منتديات قرية الطريبيل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات قرية الطريبيل

إسلامي - علمي - تربوي - ثقافي- مناسبات - منوعات
 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الحكمة في تحريم الخمر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الإدارة
عضو ذهبي ممتاز
عضو ذهبي ممتاز
الإدارة


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 6362
تاريخ التسجيل : 08/05/2008

الحكمة في تحريم الخمر  Empty
مُساهمةموضوع: الحكمة في تحريم الخمر    الحكمة في تحريم الخمر  Emptyالأربعاء سبتمبر 28, 2011 6:22 am


الحكمة في تحريم الخمر
ان الدين الإسلامي الحنيف الذي تكفل بصلاح العالم معاشا، ومعاداً، والدين الذي بعث به خاتم الأنبياء ليتمم مكارم الأخلاق، لمن اكثر الأديان العامة اهتماماً بشؤون المجتمع، مادياً وأدبياً، صحياً وأخلاقياً، روحياً وبدنياً. لذلك تراه لم يأمر بأمر إلا وفيه الحكمة التي تنظر إلى ما ينفع الفرد في حياته الدينية والدنيوية، وأخيراً إلى ما ينفع المجتمع الذي يعيش فيه الفرد. وكذلك لم ينه عن شيء إلا إذا كان فيه ما يضر الفرد في دينه ودنياه.. وأخيراً فيه ما يضر المجتمع. وهذه نقطة جوهرية تتمشى مع جميع الأوامر والنواهي الإسلامية الحكيمة.
يقول الإمام الرضا(عليه السلام): (إن الله تبارك وتعالى لم يبح أكلاً ولا شرباً إلا لما فيه من المنفعة والصلاح، ولم يحرم إلا لما فيه الضرر والتلف والفساد)(21) فتحريم الأشياء إذاً وإباحتها على أساس المصالح ودرء المفاسد لا غير.

الخمر في الكتاب
ولهذا الغرض، وهذه الحكمة التي نظرها الشارع المقدس للإنسان فقد شّدد النكير، وحّذر الجميع من استعمال الخمر، وأوجب اجتنابها حتى قرنها بالشرك وعبادة الأوثان بقوله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [المائدة/91](22). وحتى بيّن لنا نتائجها الدنيوية المضرة والمقلقة للحياة، بقوله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ) [المائدة/ 92]، وأخبر أن الخمر والميسر فيهما إثم كبير بقوله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا) [البقرة/ 221].
وقبل هذه الآيات حرم الخمر تحريماً صريحاً وسماها (إثماً) وجمعها مع الفواحش الظاهرة والباطنة، والبغي، والشرك بالله، والقول على الله بغير علم، بقوله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) [الأعراف/ 33].
ومعلوم أن الإثم هو اسم من أسماء الخمر، كما في (القاموس) باب الميم، فصل الهمزة، وغيره من كتب اللغة. وكما قال شاعر العرب:
شربت الإثم حتى ضّل عقلي*** كذاك الإثم تذهب بالعقول
وقال غيره من العرب أيضاً:
نهانا رسول الله أن نقرب الخنا*** وأن نشرب الإثم الذي يعقب الوزرا
ولو فرضنا أن الإثم في هذه الآية لم يكن المقصود منه الخمر بالذات، بل مطلق الإثم الذي هو الذنب المستوجب لصاحبه العقوبة وجمعه (آثام)، كما تنص على ذلك كتب اللغة أيضاً... مع ذلك نستطيع أن نعلم علم اليقين أن القرآن قد نص على حرمة الخمر، وذلك إذا جمعنا بين هذه الآية من سورة الأعراف وبين الآية السابقة من سورة البقرة، وهي قوله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا) يتضح لنا النص بحرمتها، حيث صرحت هذه الآية ان في الخمر والميسر إثما كبيراً، وآية سورة الأعراف النازلة قبلها صرحت بحرمة الإثم، فينتج من الآيتين ان الخمر محرمة لما فيها من الإثم الكبير.
وهذه شبهة - كانت ولا تزال - نسمعها دائماً تدور على السن الجاهلين المستهترين من عبدة الهوى وأتباع الشهوة، الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر، وهي أن الخمر لم يحرم في القرآن، حيث لم ينص على حرمته، بل قال: (فَاجْتَنِبُوهُ) ولم يقل: حرمته فاتركوه، وقال: (فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ) ولم يقل: فانتهوا عنه.
بل نُقل(23) عن بعض غلاة الفسق والفجور أنهم قالوا: سألنا القرآن هل أنتم منتهون؟ فقلنا: لا، ثم سكت وسكتنا.
نعم، هكذا (شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) أَ فَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُمْتَرِينَ) [الأنعام/ 113-115].
وقد سئل أحد من آتاهم الله الكتاب وأورثهم علمه بعد أن اصطفاهم، وهو إمامنا موسى بن جعفر(عليه السلام)، عن هذه بالمسألة بالذات، والسائل هو الخليفة العباسي محمد المهدي بن المنصور الدوانيقي، وذلك على ما روى شيخنا الكليني في (الكافي)(24) بسنده عن علي بن يقطين قال: سأل المهدي أبا الحسن(عليه السلام) عن الخمر هل هي محرمة في كتاب الله عز وجل؟ فإن الناس إنما يعرفون النهي عنها ولا يعرفون التحريم لها، فقال له أبو الحسن(عليه السلام): (بل هي محرمة في كتاب الله عز وجل، يا أمير المؤمنين). فقال له: في أي موضع هي محرمة في كتاب الله عز وجل يا أبا الحسن؟ فقال: (قول الله عز وجل: (إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ)... فأما قوله (مَا ظَهَرَ مِنْهَا) يعني الزنا المعلن، ونصب الرايات التي كانت ترفعها الفواجر للفواحش في الجاهلية، وأما قوله عز وجل (وَمَا بَطَنَ) يعني ما نكح الآباء لأن الناس كانوا قبل أن يبعث النبي(صلى الله عليه و آله) إذا كان للرجل زوجة ومات عنها تزوجها ابنه من بعده، إذا لم تكن أمه فحرم الله عز وجل ذلك.
وأما الإثم فإنها الخمر بعينها، وقد قال الله تبارك وتعالى في موضع آخر: (يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ) فأما الإثم في كتاب الله فهي الخمر والميسر وإثمهما كبير كما قال الله عز وجل). قال: فقال المهدي: يا علي بن يقطين، هذه والله فتوى هاشمية، قال: فقلت له: صدقت والله يا أمير المؤمنين، الحمد لله الذي لم يخرج هذا العلم منكم أهل البيت، قال: فوالله ما صبر المهدي أن قال لي: صدقت يا رافضي.

الخمر في الحديث النبوي
وإذا ثبت النص بحرمة الخمر في القرآن، ثبت أن الخمر من الخبائث لقوله تعالى: (وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ) بل هي كما عبر عنها سيد الأنبياء في بعض أحاديثه الحكيمة التي منها قوله(صلى الله عليه و آله):
(أجتنبوا الخمر فانها أم الخبائث).
(إياك وشرب الخمر وكل مسكر، فانهما مفتاح كل شر)(25).
(إن الخمر رأس كل إثم)(26).
(كل مسكر حرام، وكل مسكر خمر)(27).
(حرمت الخمر قليلها وكثيرها، وما أسكر من كل شراب)(28).
(شارب الخمر كعابد الوثن)(29).
(لا يزال المرء في صحة من عقله ودينه، ما لم يشرب مسكراً)(30).
(ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر، ومدمن سحر، وقاطع رحم)(31).
(يا علي، من ترك الخمر لغير الله سقاه الله من الرحيق المختوم، فقال علي(عليه السلام) :لغير الله ؟ قال: نعم والله، صيانة لنفسه، يشكره الله على ذلك. يا علي، شارب الخمر كعابد وثن. يا علي شارب الخمر لا يقبل الله عز وجل صلاته أربعين يوماً، فان مات في الأربعين مات كافراً).
(يا علي، كل مسكر حرام وما أسكر كثيره فالجرعة منه حرام).
(يا علي، جعلت الذنوب كلها في بيت، وجعل مفتاحها شرب الخمر).
(يا علي، تأتي على شارب الخمر ساعة لا يعرف فيها ربه عز وجل).
(يا علي، من السحت ثمن الميتة، وثمن الكلب، وثمن الخمر ، ومهر الزانية، والرشوة في الحكم، وأجر الكاهن)(32).
(إن الله عز وجل بعثني رحمة للعالمين، ولأمحق المزامير والمعازف وأمور الجاهلية والأوثان، وقد أقسم ربي أنه لا يشرب عبد لي خمراً في الدنيا إلا سقيته مثل ما يشرب منها من الحميم يوم القيامة، معذباً كان أو مغفوراً له)(33).
(من شرب الخمر بعد ما حرمها الله على لساني، فليس بأهل أن يزوج إذ خطب، ولا يشفع إذا شفع، ولا يصدق إذا حدث، ولا يؤتمن على امانة، فمن ائتمنه بعد علمه فيه، فليس للذي ائتمنه على الله ضمان ولا له اجر ولا خلف)(34).
(لعن رسول الله(صلى الله عليه و آله) الخمر، وعاصرها، ومعتصرها وبائعها، ومشتريها، وساقيها، وآكل ثمنها، وشاربها، وحاملها، والمحمولة إليه)(35).

الخمر في حديث أهل البيت
هكذا قد جاء الوحي السماوي محرماً الخمر، ومحذراً من فتكها وأضرارها، وجهر سفير السماء وسيد الأنبياء(صلى الله عليه و آله) بصوته الجهوري معلناً للناس تحريمها، كاشفاً لمجموعة البشر جملة من أخطارها وهكذا جاء بعده أهل بيته، سدنة شريعته، وخلفاؤه على أمته عليهم السلام يتابعون صوته، ويذيعون كلمته في أضرار الخمر، وحكمة تحريمها وخبثها:
فيقول أمير المؤمنين، لما قيل له: إنك تزعم أن شرب الخمر أشد من الزنا والسرقة؟ قال: (نعم، إن صاحب الزنا لعله لا يعدوه إلى غيره، وان شارب الخمر إذا شرب الخمر زنى وسرق وقتل النفس التي حرم الله قتلها، وترك الصلاة)(36).
وورد عنهم(عليهم السلام): (إن الله جعل للمعصية بيتاً، ثم جعل للبيت باباً، ثم جعل للبيت غلقاً، ثم جعل للغلق مفتاحاً، فمفتاح المعصية الخمر)(37).
وقال الصادق(عليه السلام): (من شرب النبيذ على انه حلال خلد في النار، ومن شربه على انه حرام عذب في النار)(38).
وعن الباقر(عليه السلام): (يأتي شارب الخمر يوم القيامة مسوداً وجهه، مدلعاً لسانه، يسيل لعابه على صدره، وحق على الله ان يسقيه من طينة خبال.. (أو قال: من بئر خبال). قال الراوي: قلت: وما بئر خبال ؟ قال: بئر يسل فيها صديد الزناة)(39).
وعن أحدهما قال: (ما عصي الله بشيء اشد من شرب الخمر، ان أحدهم ليدع الصلاة الفريضة، ويثب على أمه أو أخته أو ابنته وهو لا يعقل)(40).
وعن الباقر(عليه السلام): (إن شرب الخمر يدخل صاحبه في الزنى، والسرقة، وقتل النفس التي حرم الله، وفي الشرك بالله، وأفاعيل الخمر تعلو على كل ذنب، كما تعلو شجرتها على كل شجرة)(41).
وعدَّ الإمام الصادق(عليه السلام) الكبائر من الذنوب إلى أن قال: (وشرب الخمر لان الله نهى عنها كما نهى عن عبادة الأوثان)(42).
وعن إسماعيل بن يسار قال: "سأل رجل أبا عبد الله(عليه السلام) عن شرب الخمر، أشر أم ترك الصلاة؟ فقال: (شرب الخمر أشر من ترك الصلاة...) ثم قال: (وتدري لم ذاك؟) قال: لا. قال: (يصير في حال لا يعرف الله تعالى، ولا يعرف من خالقه).
وروي أن زنديقاً قال للإمام الصادق(عليه السلام): لم حرم الله الخمر ولا لذة أفضل منها؟ قال(عليه السلام): (حرمها لأنها أم الخبائث، ورأس كل شر، تأتي على شاربها ساعة يسلب فيها لبه فلا يعرف ربه، ولا يترك معصية إلا ركبها، ولا حرمة إلا انتهكها، ولا رحماً ماسة إلا قطعها، ولا فاحشة إلا أتاها والسكران زمامه بيد الشيطان، إن أمره أن يسجد للأوثان سجد، وينقاد حيثما قاده)(43).
وقال: (أما الخمر فإن الله حرمها لفعلها وفسادها) وقال: (ان مدمن الخمر كعابد وثن، ويورثه ارتعاشاً، ويذهب بنوره، ويهدم مروءته، ويحمله على ان يجسر على المحارم من سفك الدماء، وركوب الزنا، ولا يؤمن إذا سكر ان يثب على حرمه، وهو لا يعقل ذلك، والخمر لا تؤدي إلا إلى كل شر)(44).
وقال(عليه السلام): (ما بعث الله عز وجل نبياً قط إلا وفي علم الله إنه إذا أكمل له دينه كان فيه تحريم الخمر، ولم تزل الخمر حراماً)(45).
وعن الإمام الرضا قال: (ما بعث الله نبيا قط إلا أتى بتحريم الخمر)(46).
نعم، لقد حرم الله الخمر على عباده في جميع شرائعه، ومنعها عنهم منعاً باتاً إيصاداً لباب الشرور والمفاسد في وجوه الأشرار والمفسدين ولكن أحلته شريعة المسيحيين خلافاً لشريعة المسيح التي زعموا كذباً وافتراءً - أنهم متمسكون بها.
عن محمد بن سنان قال: سمعت أبا الحسن علي بن موسى ابن جعفر (وهو الإمام الرضا(عليه السلام)) يقول: (حرم الله عز وجل الخمر لما فيها من الفساد ،ومن تغييرها عقول شاربيها وحملها إياهم على إنكار الله عز وجل، والفرية عليه وعلى رسله، وساير ما يكون منهم من الفساد ،والقتل، والقذف والزنا، وقلة الاحتجاز عن شيء من المحارم، فبذلك قضينا على كل مسكر من الاشربة انه حرام محرم لأنه يأتي من عاقبته ما يأتي من عاقبه الخمر، فليجتنب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتولانا وينتحل مودتنا كل شارب مسكر ، فانه لا عصمة بيننا وبين شاربه)(47).
وعن أحدهما عليهما السلام: قال: (الغناء عش النفاق والشرب مفتاح كل شر، ومدمن الخمر كعابد الوثن، مكذب بكتاب الله لو صدق كتاب الله لحرم حرام الله)(48).
عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله(عليه السلام) أنه قال: (شارب الخمر اذا شربها ضُرب(49) فان عاد ضُرب فان عاد قُتل في الثالثة) قال جميل: وقد روى بعض أصحابنا انه يُقتل في الرابعة(50).
عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يقول: (المضطر لا يشرب الخمر لأنها لا تزيد إلا شراً، فإن شربها قتلته، فلا يشربن منها قطرة)(51).
وسئل الإمام الصادق عن الرجل يشرب النبيذ ليس يريد به اللذة وإنما يريد به الدواء، فقال: (لا، ولا جرعة) ثم قال: (إن الله لم يجعل في شيء مما حّرم شفاءً ولا دواءً)(52).
وسئل(عليه السلام) عن المائدة إذا شرب عليها الخمر أو مسكر فقال: (حرمت المائدة...)(53).

الخمر في نظر الطب الحديث(54):
قال الطب:
الخمرة هي السائل الحاصل من تخمير بعض المواد كالقمح والشعير والذرة والأرز والعنب والتمر والبلح وكثير غيرها من الأثمار والفواكه والحبوب لمدة معينة. وان هذا السائل إذا شرب احدث في الدماغ والجهاز العصبي تنبيها ونشاطا موقتا، وبعث في النفس انبساطا وارتياحا فوريا ،ولكنه سائل فتاك يجري مع الحياة فيدمرها ،ويسيل مع الروح فينهكها.
وقد ثبت أن الخمرة تتركب من الماء والكحول وجزء ثالث يسمى (كاندولين)، ومادة عفصية (أسيدتنيك)، ومن حامض الطرطريك، وحامض خلي، وثاني طرطرات البوتاس، وملح الصوديوم وغيرها مما تفصله الكتب الطبية الكيمياوية وكل ما ذكر من أجزائها التركيبية لا يضر كضرر (مادة الكحول) الفتاكة الموجودة في كل مسكر، والتي هي أساس أضراره، ومصدره شروره وأخطاره، لأنها تخثر زلال البدن وتجفف مائية الأعضاء بامتصاصها، وبذلك يحصل التغيير والتبديل في التركيب الكيماوي لمادة (البروتوبلازما) في حجيرات كل خلية من خلايا تلك الأعضاء كالدماغ والكبد والكلى. ومن اثر هذا التغيير تظهر أعراض السكر فتفقد الملكات العقلية ،وحينئذ يظنها الجاهل نشاطا فيسعى اختياراً إلى أتلاف جسمه وعقله كليا لهذا الابتهاج الموهوم الموقت.
وقد اجمع الأطباء كافة على ان المادة الكحولية في كل مسكر سم قاتل، قوي الفتك، تحرمه قوانين الصحة ونواميس الطب لما يضم هذا المسكر بين خلاياه هذا العدو اللدود الذي لا يرحم الجسم ولا العقل.
وقد يظن من يحتسي جرعات قليلة من الخمرة انه لا يلحقه منها ضرر بليغ وان أثرها ينتهي بانتهاء مفعولها الموقت ،لأنها تتبخر ولا يبقى منها شيء يضر، ولكنه لو نظر إلى داخل كبده ومعدته ورئتيه وأوعيته الدموية لدهش وراعه ما يرى من انحطاط قوى هذه الأعضاء وتلفها، ولعلم ان تلك الجرعة الخفيفة كيف أخذت تعدم مناعتها الفطرية، وكيف جعلتها مستعدة لقبول كل مرض أو ميكروب يداهمه وأزالت عنه كل مقاومة لصدها ومنعها.
واليك الآن مجمل أضرارها(55)، فإنها تسيء الهضم، وتمدد المعدة وترخيها، وتؤثر على الدورة الدموية في سيرها إذ توسع الشرايين والأوردة، وتلهب الكلى والمثانة، وتورث الخلل في وظائف مطلق الأعضاء ،فيحصل من ذلك الأرق، وسرعة الانفعالات النفسية، والغضب، وشدة التأثر والتهيج لأقل حادث، ثم ضعف أعصاب الحركة فتختل في المشي والجري، مضافاً إلى أثرها البليغ في القوى العقلية، والأفعال المخية، من فساد في التصورات، وعدم استقامة في التصرفات وفوق ذلك أضرارها بإفساد لحجرات الخصيتين.
وبالجملة فإنها أم الخبائث، وجرثومة الفساد، وأساس كل ضرر ومفتاح كل فاحشة، وبذرة كل مرض خطر، بل هي السوسة التي تنخر مجد الفرد ثم الأسرة ثم المجتمع ثم الأمة بأسرها.
فلا غرو إذا ما حرمها الدين الإسلامي الحكيم في قرانه العظيم إذ ينظر الإنسان بعين اللطف والخير.
أما ما أشار إليه القران من المنافع، فليس هو من جانب صحة الجسم، فانه لو اتفق ان أفاد الفرد فانه ليضر الآلاف من متعاطية. نعم، لقد كان الخمر يوصف إلى عهد قريب كدواء مقو، أو مدر للبول، أو قابض للمعدة، وأحيانا للناقهين والمصابين بداء السكر والحميات المتقطعة، ولكن أخيراً اتضح لديهم: ان الكحول لا تشفي من مرض البتة، بل بالعكس تزيد في وطأة كثير من الأمراض، طبقاً لما ورد في حديث أهل البيت عليهم السلام: (لا شفاء في مسكر)(56).
ولعل منافعها المشار إليها في القران هو ما يحصل للمعتصر والبائع والمّتجر وأمثالهم من الثروة والمال.
نعم، قد تستعمل الكحول اليوم لدلك الجلد في بعض الأمراض، وأحياناً يستعمل قليل منه مع بعض المركبات الطبية.
ولكن العاقل من سلم منه، وحفظ ماله وبدنه وشرفه وعرضه ودينه وأخلاقه، وإلا فسوف يقرع نابه ندماً ولات حين مندم.

أقوال الأطباء والحكماء في الخمر

واليك كلمات بعض أساتذة الأطباء والحكماء من الغربيين وغيرهم:
قال اوغلادستون: (إن مضار الخمر اشد وطأة من الآفات السماوية المهلكة، والأوبئة الجارفة، والقحط والحروب ).
وقال أوزلر: (ان الخمرة افضل سماد المكروبات في البدن عند ابتلائه بأحد الأمراض. فالخمر سرطان في جسم الفرد أين ما وجد يجب أزالته وفصله).
وقال الدكتور ظيفل: (ان الخمرة تؤثر أسوء تأثير على الجهاز العصبي حتى تورث الجنون)
وقال المستر وليم ويلكوكس: (الكحول مادة تسمم خلايا الجسم الحية، وهو يؤثر مباشرة في الجهاز العصبي، والمخ، ويفسد ملكات الإنسان العليا كالحكم السديد والإدراك والضبط).
وقال الأستاذ سمس وودهيد: (ان الكحول سم إجماعي)
وقال السير اندرو كلارك: (أعتقد ان الصحة السليمة الجيدة تفسدها ولو جرعات قليلة من الكحول).
وقال الدكتور حامد البدري - الطبيب المصري -: (ان الخمر تسبب تهيجاً في المعدة، وتؤثر في النبض وتزيد في دقات القلب وترفع الضغط، وتعرض شاربها للخطر وللموت البطيء، إذ يصاب بالشلل، وإنها تتلف الكبد، وتسبب ضموراً في خلاياها ونسيجها، واذا مرض الكبد تعرض الإنسان لأمراض كثيرة وبيلة).
وقال الدكتور محمد وصفي - من مشاهير أطباء مصر -:
(إن تأثير الخمر يقع على المراكز العصبية... إلى قوله: فيحدث الخمول في هذه الأعصاب، وينتهي الأمر بتخديرها، وتعطيل عملها من ثم يتسبب الموت).
وقال طبيب ألماني: (اقفلوا لي نصف الحانات اضمن لكم الاستغناء عن نصف المستشفيات والسجون)(57).
وقال حكيم فرنسا (ريشه): (إني لأعجب من الحكومات تمنع السموم ولا تمنع الخمور).
وقال القائد الفرنسي - هنري -: (ان الخمور آخر سلاح لقتل المستعمرات وتمزيق شعورهم).
وقال الدكتور - بوته -: (لا أعرف مرضاً أزاله الكحول)(58).
هذه شهاداتهم ومشاهداتهم في الخمر، وهو قليل من كثير مما افاضت به الكتب والمؤلفات والنشرات...
أفلا تكون عبرة لمن اعتبر، وذكرى لمن تعقل فازدجر؟ !!
إحصاءات عن نتائج السكر(59)
دلت الإحصاءات على ان ربع المرضى في مستشفيات فرنسا هم من المدمنين. وأن اكثر من نصف مرضى المجانين هم من المدمنين.
وان 90 % من سكان مستشفيات الأمراض الزهرية في العالم من مرضى الكحول.
وان 90% من المصابين بالأمراض الرئوية، كالسل، في مستشفيات فرنسا من مدمني الكحول.
أن 49% من الجرائم ضد المتاع سببها السكر.
وأن 51% من الجرائم ضد الناس سببها الخمر.
وأن 41 % من مجموع الجراثيم سببها الخمر أيضاً.
وأن إحصائيات شركات التأمين على الحياة تثبت قصر حياة شاربي الخمور.
وأن 25% ممن أتلفوا أموالهم وصاروا يستجدون في الشوارع والأسواق هم من شراب الخمر.
وأن 27% من الموجودين في الملاجئ منهم أيضاً.
وأن 65% من الناس الذين عجزوا عن الأنفاق على عائلاتهم كان سبب عجزهم هو الخمر.
هذا وإن الطب أثبت أن متعاطي الخمور هم اقل مقاومة للأمراض وعلى كل، فان أقوال المصلحين من الأطباء والعلماء والزعماء في النهي عنها ونصح الجهال عن معاقرتها، والتلوث بجراثيمها اكثر من أن تحصى، حتى أن كثيراً من الدول المتمدنة والجمعيات الإصلاحية حرمت الخمر، أودعت إلى تحريمها حرصاً على المصلحة العامة، وردعاً للأمم عن أخطارها، وأضرارها من الوجهة الصحية والأخلاقية والاجتماعية، مثل حكومة الافغان، وفنلندا، والنرويج، فإنها منعت من بيعها، ومثل بلجيكا فأنها منعت من شربها.
وحرم بعض زعماء ألمانيا الخمر على نفسه ونصح الشعب بعدم تناولها لأضرارها. ومثل أمريكا فقد منعتها منعا باتا مدة من الزمن.
واليك اعظم تقرير طبي لأعظم مؤتمر طبي مؤلف من (250طبيبا) من خيرة أطباء أمريكا واروبا الذي عقد في شيكاغو عام 1919م، نذكر لك بعض فقرات من تعريبه:-
ان الاعتياد على تعاطي المشروبات الكحولية عظيم الضرر، كبير الخطر على التركيب الجسماني، إذ لاتمر الكحول بعضو من أعضاء هذا التركيب البديع الدقيق إلا ويلحق به ضررا ويحيق به آذى... إلى ان يقول: ان الاعتياد على تعاطي الكحول لمما يعجل الهرم، ويسرع بالمرء إلى هاوية الموت لأنه ينتج في الجسم تصلب الشرايين، وتضخم القلب... إلى ان يقول: ان الكلى يبطل عملها في تنظيف الجسم وتطهير الدم من الميكروبات حين يعتاد المرء شرب الخمر، وان مرض الكلى منتشر بين السكيرين. ثم يقول: ان الاعتياد على شرب الخمر يخرج الناس من الصحة إلى المرض، ومن النعيم إلى الشقاء، ومن القوة إلى الضعف، ثم يقول: ان هذا المؤتمر يحكم بان انتشار الخمور هادم لسعادة الأمم، ومقوض لبناء الأخلاق.
نصيحة موجهة لشارب الخمر من المسلمين(60)
انظر أيها المسلم إلى قول الله سبحانه، وأقوال رسوله وخلفائه صلوات الله عليهم أجمعين، وأقوال بعض الحكماء والأطباء بعين البصيرة، فقد أطلعناك على جملة منها. فهل تجد بعد هذا من صالحك احتساء هذا الشراب الخبيث ،والسم الفتاك الذي يطفئ منك نور الإيمان، ويجعلك من حزب الشيطان ويقضي على جسمك وصحتك الغاليين عندك، وعلى مجدك وسمعتك، وعلى ثروتك ومالك، وعلى اهلك وأولادك، فتكون مثال الشر والفسق بين أصحابك، وجرثومة العلل والأسقام بين ذويك. وكرة إبليس يلعب بك حيث شاء له العداء، فينتزعك دينك وعقلك ومالك وصحتك وشرفك، وقد يتركك ألعوبة بين الأطفال والأحداث يتقاذفونك في الشوارع، ويقذفونك بالأحجار بين الأوحال والاوشال، سخرية الصبيان وأضحوكة الشيطان، فتارة ملقى على مزبلة، وطورا في حفرة موحلة... أعجوبة المارين، وعبرة المتعظين، كحيوان خليع العذار.. لا كرامة له ولاوقار، قد خسر كل شي، وضاع منه كل شي، وتبرا منه كل شي، وهذا في الدنيا جزاء من أطاع عدوه واسلس له قيادة، وعصى ربه، وخالقه، ومرشده وهاديه. وأما في الآخرة فجزاؤه جهنم وبئس المصير، يصهر بها جلده حتى يطهر من تلك الجراثيم الكامنة فيه، ويستوفي منه حق التأديب، لعصيان بارئه وخالقه ومالكه قد (خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) [الحج/ 12]، فارفق بنفسك أيها المسلم الذي تعترف أن لك خالقاً ومكلفاً قد أرسل لك نبياً علمك حلاله وحرامه، وهو حاشرك وناشرك ومحاسبك على كل صغيرة وكبيرةالحكمة في تحريم الخمر  Frownفَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه(7)وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه) [الزلزال/ 8-9].
ارفق بنفسك أيها المسكين المغرور في هذه الدنيا الغرارة، وأنظر هل يصلح لك أن تلقي بنفسك في هذه الهلكة، لاكتساب لذة موهومة وساعة مشؤومة؟
كلا، ثم كلا. ما خلق الله سبحانه في الإنسان هذا العقل إلا ليميز به بين الضار والنافع، فيترك ذاك ويفعل هذا. وأنت تختار الضار وتفقد به عقلك وإدراكك الذي به تمتاز عن بهم الحيوان، فتكون أسوء حالا منها وتصبح كمن قال الله عنهم: (إِنْ هُمْ إِلَّا كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا) [الفرقان/ 45]، لان الحيوان لا يهزأ به، لأنه لم يطفئ بنفسه نور عقله، ولم يوقع نفسه في طامورة الأمراض الفتاكة، فالله الله في نفسك وجسمك وعقلك ودينك واهلك وذريتك.
أما نفسك وجسمك، فتكون في الدنيا بؤرة العلل والأسقام، وفي الآخرة طعمة العذاب والنار..
وأما اهلك فتسلمهم إلى خير كفيل، وهو الفقر المدقع، والويل المهلك.
وأما ذريتك فتورثهم أمراضك. ونعم ما تخلف لهم حتى يتمنوا انك مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا.

نداء موجه إلى أولياء الأمور
يا أولياء الأمور: إن أردتم الخدمة الصالحة لامتكم، والتقدم والرقي لشعبكم، فاسكبوا الخمور، في الحوانيت والقصور وأريقوها واقطعوا دابر الفساد بين العباد، وأنقذوا البلاد من هذه الأخطار.
يا أولياء الأمور: إن أردتم أن تستريح المحاكم من اكثر المحاكمات في الأجرام الفظيع، وان تخلو السجون من الفسقة العابثين بالنفوس والأعراض والأموال، فسدوا حانات المسكرات، وأغلقوا نوادي الخمور. وأوصدوا رتاج التاجرين بما يمحق العقل والدين، ويسلب الصحة والثروة، والشرف والغيرة، واقطعوا دابر المفسدين لتنجوا البلاد من عيثهم وعبثهم.
يا أولياء الأمور: ان أردتم زيادة الدخل في خزائن الدولة فاقضوا على مستنزفات الأرواح والأموال. فكم من مبتلى بأمر قد حرمت الخزينة من عوائد عمله وفوائد إنتاجه، وما يدره من كسبه وصناعته عليها. ثم صارت تصرف الأموال الطائلة عليه وعلى أمثاله الكثيرين في المستشفيات والمستوصفات ممن ذكرنا إحصاءهم آنفاً، ثم يبتر عمره فتخسره خسران الأبد.
وكم من ثراء بدد في سبيل الخمور فانقطع وارده وضرائبه عن الخزينة واصبح مبدد ذلك الثراء من ذوي البطالة الذين هم عالة على الحكومة والمجتمع ؟ وكم من سجين ابتلت به الخزينة المسكينة فصارت تصرف عليه بعد ما كان يصرف من أرباحه إليها؟
وكم من قتيل أو جريح بأيدي العتاة السكارى الذين لا مانع لهم ولا وازع قد نقص من الأيدي العاملة التي كانت إحدى الأيادي اللاتي تكونت بها خزينة الدولة؟
وكم من عائلة سابت وصارت عالة على الحكومة والشعب، لان وليها الذي كان يكد لها قد التهمته أفواه البلايا والمنايا في الخمر والسكر، وترك بعده صبية يتضورون جوعا وعراء وفقرا، ومخدرات ابتذلن بعد الصون والمجد حتى قد يبلغ بهن الحال إلى ما تخجل منه جباه الإنسانية، وتنكس منه نواصي الشرف والعفاف كما وقع ووقع.
وما وارد الخزينة من ضرائب المسكرات بالنسبة إلى هذه الخسائر الفادحة التي ذكرناها إلا النزر القليل. يا أولياء الأمور: ان أردتم ان تحكموا بحكم الله في هذه المشروبات السامة راس الفساد وأم الخبائث، فاسعوا في سن قانون يمنع استيرادها وتقطيرها وبيعها وشرائها بتاتا، وأريحوا النفوس والنفائس من هذه الجرثومة التي تنشر الأمراض وتوري نار الفتن، وتسبب الإخلال بالأمن، لتكونوا قد أسديتم بعملكم هذا خدمة تذكر وتشكر على مر العصور والأجيال.
وكم من حوادث لا تحصى وقعت في البلاد بسبب شرب الخمر وارتكاب هذا المنكر ذهبت ضحيتها نفوس كثيرة، وأموال طائلة، ولقد اطلعت بنفسي على سكير ذي مال وثراء كانت عنده زوجة من أهل الشرف والعفاف، فكان يأتيها إلى داره وهو ثمل لا يعقل شيئا فيجمع جميع ثيابها وملابسها الفاخرة في وسط الدار فيحرقها ،فإذا أفاق من سكره أسف لذلك واشترى لها بدلها وهكذا حتى استنزفت ثروته، وطلقت منه زوجته (وخَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) (61).
يا أولياء الأمور: إن مما يوجب غضب الله وسخط رسوله والمؤمنين ان تفتحوا في أغلب الأقطار الإسلامية باب بيع الخمور على مصراعيه وتبيحوا للناس التكسب به، بحيث لا يكاد يجد الإنسان بلدة من بلاد المسلمين إلا القليل لاتباع فيها الخمور سراً أو أعلاناً، وحتى تكاد ان تحكم بأنها اكثر استعمالاً من الماء لبعض مستعمليها.
أو بعد هذا وأضعاف أمثاله من المنكرات العلنية التي تسيخ منها الأرض يريد المسلمون أن يحظوا بالشرف، ويسودوا في الدنيا، ويثابوا في الآخرة، وينصروا على الأعداء، هيهات هيهات، (وَأَنَّى لَهُمْ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ).
يا أولياء الأمور: هذه دول كثيرة، ومنها دولة أمريكا، قد حرمت الخمر - مدة من الزمن كما تعلمون - تحريماً عاماً وأذاعوا للملأ المنع من شربها بناءً على أمر الأطباء وعلى الاكتشاف الحديث(62) لأبناءً على تحريم الدين لها، لان دينهم بزعمهم لا يحرمها.
وهذه معجزة إسلامية تؤيد ما جاء به نبينا محمد(صلى الله عليه و آله) من تحريم الخمر، وقد كسبت أمة أمريكا من تحريم الخمر ومنع شربها سعة في الرزق، وأمناً في البلاد، وقّل القتل والاعتداء، وازدادت الأموال بنسبة مطردة... والمسلمون الذين يحرم دينهم الخمر وتحريمه من ضروريات دينهم وعليه إجماعهم مع ذلك فانهم يعاقرونها صباحاً ومساءً ولا منكر، ولا مانع، حتى عم الفساد في الأقطار الإسلامية عامة.
إلى أين الفرار ولا مفر*** أما في هذه الدنيا مقر
لقد عم الفساد فلا صلاح*** ولكن كل ما في الكون شر
وطبق هذه الدنيا ضلال*** تجرع سمّه بر وبحر
وأنكرت النفوس الدين حتى*** كأن لم يأتها نهي وامر
ولا عجب فان الدين حق*** وطعم الحق في الأفواه مر
وما ديني هذا العصر إلا*** كمسجون على كفيه جمر

استفادة الحسن والقبح العقليين من الآية المبحوث فيها
ذهبت الأشاعرة من أهل السنة إلى أن العقل لا يقضي بحسن شيء ما أصلاً، ولا بقبح شيء ما على الإطلاق. وعندهم أن الحاكم بالحسن والقبح في جميع الأفعال إنما هو الشارع لا غير، فما حسنه الشرع فهو الحسن عندهم، وما قبحه فهو القبيح، والعقل لا معّول عليه في شيء من ذلك بالمرة (63).
وذهبت الشيعة الإمامية، ومن تبعهم من المعتزلة من أهل السنة إلى ثبوت الحسن والقبح العقليين.
إذ من المعلوم بالبداهة العقلية على ان من الأفعال الإنسانية ما هو حسن في العقل قطعا، كالعدل والإحسان مثلا، ومنها ما هو قبيح قطعا كالظلم والعدوان. نعم هناك من الأفعال ما تعجز العقول عن العلم والجزم بحسنه أو قبحه ككيفية العبادات للخالق المتعال إذ لا مجال للعقل لإدراكها بخصوصياتها، فيكشف لنا الشارع المقدس عنها، فنأخذها من الشرع كما وردت، ويجب علينا الوقوف عنده، ومن هنا قيل: ان العبادة توقيفية، يعني: يجب ان نأخذها كما جاءت بها النصوص الشرعية، أما ما قيل: ان العقل لا يقضي بحسن شيء ما أصلاً ولا بقبح ما على الاطلاق، فهو قول مردود، وغير صحيح.
لأن من الأفعال ما نعلم- علم اليقين - بحسنه، وترتب الثناء والثواب على فعله لصفة ذاتية له قائمة به، كالإحسان والعدل من حيث هما إحسان وعدل. ومنها ما نعلم بقبحه وترتب الذم والعقاب على فعله لصفته الذاتية القائمة به، كالإساءة والجور من حيث هما إساءة وجور. والعاقل يعلم ان ضرورة قاضية بذلك، وليس جزم العقلاء بهذا اقل من جزمهم بكون الواحد نصف الاثنين، والبداهة الأولية قاضية بالفرق بين من احسن إليك دائماً وبين من أساء إليك دائماً، إذ يستقل العقل بحسن فعل الأول معك، واستحقاقه للثناء والثواب منك على ما قام به من الإحسان لك، كما يستقل العقل بقبح فعل الثاني واستحقاقه للذم والقصاص. والمشكك في ذلك مكابر لعقله مخالف له ولو كان الحسن والقبح فيما ذكرنا شرعيين لا عقليين، لما حكم بهما منكرو الشرائع كالزنادقة والدهرية وسائر الملحدين، فانهم مع إنكارهم الأديان يحكمون بحسن العدل والإحسان ويرتبون عليهما ثناءهم وثوابهم، ولا يرتابون في قبح الظلم والعدوان، ولا في ترتب الذم والقصاص على فعلهما، ومستندهم في هذا إنما هو العقل لا غير ... هذا حكم الفطرة التي فُطر الناس عليها، فان الله جلت قدرته، فطر عباده على إدراك بعض الحقائق بعقولهم، كما فطرهم على الإدراك بحواسهم ومشاعرهم. ففطرتهم توجب إن يدركوا بعقولهم حسن العدل ونحوه، كما يدركون بأذواقهم حلاوة العسل ومرارة العلقم، ويدركون بمشامهم طيب المسك ونتن الجيف ويدركون بملامسهم لين اللّين وخشونة الخشن، ويميزون بأبصارهم بين المنظرين: الحسن والقبيح، وبأسماعهم بين الصوتين: صوت المزامير وصوت الحمير، تلك (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) [الروم/ 31].
وقد أراد الأشاعرة أن يبالغوا في الإيمان بالشرع والاستسلام لحكمه، فأنكروا حكم العقل، وقالوا: لا حكم إلا للشرع، ذهولاً منهم عن القاعدة العقلية المطردة - وهي: (كل ما حكم به العقل حكم به الشرع ولا عكس)(64).
وإنما قلنا: ولا عكس، لأن هناك أفعالاً جاء بها الشرع في العبادات بكيفيات مخصوصة، وأوقات معينة لا مجال للعقل إلى إدراكها ككيفية الصلوات وأوقاتها، وكيفية الحج، ووقته، وكيفية الصوم وأحكامه... وهكذا.
وهذه العبادات هي التي يجب أن نأخذها من الشرع في الكيفية التي جاء بها والأوقات التي عينها والأحكام التي شرعها، سواء أدركنا بالعقل أو العلم حسنها وفلسفتها أم لم ندرك. وما عدا ذلك فان العقل يستقل في إدراك المحاسن والقبائح في العقائد والأخلاق، وبالعقل يعلم الإنسان أن له خالقاً وموجداً، مدبراً وحكيماً، لطيفاً وخبيراً، والذي يسقط العقل عن إدراكه لهذه الحقائق وأمثالها، لا يستطيع أن يثبت الشرع الشريف بالدليل والبرهان، لان الاستدلال على ذلك بالأدلة الشرعية يكون استدلالاً دورياً باطلاً، لا تتم به حجة، ولولا سلطان العقل لكان الاحتجاج بالعقل مصادرة بل لولا العقل ما عبد الله عابد، وما عرفه من خلقه كلهم واحد. وتفصيل الكلام في هذا المقام موكول إلى مظانه من مؤلفات علمائنا الأعلام في علم الكلام.
وعلى كل، الثابت أن للعقل سلطاناً وحكماً في تمييز العقائد والأفعال، الحق منها والباطل، والحسن والقبيح، والنافع والضار، والفضيلة والرذيلة، والخير والشر، والمعروف والمنكر، والطيب والخبيث
ومن هنا جاءت الآيات القرآنية الكثيرة تناشد العقل البشري في تمييز هذه الأمور، والتحلي بالمحاسن منها، والتخلي عن المساوئالحكمة في تحريم الخمر  Frownقُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) [الزمر/10]، (قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [المائدة/ 104]، (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) [الجاثية/ 22].
ومن الآيات الكثيرة التي تثبت الحسن والقبح العقليين، هذه الآية المبحوث فيها فان قوله تعالى في صفات نبينا(صلى الله عليه و آله): (يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ) يدل على أنه(صلى الله عليه و آله) يأمرهم بالمعروف بما هو معروف في ذاته بالعقل السليم، وينهى عن المنكر بما هو منكر في ذاته بالعقل السليم، وكذلك يحل لهم الطيبات بما هي طيبات في حقيقتها وذواتها. ويحرم عليهم الخبائث بما هي خبائث في حقيقتها وذواتها.
قال السيد محمد رشيد رضا في تفسيره (المنار)(65):
(قوله: (يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ)... والمعروف ما تعرف العقول السليمة حسنه وترتاح القلوب الطاهرة له لنفعه وموافقته للفطرة والمصلحة بحيث لا يستطيع العاقل المنصف، السليم الفطرة أن يرده أو يعترض عليه إذا ورد الشرع به. والمنكر ما تنكره العقول السليمة، وتنفر منه القلوب، وتأباه على الوجه المذكور أيضاً. وأما تفسير المعروف بما أمرت به الشريعة، والمنكر بما نهت عنه فهو من قبيل تفسير الماء بالماء...).
هذا وقد جاء العلم الحديث، والاكتشافات الدقيقة مؤيدة لما دل عليه العقل والشرع أيضاً كما قرأت في بحوث هذه الصفات الأربعة فراجعها بتدبر وإمعان.
وهذه هي دعوة الحق، دعوة أنبياء الله إلى أممهم، وهي معاكسة ومخالفة لدعوى الدجالين والمبطلين، الذين يدعون باسم الدين إلى ما يوافق أهواءهم وشهواتهم وأهواء الناس وشهواتها من كل منكر وقبيح وظلم وبغي وفساد(66) وقد قيل لأعرابي - وقد اسلم على يد النبي(صلى الله عليه و آله) بعد أن عرف بعقله أحقية دعوته، وأنه رسول الله حقاً -: لأي شيء أسلمت ؟ وماذا رأيت منه مما دلك على صدقه وأنه رسول الله ؟ فقال: ما أمر بشيء فقال العقل ليته نهى عنه، ولا نهى عن شيء فقال العقل: ليته أمر به، ولا احل شيئاً فقال العقل ليته حرمه، ولا حرم شيئاً فقال العقل ليته أباحه (67)، وأنت ترى أن هذا الأعرابي مع سلامة فطرته، وصحة عقله، برهن على أحقية دعوة النبي(صلى الله عليه و آله) بأن كل ما جاء به من الأوامر موافق لكل ما هو حسن في العقل، ولا يتمنى العقل النهي عنه وكل ما جاء به من النواهي موافق لما هو قبيح في العقل ولا يتمنى الأمر به، وكذلك ما أحله وما حرمه.
فيا أيها المسلمون، ويا أيها الناس: ما أعظم هذا الدين، وما أسعد المتمسكين به، وما أشقى التاركين له، والمخالفين لأوامره ونواهيه، الذين تغلبت شهواتهم السقيمة على عقولهم السليمة، حتى صاروا لا يميزون بين الحسن والقبيح، والنافع والضار، والمعروف والمنكر، والطيب والخبيث، أو انهم يميزون ولكنهم يخالفون عقولهم ويتبعون شهواتهم واهواءهم.
(أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ(69)أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ(70) وَلَوْ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ) [المؤمنون/ 70-72].
يقول الأستاذ سيد قطب في تفسيره (في ظلال القرآن) معلقاً في الذيل على قوله تعالى: (يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ): (...إشارة إلى إن التحليل أو التحريم في الشريعة الإسلامية يرجع إلى ذات المحلل والمحرم. فالطيب يحل والخبيث يحرم. ولا يكون التحريم عقوبة كما يقع لبني إسرائيل، وتقرير لحقيقة هامة وهي أن كل ما حرم في الإسلام فهو خبيث بذاته أو في المجتمع، ولو علم الله انه طيب لأحله، لأن هذه قاعدة التحليل والتحريم. وإذاً فليس هنالك من حرمان في اجتناب المحرم، فالحرمان لا يكون إلا من الطيب لا من الخبيث... ثم قال: وهناك خلاف أصولي في الموضوع، وهذا هو اختيارنا)(68)
وهكذا كثير من أهل السنة وافقونا أخيراً في إثبات الحس والقبح العقليين، وأن الشرع يتمشى دائماً مع العقل جنباً إلى جنب، فما حكم به العقل حكم به الشرع.
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل/ 90].


ـــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
21- (الطفل بين الوراثة والتربية) ج 1 / 246، تأليف: الشيخ محمد تقي فلسفي، وتعريب: فاضل الحسيني الميلاني، نقلاً عن (مستدرك الوسائل) للمحدث النوري ج3 / 71.
22- والخمر: ما يخمر العقل، أي يغطيه من كل مسكر مائع عمل بالتخمير. والميسر هو القمار مطلقا. والأنصاب هي الأصنام أو الحجارة التي كانت تنصب لذبح القرابين عليها للأصنام، وكانت تحترم ويتبرك بها. والأزلام هي الأقداح التي كانت يُستقسم بها، وهي نوع من أنواع القمار، المعبر عنه اليوم بـ (اليانصيب).
23- راجع تفسير المنار، ج7 / 65.
24- ج6 / 406، كما في (البحار) ج48 / 149. ورواه العياشي في (تفسيره) برقم 38 من تفسير سورة الأعراف ،ج2 / 17.
25- روضة البحار، ج77 / 145.
26- فروع الكافي، ج6 / 403.
27- فروع الكافي، ج6 / 408.
28- المصدر السابق.
29- تذكرة الخواص، ص376، وفيه سند الحديث.
30- أخطار المسكرات لسماحة العلامة الحيدري، ص12.
31- المغريات العشر للعلامة الشيخ محمد الخليلي، ص28.
32- فقرات من وصية رسول الله (ص) الطويلة لأمير المؤمنين (ع) وهي من الوصايا الجامعة النافعة، تجدها في كتاب (مكارم الأخلاق) لشيخنا رضي الدين الطبرسي من ص 500إلى ص 519، وتجدها في (بحار الأنوار) لشيخنا المجلسي ج77 / 46- 61.
33- روضة الواعظين، ج2 / 535، و (فروع الكافي) ج6 / 396.
34- نفس المصدر.
35- الكافي، ج6/398. والبحار ج79/126.
36- الكافي، ج6 / 403.
37- المصدر السابق، و (بحار الانوار) ج79 / 140.
38- الكافي ،ج6 / 398.
39- الكافي ،ج6 / 396 والصديد: القيح والدم.
40- الكافي ،ج6 / 403.
41- بحار الانوار، ج79 / 141، والكافي ج6 / 429.
42- المحجة البيضاء، ج7 / 34.
43- أخطار المسكرات للعلامة الحيدري، ص16.
44- تفسير العياشي ج1 / 291، ورواه شيخنا الصدوق في (علل الشرائع) عن ابي جعفر الباقر (ع) من طريقين، ص484، ورواه عن الصادق ص 476.
45- فروع الكافي، ج6 / 395.
46- كتاب التوحيد لشيخنا الصدوق، ص 243. والبحار ج79 / 135.
47- علل الشرائع ص 475، و (عيون اخبار الرضا) ج2 / 98.
48- علل الشرائع ص 476، والبحار ج79 / 133.
49- الحد الشرعي لشارب الخمر وكل مسكر من أنواعه القديمة أو الحديثة إذا كان الشارب بالغاً عاقلاً عالماً عامداً مختاراً غير مكره ولا مضطر، هو ضربه عارياً (ثمانين جلدة) على ظهره وكتفه ولو تاب قبل قيام البينة عليه بذلك سقط الحد عنه، ويكرر الحّد عليه إذا عاد حتى ثلاث مرات، فلو عاد إليه قتل.
50- المصدر السابق، ص 547.
51- البحار ج79 / 137، وتفسير العياشي ج1 / 74.
52- الكافي ج6 / 413.
53- المصدر السابق ص 429.
54- أخذنا هذا المقال من كتاب (القرآن والطب الحديث) ص 279، لمؤلفه فقيد العلم والأدب والطب، النطاسي المحنك الشيخ محمد الخليلي تغمده الله برحمته.
55- (القران والطب الحديث) ص279.
56- (المغريات العشر) للعلامة الخليلي، ص 36.
57- نقلنا هذه الكلمات التسع من كتاب (إخطار المسكرات) لسيدنا سماحة العلامة الحجة السيد علي نقي الحيدري، إمام جامع التميمي في الكسرة، ص18، 19. وهو الكتاب الأول من منشورات مكتبة أهل البيت العامة في بغداد.
58- الكلمات الثلاث الأخيرة نقلناها من كتاب (المغريات العشر) ص31، للشيخ محمد الخليلي (ره).
59- نقلناها عن كتاب (أطار المسكرات) للعلامة الحيدري.
60- نقلناها عن كتاب (أخطار المسكرات ).
61- كتاب (أخطار المسكرات).
62- راجع: (المدخل لدراسة الشريعة الإسلامية)، تأليف: الدكتور عبد الكريم زيدان، ص42، الطبعة الثالثة.
63- المراجعات، ص 256، المراجعة 75 من مراجعة الشيخ سليم البشري المالكي، شيخ الجامع الأزهر في عصره.
64- المراجعات، لسيدنا شرف الدين، ص 259، المراجعة 76 - بتصرف.
65- ج9 / 227.
66- ومن ذلك - وما أكثر ذلك - ما دعى إليه البابا (بولس السادس) من إدخال الغناء في الكنائس، والموسيقى التي هي اكثر حيوية وعزفاً على الأورغن، ويدعو إلى: ضرورة وجود عدد اكبر من النساء المنشدات في الكنائس ضمن الجوقة وعلى أنفراد، ويريد للمؤمن: ان يغني خلال الصلاة بدلاً من العبادة الصامتة، ويفرض على القسيسين: ان يتأكدوا من ان المؤمن يعرف كيف يقرأ ويغني باللغة اللاتينية في تلك الأجزاء التي يعهد له غناءها من القداس، ويقول: ينبغي الإكثار من الآلات الموسيقية، وعلى العازفين ان يعينوا المصلين على المشاركة والإحساس بالأناشيد المغناة، ويوصي ايضاً: بغناء قطع موسيقية مختارة بعناية دقيقة من قبل جميع الحاضرين في الأعراس ومجالس التعزية، ويقول: ان مساهمة المؤمنين ينبغي ان تكون ظاهرة بالإشارة والحركات الجسمية.
وقد جاءت آراء البابا هذه وغير هذه في كتاب جديد نشرته الفاتيكان، ويتألف الكتاب من تسعة فصول و69 صفحة، ويتضمن تعاليم الموسيقى في الكنائس.
نشرت هذا وغير هذا جريدة المنار العراقية في12 / 3 / 1967 م في الصفحة الثالثة بعناوين بارزة منها: (البابا يقول للكاثوليك :غنوا في الكنائس) مع تصوير البابا رافعاً يده للدعوة إلى هذه العبادة.
وهكذا (شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ) [سورة الأنعام/113- 114]. (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ) [سورة لقمان /7].
راجع (الكافي) ج6 / 431، باب الغناء. ففيه 25 حديثاً، لترى حقيقة الغناء وعاقبته. وآخر حديث فيه أن رجلاً أتى ابا جعفر (ع) فسأله عن الغناء، فقال: يا فلان إذا ميز الله بين الحق والباطل فأنئ يكون الغناء ؟ فقال مع الباطل، فقال (ع): قد حكمت.
67- أصول المعارف، للعلامة المجاهد السيد محمد الكاظمي القزويني، ص 44.
68- في ظلال القرآن، ج9 / 47.





















من كتاب قبس من القرآن
في صفات الرسول الأعظم(صلى الله عليه و آله)
المؤلف: الشيخ عبد اللطيف البغدادي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turaibel.mam9.com
 
الحكمة في تحريم الخمر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات قرية الطريبيل :: الاقـسـام الاسـلامـيـة :: منتدى الإسلامي-
انتقل الى: