الإدارة عضو ذهبي ممتاز


الجنس :  عدد الرسائل : 6362 تاريخ التسجيل : 08/05/2008
 | موضوع: عـون الضعفـاء الأربعاء سبتمبر 28, 2011 4:42 am | |
| عـون الضعفـاء هذه صفة تأتي كالفرع الذي سبقها من سجية الكرم ، فإن النفس إذا بلغت رفعتها المأمولة حنَّت على الآخرين حنان السحابة على الأرض والشمس على الكواكب . 1- وُجد على كاهله الشريف بعد وقعة الطف أثراً بليغاً كأنه من جرح عدة صوارم متقاربة ، وحيث عرف الشاهدون أنه ليس من أثر جرح عاديّ ، سألوا علي بن الحسين (ع) عن ذلك ؟ فقال : " هذا مما كان ينقل الجراب على ظهره إلى منازل الأرامل واليتامى والمساكين " (4) . 2- ويذكر بهذه المناسبة أيضاً أن مالاً وزّعه معاوية بين الزعماء والوجهاء ، فلما فصلت الحمالون تذاكر الجالسون بحضرة معاوية أمر هؤلاء المرسل إليهم الأموال حتى انتهى الحديث إلى الحسين (ع) . فقال معاوية : وأما الحسين فيبدأ بأيتام مَن قُتل مع أبيه بصفيِّن ، فإن بقي شيء نحر به الجزر وسقى به اللبن (5). ومعاوية كان من ألدِّ أعداء الحسين (ع) ولكنه يضطر الآن إلى أن يعترف بكرمه وسخائه ، حيث لايجد دون ذلك مهرباً . وإلى هذا المدى البعيد يبلغ الحسين (ع) في الكرم ، حتى لَيقف عدوّه الكذاب الذي لم يترك أحدا من الزعماء الأبرياء ، إلاّ وكاد له بتهمةٍ ، ووصمه بها وصمة .. حتى أن عليّاً سيد الصالحين ، والحسن الزكي الأمين ، فإن معاوية هذا يقف على منبرٍ يشيد بهما وبسجاياهما المباركة . 3- وقال (ع) يرغب الناس في الجود : إذا جــادت الدنيـا عـــليــك فجُــــدْ بهــا * علــى الـنـاس طـــــرّاً ، قبــل أن تتفلــتِ فـمـا الـجــود يـفــنــيـه إذا هــي أقبلــت * و مـا البخـــل يبقيـــــــــهـا إذا هــي ولـتِ وفعلاً كان الحسين (ع) العامل قبل أن يكون القائل ، وسأتلو عليكم هذه القصة . 4- دخل (ع) على أسامة بـن زيد وهو على فراش المرض يقول : واغمَّاه ، فقال : " وما غمَّك يا أخي ؟ " قال : دَيني وهو ستون ألف درهم . فقال : " هو عَلَيّ " قال : إني أخشى أن أموت قبل أن يُقضى ، قال : " لن تموت حتى أقضيها عنك ، فقضاها قبل موته " (6) .
| |
|