الإدارة عضو ذهبي ممتاز
الجنس : عدد الرسائل : 6362 تاريخ التسجيل : 08/05/2008
| موضوع: رشوة أم هدية؟ السبت ديسمبر 03, 2011 11:15 am | |
| رشوة أم هدية؟
كان الأشعث بن قيس رأس المنافقين في زمن أميرالمؤمنين(عليه السلام)ونتيجة حقده الدفين على الإمام عليّ(عليه السلام) فقد لعب الأشعث دوراً كبيراً في تمرير مؤامرة «التحكيم» والدفاع عنها والّتي كانت السبب الأساسي لنشوء الخوارج وبالتالي لنشوب معركة النهروان، ولذا نجد ان ابن أبي الحديد يقول في حقّ الأشعث: «كلّ فتنة أو فساد كان في خلافة أميرالمؤمنين(عليه السلام) وكلّ اضطراب فأصله الأشعث». ولقد قام الأشعث ببناء منارة على منزله في الكوفة يرد منها على أذان أميرالمؤمنين(عليه السلام) وقت الصلاة، حيث كان يردّ على صوت الإمام أثناء الأذان، فيقول: «يا رجل، أنت أكبر كذّاب وساحر!!»(17). قال الإمام الصادق(عليه السلام): اشترك الأشعث في دم عليّ(عليه السلام)، وابنته جعدة سمّت الحسن(عليه السلام)، ومحمّد ابنه شرك في دم الحسين(عليه السلام)(18). ونعود لأصل القصة: فلقد حول الأشعث أن يقدم هدية إلى أميرالمؤمنين(عليه السلام) أثناء خلافته للتقرّب إليه وبالتالي محاولة حصوله على مكاسب دنيوية منه. لقد قام الأشعث بتهيئة الحلوى وذهب بها مساءً إلى منزل عليّ(عليه السلام). يقول الإمام عليّ(عليه السلام) عن هذه الواقعة: «وَأَعْجَبُ مِنْ ذلِكَ طَارِقٌ طَرَقَنَا بِمَلْفَوفَة فِي وِعَائِهَا، وَمَعْجُونَة شَنِئْتُهَا، كَأَ نَّمَا عُجِنَتْ بِريقِ حَيَّة أَوْ قَيْئِهَا، فَقُلْتُ: أَصِلَةٌ، أَمْ زَكَاةٌ، أَمْ صَدَقَةٌ؟ فَذلِكَ مُحَرَّمٌ عَلَيْنَا أَهْلَ الْبَيْتِ! فقال الأشعث: لاَ ذَا وَلاَ ذَاكَ، وَلكِنَّهَا هَدِيَّةٌ! فَقال(عليه السلام): هَبِلَتْكَ الْهَبُولُ! أَعَنْ دِينِ اللهِ أَتَيْتَنِي لِتَخْدَعَنِي؟ أَمُخْتَبِطٌ أَمْ ذُو جِنَّة، أَمْ تَهْجُرُ؟ وَاللهِ لَوْ أُعْطِيتُ الاَْقَالِيمَ السَّبْعَةَ بِمَا تَحْتَ أَفْلاَكِهَا، عَلَى أَنْ أَعْصِيَ اللهَ فِي نَمْلَة أَسْلُبُهَا جِلْبَ شَعِيرَة مَا فَعَلْتُهُ، وَإِنَّ دُنْيَاكُمْ عِنْدِي لاََهْوَنُ مِنْ وَرَقَة فِي فَمِ جَرَادَة تَقْضَمُهَا، مَا لِعَلِيّ وَلِنَعِيم يَفْنَى، وَلَذَّة لاَ تَبْقَى! نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ سُبَاتِ الْعَقْلِ، وَقُبْحِ الزَّلَلِ، وَبِهِ نَسْتَعِينُ»(19). لقد ظنّ الأشعث أ نّه يستميل الإمام(عليه السلام) بالمهاداة لغرض دنيوي كان في نفسه، وكان أميرالمؤمنين(عليه السلام) يفطن لذلك ويعلمه ولذلك ردّ هدية الأشعث ولولا ذلك لقبلها لأنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) قبل الهدية وقد قبل عليّ(عليه السلام)هدايا جماعة من أصحابه.
| |
|