الإدارة عضو ذهبي ممتاز
الجنس : عدد الرسائل : 6362 تاريخ التسجيل : 08/05/2008
| موضوع: حزن الإمام(عليه السلام) الشديد على فراق الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) السبت ديسمبر 03, 2011 11:30 am | |
| حزن الإمام(عليه السلام) الشديد على فراق الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) من الاُمور الّتي اختصّ بها أميرالمؤمنين(عليه السلام) هو انّه تولّى غسل رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وتجهيزه وتكفينه بينما كان القوم يتصارعون في سقيفة بني ساعدة حول خلافة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم). فعندما اقتربت الوفاة من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، أخذ أميرالمؤمنين(عليه السلام)رأس النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) فوضعه في حجره، ومد يده اليمنى تحت حنكه، وقد شرع ملك الموت بقبض روحه الطاهرة، والرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) يعاني آلام الموت وشدة الفزع حتى فاضت روحه الزكية فمسح بها الإمام وجهه، ومادت الأرض، وخبا نور العدل والحقّ، ومضى من كانت حياته رحمة ونوراً للناس جميعاً، فما أُصيبت الإنسانية بكارثة أقسى من هذه الكارثة، لقد مات القائد والمنقذ والمعلم، واحتجب ذلك النور الّذي أضاء الطريق للإنسان هداه إلى سواء السبيل، ووجم المسلمون وطاشت أحلامهم، وعلاهم الفزع، والجزع، والذعر. وكان ممّا قاله أميرالمؤمنين(عليه السلام) وهو يلي غسل رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وتجهيزه: «بِأَبِي أَنْتَ وأُمِّي، لَقَدِ انْقَطَعَ بِمَوْتِكَ مَا لَمْ يَنْقَطِعْ بِمَوْتِ غَيْرِكَ مِنَ النُّبُوَّةِ وَالاِْنْبَاءِ وأَخْبَارِ السَّماءِ، خَصَصْتَ حَتَّى صِرْتَ مُسَلِّياً عَمَّنْ سِوَاكَ، وَعَمَمْتَ حَتّى صَارَ النَّاسُ فِيكَ سَواءً، وَلَوْ لاَ أَنَّكَ أَمَرْتَ بِالصَّبْرِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْجَزَعِ، لاََنْفَدْنَا عَلَيْكَ مَاءَ الشُّؤُونِ، وَلَكَانَ الدَّاءُ مُمَاطِلاً، وَالْكَمَدُ مُحَالِفاً، وَقَلاَّ لَكَ! وَلكِنَّهُ مَا لاَ يُمْلَكُ رَدُّهُ، وَلاَ يُسْتَطَاعُ دَفْعُهُ! بِأَبِي أَنْتَ وَأُمّي! اذْكُرْنَا عِنْدَ رَبِّكَ، وَاجْعَلْنَا مِنْ بَالِكَ!»
| |
|