الإدارة عضو ذهبي ممتاز
الجنس : عدد الرسائل : 6362 تاريخ التسجيل : 08/05/2008
| موضوع: أنين عقيل من حرارة الحديد السبت ديسمبر 03, 2011 11:11 am | |
| أنين عقيل من حرارة الحديد
كان لفاطمة بنت أسد، أُم عليّ(عليه السلام) أربعة أولاد، وهم على الترتيب: طالب، عقيل، جعفر، وعليّ(عليه السلام)، فكان عقيل ثاني أبناء أبو طالب كان واعي وشجاع وسريع الجواب، وكان حاضراً في معركة صفين مع أميرالمؤمنين(عليه السلام)، وكما وقف عقيل مع أخيه الإمام عليّ(عليه السلام) ضد أعداءه، وقف ابنه مسلم بن عقيل مع ابن عمّه الإمام الحسين(عليه السلام) في واقعة كربلاء. يقول الإمام عليّ(عليه السلام) في خطبة له: «وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُ عَقِيلاً وَقَدْ أمْلَقَ حَتَّى اسْتماحَنِي مِنْ بُرِّكُمْ صَاعاً، وَرَأَيْتُ صِبْيَانَهُ شُعْثَ الشُّعُورِ، غُبْرَ الاَْلْوَانِ، مِنْ فَقْرِهِمْ، كَأَنَّمَا سُوِّدَتْ وُجُوهُهُمْ بِالْعِظْلِمِ، وَعَاوَدَنِي مُؤَكِّداً، وَكَرَّرَ عَلَيَّ الْقَوْلَ مُرَدِّداً، فَأَصْغَيْتُ إِلَيْهِ سَمَعِي، فَظَنَّ أَنِّي أَبِيعُهُ دِينِي، وَأَتَّبِعُ قِيَادَهُ، مُفَارِقاً طَرِيقِي، فَأَحْمَيْتُ لَهُ حَدِيدَةً، ثُمَّ أَدْنَيْتُهَا مِنْ جِسْمِهِ لِيَعْتَبِرَ بِهَا، فَضَجَّ ضَجِيجَ ذِي دَنَف مِنْ أَلَمِهَا، وَكَادَ أَنْ يَحْتَرِقَ مِنْ مِيسَمِهَا، فَقُلْتُ لَهُ : ثَكِلَتْكَ الثَّوَاكِلُ، يَا عَقِيلُ ! أَتَئِنُّ مِنْ حَدِيدَة أَحْمَاهَا إِنْسَانُهَا لِلَعِبِهِ، وَتَجُرُّنِي إِلَى نَار سَجَرَهَا جَبَّارُهَا لِغَضَبِهِ! أَتَئِنُّ مِنَ الأَذَى وَلاَ أَئِنُّ مِنْ لَظىً؟!»(14). سأل معاوية عقيلا يوماً عن قصة الحديدة المحماة، فبكى وقال: نعم، أقويت وأصابتني مخمصة شديدة، فسألته فلم تند صفاته، فجمعت صبياني وجئته بهم، والبؤس والضر ظاهران عليهم. فقال: ائتني عشية لأدفع إليك شيئاً، فجئته يقودني أحد ولدي فأمره بالتنحي، ثمّ قال: ألا فدونك! فأهويت حريضاً قد غلبني الجشع أظنها صرة، فوضعت يدي على حديدة تلتهب ناراً! فلما قبضتها نبذتها وخرت كما يخور الثور تحت يد جازره، فقال لي: ثكلتك أُمك! هذا من حديدة أوقدت له نار الدنيا، فكيف بي وبك غداً إن سلكنا في سلاسل جهنم؟ ثمّ قرأ: (إذِ الأغْلالُ فِي أعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَـبُونَ)(15) ثمّ قال: ليس لك عندي فوق حقك الّذي فرضه الله لك إلاّ ماترى، فانصرف إلى أهلك. فجعل معاوية يتعجّب ويقول: هيهات! هيهات! عقمت النساء أن يلدن مثله
| |
|