غزة - دنيا الوطن
مجموعة من الصور النادرة التي تم معالجتها بالالوان, والمُلتقطة من قبل الفوتوغرافي "فرانك سكيرسكل" لقرية الطنطورة المُهجرة والمنطقة المحيطة لها بعد مجزرة القرية باسابيع قليلة و التي ارتكبتها "العصابات الصهيونية باسلحة بريطانية وامريكية" في شهر يونيو حزيران عام 1948.
قرية الطنطورة المُهجرة تقع الي الجنوب من مدينة حيفا المُحتلة، وتبعد عنها 24 كم وترتفع 25 كم عن سطح البحر، وتقوم القرية علي آثار (دور) الكنعانية وتعني المسكن, وتبلغ مساحة اراضيها 14520 دونما وتحيط بها قري كفر لام ،الفريديس، عين غزال ، جسر الزرقاء، وكبارة، قُدر عدد سكانها سنة 1929 حوالي 750 نسمة, وفي عام 1945 حوالي 1490 نسمة.
بتاريخ 23/5/1948, تعرضت القرية الى مجرزة راح ضحيتها 230 فلسطينيا وفقا لما قاله المؤرخ الاسرائيلي "تيدي كاتس" في دراسة ماجستير بجامعة حيفا عام 1998.
أحتلال الطنطورة بعد اعلان ما يعرف بـ"أستقلال اسرائيل" في 15/5/1948 ببضعة ايام, شكلَ الخنجر القاصم في ما يُعرف بسقوط اخر القرى المقاومة أثر أطلاق "عملية شوتير" الشهيرة التي اشتركَ فيها "لواء كرمي ولواء الكسندروني ولواء غولاني" ضد قرى المثلث الصغير "أجزم, جبع, عين غزال" بعد اعلان "الاستقلال" بشهرين ونيف وخلال الهدنة الثانية في 26/7/1948, والذي قال عن العملية احد القادة العسكريين: ( لقد أسرنا الحمامة البيضاء وكسرنا جناحيها ) والحمامة هي قرية إجزم وجناحيها جبع وعين غزال حيث كانتا تشكلان مع قرية إجزم جغرافياً "مثلث الكرمل الصغير" والذي كان يُعرف عسكرياً بـــ "بمثلث الرعب ", اذ تعرضت هذه القرى بالاضافة الى قرى اخرى ساحلية مجاورة الى الهدم وارتكاب مجازر وحشية وتمثيل بالجثث وفقاً للمؤرخ الاسرائيلي "بني موريس".
قرية الطنطورة تعرضت الى الهدم و تشريد اهلها البالغ عددهم 1728 نسمة عام 1948 الى الفريديس والبلدات المجاورة وكذلك الى الضفة الغربية والاردن وسوريا والعراق المُحتل واماكن اخرى,الامم المتحدة اصدرت القرار المُرقم 194 الصادر عام 1948 الخاص بحق العودة والتعويض ويشمل ذلك ممن يقيمون في الفريديس والبلدات المجاورة لها وفقا للقرار الاممي.
تاريخ القرية:
حينما سكن الكنعانيون العرب ارض فلسطين قبل 3000-4000 عام قبل الميلاد، اختاروا ان يعيشوا في (دور) بسبب وفرة الاسماك وكان يحكمها الامير البحري ( بدر), كما ذكرت في اول قصة مصرية قديمة (وينأمون).
دور مبنيه من الصخور القاسية المكونة من الكاربونات والحجر والرمل والكوارتز والكوركار, وتمتد من التلال الموازية الى البحر والكرمل الى الجنوب من التل, وهو الشاطئ الرملي مع العديد من الجزر التي تشكل استمرار للغرب من تلال كوكار.
هذه الجزر الطبيعية لاتزال تستخدم حتى اليوم, في الفترات القديمة هذه الجزر كانت تستخدم كقاعدة للميناء البحري.
خلال الفترة البيزنطية كانت القرية موقع لإنتاج الملح قبالة ساحل القرية تم العثور على حطام السفن في مختلف الفترات بواسطة التنقيبات. اكتشفت حطام بقايا مركب متوسطة الحجم مصنوع بواسطة المسامير. وفي موقع المركب عثر على القطع النقدية التي تعود الى عام 665 ميلادية بعد عقد من الفتح الإسلامي.
الافرنجة الصليبيون بنوا قلعة صغيره على راس الساحل تعود الى عائلة دي ميرل التي استقبلت من قبل لوردات قيسارية، ميرل اعتقل على يد القائد المسلم صلاح الدين الايوبي في عام 187.
القلعة الصليبية كانت تبرز ارتفاع البرج, اما القرية تحتوي على بقايا كنيسة بيزنطية كانت مقرا للأسقفية.