الجنس : عدد الرسائل : 6362 تاريخ التسجيل : 08/05/2008
موضوع: حق متقلب الخميس يونيو 14, 2012 6:32 am
حق متقلب بطبيعة الحال الفرد ساعي دائم في سبيل مصلحته الشخصية ، ومع هذا السعي ولكي يكون الطريق مشروعا ومقنعا للنفس و الغير أيضا ، كان المظهر مطلوبا لا بد من ان يكون شرعيا بالقدر الكافي ، لا يهم الحقائق بقدر المظهر، مع المصلحة والفائدة كل شيء جميل و على حق ، الحق بشكله العملي يختلف عن الحق المثالي او النظري ، قد نتعلم ونسمع عن الحق المطلق الجميل الذي لا يتغير فهو حق كيف يمكنه ان يكون بمعنى اسمه اذ كان يعاني من التغير والتقلب ، لكن الحق الساري و الملموس يختلف عن ذلك كثير نلمس ذلك في الخلافات المستمرة وأوضحها في الخلافات السياسية وبين المنتمين لتجمعات ضيقه و مخربة أكثر مما هي مصلحة.
في هذه التجمعات والاتجاهات يكون الحق معهم لا هم مع الحق ، لا يهم أين الحقيقة بل الأهم ان يكونوا على قدر من التماسك و التضامن والمساندة في كل شيء أيا كان ، لان الحق معهم دائما كما هو المثل الدارج كن مع أخيك ظالما او مظلوما ، أي معه على أي حال ، هذا الحق السياسي و الطبقي الاجتماعي أيضا ، لان اكثر افراد المجتمع ينتمون الى أشكال مختلفة و يتجمع الكثير منهم بالولاء لاتجاه معين، المهم فيه الخدمة والمصلحة الشخصية ، قد تكون وصف المنتمين على هذا الشكل بالانتهازيين فهم لا يعرفون من مبادئ الانتماء شيا بقدر معرفتهم المصلحة المرجوة من تأيدهم المطلق ، المصلحة الشخصية هي الحق ، معها يمكن تغير أي شي ، وبقوة يدافع المنتمي عن انتماءه و يخلق الأدلة و البراهين على صحة تجمعه الحزبي او التنظيمي او الديني على اعتباره اسما اتجاه موجود، لا يسعه رؤية الباطل او الخطأ بما يحب لأنه محب لمصلحته المتمثلة بولائه ومع الحب كل العيوب تلغى ولا ترى ، مشكلة الولاءات لا يمكن التخلص منها بسهولة لأنها مرتبطة بالمصلحة الشخصية وهذه الأخيرة لا تريد معرفة الحقيقة او صحتها كل ما يهم هو الاستمرار على أي حال . يبحث اللاهث وراء الانتماءات عن هوية لذاته لا يسعه ايجاد ذات قوية وشخصية تميز بين ما اختلط ، يحاول بتأيده لما يعرف او لا يعرف ايجاد ما يميزه عن غيره ، بمحاولته هذه يجد كل شي جاهز لا يسعه التفكر بما لديه وما يليق به المهم ان يجد ما يريد بدون مشقه . مع هذا التغير والمصلحة المتقلبة و مع هذا وذلك يكون الحال غير مستقر لتقلب المصالح واتجاها مع تغيرات المراحل المتقلبة ، من سوء إلى أسوء في اغلب الأحيان ، من كل هذا أنتج الخلاف الكبير بين افراد المجتمع الواحد وحتى بين الأسرة الواحدة ، لتعدد الاتجاهات و الأقطاب وتزايد التمسك بلا دراك كافي ، ومن يبحث عن تميز يحميه ويضمن له المصلحة ، كان الجهل هو القائد الأول فهو أنتج التعصب والميل اللاواعي نحو الاتجاهات المتخالفة والمتنازعة من اجل أهداف غير واضحة لا يمكنها الثبات لتقلب المصالح و الولاءات المرتبطة بها .