اجعل النهر مثالك للنجاح

ما زلت تحت تأثير روعة كتاب أوراق محارب الضوء لباولو كويلو، بالنسبة لي هو أكثر كتاب للمؤلف البرازيلي يمس الروح مباشرة ويحرك فيها الكثير، في ذلك الكتاب أعطى مثالاً مختصراً عن النهر وقال إن محارب الضوء (الرجل الساعي للنجاح والفضائل في الحياة) يشبه النهر.
عندما قرأت هذا المثال قلت لنفسي هذه معلومة جميلة يجب أن أشارك بها الجميع هنا في موقع تأملات وأجعلها أكثر وضوحا بتفصيلها في مقال، فهي ذات فائدة مهمة وتساعدنا على أن نمضي في حياتنا نحو النجاح..
فالنهر يبدأ بطيئاً ثم يكسب سرعته مع الزمن عند الالتقاء بأنهار أخرى...وهكذا الناجح يسعى في طريقه لهدفه والسعي يجعله يلتقي بمن يساعدونه على النجاح.
النهر يواجه عوائق وحجارة وعقبات والتفافات في طريقه، لكنه لا يتوقف ويتذمر بل يكمل الطريق حتى النهاية فنهايته هي البحر وهذا هدفه الذي لا يحيد عنه...وهكذا الناجح لا يتوقف وإن جعلت العوائق حركته بطيئة.
النهر لا يحاول أن يكون بحراً أو محيطاً فهو يعرف نفسه ويعرف ذاته ولا يحب أن يظهر على غير حقيقته...وهكذا الناجح يتصرف كما يريد هو لا كما يريد الأخرون.
النهر قد يلوثه البعض ويرمون به ما يصوره للأخرين قبيحاً لكنه يواصل السير فيغسل نفسه بنفسه، وهكذا الإنسان الناجح لا يتوقف عندما يحاول البعض تشويه صورته بل يواصل طريقه ويرد عليهم بالعمل.
ذلك هو نهر النجاح، سعي وإيمان بأهمية الأخرين في حياتنا، عدم تذمر ولا شكوى ولا توقف عندما يجرحنا أو يستهزىء بنا الأخرون، والنهر يؤمن بشيء واحد وهو تحقيق هدفه ولو كان في الطريق وحيداً... كن كالنهر .. تكن ناجحاً!