يعظك، وإليه ينظر قول على بن القاسم:
تركت الأنس بالإنس فما في الإنس من أنس
وأقبلت على القرآن درساً أسما درس
عسى يونسني ذاك إذا استوحشت من رمسي

ومنها قوله: العجلة من الشيطان إلا في خمس: إطعام الطعام إذا حضر ضيف، وتجهيز الميت إذا مات، وتزويج البكر إذا أدركت، وقضاء الدين إذا وجب، والتوبة من الذنب إذا أذنب.

وكل ذلك مأخوذ من الشريعة ويحكم به العقل القاطع المتين، ومنها قوله برواية القشيري: ما من صباح إلا والشيطان يقول لي: ما تأكل؟.. وما تلبس؟.. وأين تسكن؟.. فأقول: آكل الموت، وألبس الكفن، وأسكن القبر.

وبراويته أيضاً أنه قال:من دخل في مذهبنا هذا فليجعل في نفسه أربع خصال من الموت: موتاً أبيض وهو الجوع، وموتاً أسود وهو احتمال الأذى من الخلق، وموتاً أحمر وهو العمل ومخالفة الهوى، وموتاً أخضر وهو طرح الرقاع بعضها على بعض. الرسالة القشيرية: 17، وحلية الأولياء: 8/78

وبروايته أيضاً في غير موضع أنه قال:
لا تغتر بموضع صالح فلا مكان أصلح من الجنة، فلقي آدم (ع) ما لقي.
ولا تغتر بكثرة العبادة، فإن إبليس بعد طول تعبده لقى ما لقى.
ولا تغتر بكثرة العلم، فإن بلعم بن باعورا كان يحسن اسم الله الأعظم، فانظر ماذا لقى.
ولا تغتر برؤية الصالحين، فلا شخص أكبر من المصطفى (ص) لم ينتفع بلقائه أقاربه وأعداءه.

_____

الشيخ المتورع الكامل أبو زيد ربيع بن خثيم
الأسدي الثوري التميمي الكوفي

إن من جملة طرائف أخبار الربيع برواية صاحب "الأحياء" - عامله الله بما يستحقه – أنه كان قد حفر في داره قبراً، فكان إذا وجد في قلبه قساوة دخل فيه واضطجع ومكث فيه ما شاء الله ثم يقول: رب!.. ارجعوني لعلي أعمل صالحاً فيما تركت، يرددها ثم يرد على نفسه: يا ربيع!.. قد رجعناك فاعمل.

ونقل في كشكول شيخنا البهائي رحمة الله عليه أنه قيل للربيع بن خثيم : ما نراك أبداً؟.. فقال: لست عن نفسي راضياً، فأتفرغ لذم الناس ثم أنشد:
لنفسي أبكي لست أبكي لغيرها لنفسي في نفسي عن الناس شاغل
الكشكول: 100، ابن أبي الحديد :9/65 وفيه تعيب بدل تغتاب

وفيه أيضاً أن من جملة كلمات الربيع:لو كانت الذنوب تفوح ما جلس أحد إلى أحد. الكشكول: 132، وابن أبي الحديد: 1002

ومنها: أن العجب من قوم يعملون لدار يبعدون منها كل يوم مرحلة، ويتركون العمل لدار يرحلون إليها كل يوم مرحلة، وكان يقول: إن عوفينا من شر ما أعطينا لم يضرنا ما زوى عنا.

قال: ولما رأت أم الربيع ما يلقى هو من البكاء والسهر، قالت له: يا بني!.. لعلك قتلت قتيلاً؟.. قال: نعم يا أماه، قالت: ومن هو حتى يطلب إلى أهله فيعفوا عنك، فوالله لو يعلمون ما أنت فيه لرحموك وعفوا عنك، فقال: يا أماه هي نفسي. حلية: 2/114

هذا وقد كان قليل الكلام جداً، بحيث نقل عن بعض معتبرات الكتب أنه لم يتكلم بشيء من أمور الدنيا منذ عشرين سنة، إلا أنه قال يوماً لبعض تلاميذه: هل لكم مسجد في قريتكم؟.. فقال التلميذ: نعم.. وقال له: أحيّ أبوك أم لا؟..

ثم أنه ندم وخاطب نفسه: يا ربيع!.. قد سوّدت صحيفتك، ثم لم يتكلم بشيء من أمور الدنيا إلى أن قتل مولانا الحسين (ع) فجاءه رجل وقال: يا ربيع!.. قتل ابن رسول الله (ص)، فلم يتكلم ثم جاءه ناعٍ آخر وأخبره بذلك فلم يقل شيئاً، إلى أن ورد عليه ثالث بالخبر، فبكى وقرأ:{قل اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون}.. ثم لم يتكلم بعد ذلك إلى أن مات. ابن أبي الحديد: 7/93

وفي رواية صاحب الكشاف أنه لما أخبر بقتله (ع) قالوا: الآن يتكلم، فما زاد أن قال: آه!.. وقد فعلوا ثم قرأ الآية، وفي رواية أنه قال: قتل من كان النبي (ص) يجلسه في حجره ويضع فاه على فيه.

وأما كيفية وفاة الرجل ففي بعض المواضع المعتبرة قيل: بينما ربيع بن خثيم جالس على باب داره، إذ جاءه حجر فصك وجهه، فسجد فجعل يمسح الدم عن جبهته ويقول: لقد وعظت يا ربيع!.. فقام ودخل داره ولم يخرج حتى أخرجت جنازته. ابن أبي الحديد: 10/41 مع تغيير يسير.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turaibel.mam9.com
 
تهذيب النفس وجهادها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات قرية الطريبيل :: الاقسام العامة :: منتدى القصص والحكايات-
انتقل الى: