الإدارة عضو ذهبي ممتاز
الجنس : عدد الرسائل : 6362 تاريخ التسجيل : 08/05/2008
| موضوع: كنية الإمام الكاظم ( عليه السلام ) وألقابه الجمعة أبريل 06, 2012 5:36 am | |
| كنية الإمام الكاظم ( عليه السلام ) وألقابه كان ( عليه السلام ) يكنّى بعدة أسماء أشهرها : أبو الحسن ، قال الشيخ المفيد : كان يكنّى أبا إبراهيم ، وأبا الحسن ، وأبا علي ، ويعرف بالعبد الصالح . وقال ابن الصبّاغ المالكي : أمّا كنيته فأبو الحسن ، وألقابه كثيرة أشهرها : الكاظم ، ثمّ الصابر ، والصالح ، والأمين . وألقابه تدل على مظاهر شخصيته ، ودلائل عظمته ، وهي عديدة منها : الزاهر ، لأنّه زهر بأخلاقه الشريفة ، وكرمه الموروث عن جدّه الرسول الأكرم ( صلّى الله عليه وآله ) . قال ابن شهر آشوب عند ذكره لألقابه : والزاهر ، وسمّي بذلك لأنّه زهر بأخلاقه الشريفة وكرمه المضيء التام . والكاظم : لقّب بذلك لما كظمه عمّا فعل به الظالمون من التنكيل والإرهاق ... ويقول ابن الأثير : إنّه عرف بهذا اللقب لصبره ودماثة خلقه ، ومقابلته الشرّ بالإحسان . والصابر : لأنّه صبر على الخطوب والآلام التي تلقّاها من حكّام الجور والطغاة ، الذين قابلوه بجميع ألوان الإساءة والمكروه . والسيّد : لأنّه من سادات المسلمين ، وإمّام من أئمّتهم . والوفي : لأنّه أوفى الإنسان في عصره ، فقد كان وفيّاً بارّاً بإخوانه وشيعته ، وبارّاً حتّى بأعدائه والحاقدين عليه . ذو النفس الزكية : لقّب بهذا اللقب اللطيف لصفاء ذاته ، ونقاوة سريرته ، البعيدة كل البعد عن سفاسف المادّة ، ومآثم الحياة ، نفس أبيّة زكيّة ، طاهرة ، كريمة ، سمت وعلت حتّى قلّ نظيرها . باب الحوائج : هذا اللقب كان من أشهر ألقابه ذكراً ، وأكثره شيوعاً ، انتشر بين العام والخاص ، حتّى أنّه ما أصاب أحدهم مكروه إلاّ فرّج الله عنه بذكره ، وما استجار بضريحه أحد إلاّ قضيت حوائجه ، ورجع مثلوج القلب ، مستريح الضمير ، ممّا ألّم به من طوارق الزمن التي لابدّ منها ، وقد آمن بذلك جمهور المسلمين على اختلاف مذاهبهم . يقول أبو علي الخلاّل ـ شيخ الحنابلة وعميدهم الروحي ـ : ما همّني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر إلاّ سهّل الله تعالى لي ما أحب . وقال الإمام الشافعي : قبر موسى الكاظم الترياق المجرّب . وكان الإمام الكاظم ( عليه السلام ) في حياته ملجأ لعموم المسلمين ، كما كان كذلك بعد موته حصناً منيعاً لمن استجار به من عموم المسلمين ، لأنّ الله تعالى منحه حوائج المسلمين المستجيرين بضريحه الطاهر في بغداد . وقد روى الخطيب البغدادي قضيّة كان فيها شاهد عيان ، عندما شاهد امرأة مذهولة ، مذعورة ، فقدت رشدها لكثرة ما نزل بها من الهموم ، لأنّها أخبرت أنّ ولدها قد ارتكب جريمة ، وألقت عليه السلطة القبض وأودعته في السجن ، ينتظر الحكم القاسي والظالم ، فأخذت تهرول نحو ضريح الإمام مستجيرة به ، فرآها بعض الأوغاد ، الذي لا يخلو الزمان منهم ، فقال لها : إلى أين ؟ قالت : إلى موسى بن جعفر ، فإنّه قد حُبِس ابني ، فقال لها بسخرية واستهزاء : إنّه قد مات في الحبس . فاندفعت تقول بحرارة بعد أن لوّع قلبها بقوله : اللّهم بحق المقتول في الحبس أن تريني القدرة ، فاستجاب الله دعاءها ، وأطلق سراح ابنها ، وأودع ابن المستهزئ بها في ظلمات السجن بجرم ذلك الشخص . فالله تعالى القادر العليم ، والقاهر العظيم ، قد أراها القدرة لها ولغيرها ، كما أظهر كرامة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، فما خاب من دعاهم ، وما فشل من استجار بهم . ثمّ يروي الخطيب البغدادي عن محنة ألّمت به فاستجار بالإمام ( عليه السلام ) ، وكشف عنه الهمّ والغمّ ، فيقول : وأنا شخصيّاً قد ألّمت بي محنة من محن الدنيا كادت أن تطوي حياتي ، ففزعت إلى ضريح موسى بن جعفر بنيّة صادقة ، ففرّج الله عنّي ، وكشف ما ألّم بي . ولا يَشِكّ في هذه الظاهرة التي اختصّ بها الإمام إلاّ من ارتاب في دينه وإسلامه . لقد آمن جميع المسلمين الأبرار بالأئمّة الأطهار منذ فجر التاريخ ، ولم يزالوا يعتقدون اعتقاداً راسخاً في أنّ أهل البيت ( عليهم السلام ) لهم المقام الكريم عند الله ، وإنّه يستدفع بهم البلاء ، وتستمطر بهم السماء . روى الشيخ الكليني عن محمّد بن جعفر الكوفي ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : ( تقول ببغداد : السلام عليك يا وليّ الله ، السلام عليك يا حجّة الله ، السلام عليكَ يا نور الله في ظلمات الأرض ، السلام عليك يا من بدا لله في شأنه ، أتيتك عارفاً بحقّك ، معادياً لأعدائك ، فاشفع لي عند ربّك ، وادع الله وسلْ حاجتك ) . وجاء في قصيدة الفرزدق التي مدح بها الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : من معشر حبّهم دين وبغضهم ** كفر وقربهم منجى ومعتصم يستدفع السوء والبلوى بحبّهم ** ويستزادُ به الإحسـان والنعم فالله تعالى منح أهل البيت ( عليهم السلام ) جميل ألطافه ، وخصّهم بالمزيد من كراماته ، أحياءً وأمواتاً . ونذكر هنا كوكبة من الشعراء والأدباء ، قد أثقلت كواهلهم كوارث الدهر ، ففزعوا إلى ضريح الإمام ( عليه السلام ) متوسّلين به إلى الله تعالى في رفع محنهم ، وكشف ما ألّم بهم من المكروه ، ففرّج الله عنهم ، فمنهم الحاج محمّد جواد البغدادي ، الذي سعى إلى ضريح الإمام ( عليه السلام ) في حاجة يطلب قضاءها ، فقال : يا سمي الكليم جئتك أسـعى ** نحو مغناك قاصداً من بلادي ليس تُقضى لنا الحـوائج إلاّ ** عند باب الرجاء جـدّ الجواد فجاء عباس البغدادي ، وخمّسها بقوله : لم تزل للأنام تحسن صنعا ** وتجير الذي أتاك وترعى وإذا ضاق الفضا بي ذرعاً ** يا سمي الكليم جئتك أسعى والهوى مركبي وحبّك زادي أنت غيث للمجدبين ولولا ** فيض جدواكم الوجود اضمحلا قسـماً بالذي تعالى وجلا ** ليس تُقضـى لنا الحوائـج إلاّ عند باب الرجاء جدّ الجواد وممّن نظم في ذلك الشاعر السيد عبد الباقي العمري ، فقال : لذ واسـتجر متوسّـلاً ** إن ضاق أمرك أو تعسّر بأبي الرضا جدّ الجواد ** محمّد موسـى بن جعفر
| |
|