الإدارة عضو ذهبي ممتاز
الجنس : عدد الرسائل : 6362 تاريخ التسجيل : 08/05/2008
| موضوع: كلمة الله تعالى الخميس سبتمبر 04, 2008 7:11 pm | |
| باطنك للبقاء في الانجيل اعرف نفسك ايها الانسان تعرف ربك ، ظاهرك للفناء ، وباطنك للبقاء ************ ********* ********* *** قال محمداً المصطفى صلى الله عليه وآله : يا رب من اهل الدنيا ؟ ومن اهل الاخرة ؟ قال عز وجل : اهل الدنيا من كثر اكله وضحكه ونومه وغضبه ، قليل الرضا لا يعتذر الى من اساء اليه ، ولا يقبل معذرة من اعتذر اليه ، كسلان عن الطاعة ، شجاع عند المعصية ، امله بعيد ، واجله قريب ، لا يحاسب نفسه ، قليل المنفعة ، كثير الكلام ، قليل الخوف ، كثير الفرح عند الطعام وان اهل الدنيا لا يشكرون عند الرخاء ، ولا يصبرون عند البلاء ، كثير الناس عندهم قليل ، ويحمدون انفسهم بما لا يفعلون ، ويدّعون بما ليس لديهم ، ويذكرون مساويء الناس ، ويُخفون حسناتهم قال : يا رب هل يكون سوى هذا العيب في اهل الدنيا ؟ قال :
يا احمد ! ان عيب اهل الدنيا كثير ، فيهم الجهل والحمق ، لا يتواضعون لمن يتعلمون منه ، وهم عند انفسهم عقلاء ، وعند العارفين حمقى يا احمد ! ان اهل الخير واهل الاخرة رقيقة وجوههم ، كثير حياؤهم ، قليل حمقهم ، كثير نفعهم ، قليل مكرهم ، الناس منهم في راحة ، وانفسهم منهم في تعب ، كلامهم موزون ، محاسبون لانفسهم ، متعبون لها ، تنام اعينهم ، ولا تنام قلوبهم ، اعينهم باكية ، وقلوبهم ذاكرة ، اذا كتب الناس من الغافلين ، كتبوا من الذاكرين ، في اول النعمة يحمدون ، وفي اخرها يشكرون ، دعاؤهم عند الله تعالى مرفوع ، وكلامهم مسموع ، تفرح الملائكة بهم ، يدور دعاؤهم تحت الحجب ، يحب الرب ان يسمع كلامهم كما تحب الوالدة ولدها ، ولا يشغلهم عن الله تعالى شيء طرفة عين ، ولا يريدون كثرة الطعام ، ولا كثرة الكلام ، ولا كثرة اللباس ، الناس عندهم موتى ، والله عندهم حي قيوم كريم ، يدَعون المدبرين كرما ، ويزيدون المقبلين تلطفا ، قد صارت الدنيا والاخرة عندهم واحدة ، يموت الناس مرة ، ويموت احدهم في كل يوم سبعين مرة ، من مجاهدة انفسهم ، ومخالفة هواهم ، والشيطان الذي يجري في عروقهم ، ولو تحركت ريح لزعزعتهم ، وان قاموا بين يدي كأنهم بنيان مرصوص ، لا ارى في قلبهم شغلا لمخلوق ، فوعزتي وجلالي ! لأحيينهم حياة طيبة ، اذا فارقت ارواحهم اجسادهم ، لا أسلط عليهم ملك الموت ، ولا يلي قبض روحهم غيري ، ولأفتحن لروحهم أبواب السماء كلها ، ولأرفعن الحجب كلها دوني ، ولآمرن الجنان فلتتزين ، وثمار الجنة فلتدلين ، والحور فلتزفن ، والملائكة فلتصلين ، والاشجار فلتثمرن ، ولآمرن ريحا من الرياح التي تحت العرش فلتحملن جبالا من الكافور والمسك الادفر فلتصيرن وقودا من غير النار ، فلتدخلن به ، ولا يكون بيني وبين روحه ستر فأقول له عند قبض روحه : مرحبا وأهلا بقدومك عليّ اصعد بالكرامة والبشرى ، والرحمة والرضوان ، وجنات لهم فيها نعيم مقيم ، خالدين فيها ابدا ، ان الله عنده اجرٌ عظيم ، فلو رأيت الملائكة كيف يأخذ بها واحد ويعطيها الاخر . يا أحمد ! ان اهل الاخرة لا يهنأهم الطعام منذ عرفوا ربهم ، ولا تشغلهم مصيبة منذ عرفوا سيئاتهم ، يبكون على خطاياهم ، يُتعبون انفسهم ولا يُرحونها ، وان راحة اهل الجنة في الموت ، والاخرة مستراح العابدين ، مؤنسهم دموعهم التي تفيض على خدودهم ، وجلوسهم مع الملائكة الذين عن أيمانهم وعن شمائلهم ، ومناجاتهم مع الجليل الذي فوق عرشه ، وان اهل الاخرة قلوبهم في اجوافهم قد قـُرّحت ، يقولون : متى نستريح من دار الفناء الى دار البقاء ************ ********* ********* ***** يا عيسى ! خلّص نفسك بالرجوع اليّ حتى تنتجز ثواب ما عمله العاملون ، اولئك يؤتـَون اجرهم ، وأنا خير المؤتين . والحمد لله رب العالمين | |
|