منتديات قرية الطريبيل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات قرية الطريبيل

إسلامي - علمي - تربوي - ثقافي- مناسبات - منوعات
 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حلم الإمام الرضا وتسامحه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الإدارة
عضو ذهبي ممتاز
عضو ذهبي ممتاز
الإدارة


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 6362
تاريخ التسجيل : 08/05/2008

حلم الإمام الرضا وتسامحه Empty
مُساهمةموضوع: حلم الإمام الرضا وتسامحه   حلم الإمام الرضا وتسامحه Emptyالخميس يونيو 21, 2012 6:08 am

حلم الإمام الرضا وتسامحه
كان الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) قد أوصى إلى ولده الإمام الرضا وجعله وليّاً على أمواله ونسائه وأبنائه وأمهات أولاده دون أن يجعل لأبنائه الآخرين أي حقّ في التصرّف بشيء من بعده وكتب بذلك كتاباً وختمه ولعن من يفضّ ذلك الكتاب بعد أن أشهد عليه جملة من أهل بيته وأصحابه وقد نازع أخوة الإمام الرضا أخاهم في وصية أبيهم وما ترك.
فعن الكافي بسنده إلى يزيد بن سليط قال أبو عمران الطلحي قاضي المدينة: فلما مضى موسى قدّمه أخوته - أي الرضا - للطلحي. فقال العباس بن موسى: أصلحك الله وأمتع بك إنّ في أسفل هذا الكتاب كنزاً وجوهراً ويريد أن يأخذه ويحتجبه دوننا ولم يدع أبونا شيئاً إلاّ ألجأه إليه وتركنا عالة ولو أنّي أكف نفسي لأخبرتك على رؤوس الملأ.
فوثب إليه إبراهيم بن محمد وكان من شهود الوصية فقال: إذاً والله تخبر بما لا نقبله منك ولا نصدقك عليه ثم تكون عندنا ملوماً مدحوراً نعرفك بالكذب صغيراً وكبيراً وكان أبوك أعرف الناس بك لو كان فيك خير، وإن كان أبوك لعارفاً بك في الظاهر والباطن، وما كان ليأتمنك على تمرتين ثم وثب إسحاق بن جعفر فأخذ بتلابيبه فقال له: إنّك لسفيه ضعيف أحمق هذا مع ما كان منك بالأمس وأعانه القوم أجمعون.
فقال أبو عمران القاضي لعلي: قم يا أبا الحسن، حسبي ما لعنني أبوك اليوم وقد وسع لك أبوك لا والله ما أحد أعرف بالولد من والده ولا والله ما كان أبوك بمستخف في عقله وضعيف في رأيه.
فقال العباس للقاضي: أصلحك الله فض الخاتم واقرأ ما تحته.
فقال أبو عمران: لا أفضّه حسبي ما لعنني أبوك اليوم.
فقال العباس: فأنا أفضّه.
فقال: ذاك إليك.
ففضّ العباس الخاتم فإذا فيه إخراجهم وإقرار علي بها وحده وإدخاله إيّاهم في ولاية علي إن أحبّوا أو كرهوا وإخراجهم من حد الصدقة وغيرها وكان فتحه عليهم بلاء وفضيحة وذلّة ولعلي خيرة.
ثم إنّ عليّاً التفت إلى العباس فقال: يا أخي أنا أعلم أنّه حملكم على هذا، الغرائم والديون التي عليكم فانطلق يا سعيد فتعين لي ما عليهم ثم أقض عنهم واقبض زكاة حقوقهم وخذ لهم البراءة ولا والله لا أدع مواساتكم وبرّكم ما مشيت على الأرض فقولوا ما شئتم!!
فقال العباس: ما تعطينا إلاّ من فضول أموالنا وما لنا عندك أكثر.
فقال: قولوا ما شئتم فالعرض عرضكم فإن تحسنوا فذاك لكم عند الله وإن تسيئوا فإن الله غفور رحيم والله إنّكم تعرفون أن ما لي يومي هذا ولد ولا وارث غيركم فلئن حبست شيئاً ممّا تظنون أو ادخرته فإنّما هو لكم ومرجعه إليكم والله ما ملكت منذ مضى أبوك (رضي الله عنه) شيئاً إلاّ وقد سيبته حيث رأيتم، فوثب العباس فقال: والله ما هو لذلك ولا جعل الله لك من رأي علينا ولكن حسد أبينا لنا وإرادته ما أراد ممّا لا يريده الله إيّاك وإنّك لتعرف إنّي أعرف صفوان بن يحيي بياع السابري بالكوفة ولئن حللت لأغصصنه بريقه وأنت معه.
فقال علي: لا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم، أمّا إنّي يا أخوتي فحريص على مسرّتكم الله يعلم. اللهم إن كنت تعلم أنّي أحب صلاحهم وأنّي بارّ بهم واصل لهم رقيق عليهم أعني بأمورهم ليلاً ونهاراً فاجزني به خيراً وإن كنت على غير ذلك فأنت علاّم الغيوب فاجزني به ما أنت أهله إن كان شرّاً فشر وإن كان خيراً فخير. اللهم أصلحهم وأصلح لهم واخسأ عنّا وعنهم شرّ الشيطان وأعنهم على طاعتك ووفّقهم لرشدك، أمّا أنا يا أخي فحريص على مسرتكم جاهد في صلاحكم والله على ما تقول.
فقال العباس: ما أعرفني بلسانك، وليس لمسحاتك عندي طين (1).
بهذه الكلمات يختتم العباس حواره مع أخيه الإمام الرضا رغم أنّ الإمام كان في حواره معه رقيقاً وحليماً دون أن تصدر منه أي كلمة جارحة ورغم ثبوت الحق في جانب الإمام وتعدّيهم عليه بجرّه إلى مثل هذه المواقف غير اللائقة بمقامه وهذا ما يدل على حلم عظيم وتسامح أمام التعدّي غير المحدود.
وبالرغم من أنّ العباس تعدّى طور اللياقة في مواجهته لأخيه بقوارص الكلام وتجنيّه على أبيه الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) باتهامه له بالحسد والحيف عليهم مما يثير حفيظة الطرف المواجه فقد بقي الإمام ملتزماً بالموقف الحليم الهادئ دون أن تستفزّه حماقة أخيه أو تخرج به عن حد التوازن وليس هذا تصنعاً منه للحلم والتسامح بل هو منطلق من أصالة الخير والمحبة في نفسه التي عرف بها الأئمة عندما يواجهون التحديّات من الآخرين ومن جهة أخرى يحاول الإمام أن يحمل الآخرين على التزام صفة الحلم والتسامح عند الإساءة كعنصر من عناصر المعاملة الطيبة بينهم معللاً ذلك بأنّه يزيد في عزّة الإنسان، لأنّ الحلم والتسامح عند توفّر إمكانية الردّ والقصاص تعبّر عن قوّة التماسك عند الإنسان، وسيطرته على اندفاعاته النفسية حينما يواجه بالتحدّي وهذا ما يبعث على التقدير والإكبار له من الآخرين وخصوصاً إذا كان ذلك الإنسان متقمصاً لمسؤوليات الحكم (2).
يقول الآبي: دخل رجل على المأمون أراد ضرب عنقه، والرضا حاضر.
فقال المأمون: ما تقول يا أبا الحسن؟
فقال: أقول: إنّ الله لا يزيدك بحسن العفو إلاّ عزّاً. فعفا عنه (3).


ــــــــــــــــــــــــــــ
1- الكافي ج 1 ص 316 - 319.
2- الإمام الرضا محمد جواد فضل الله ص 52.
3- كشف الغمة ج 3 ص 143.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turaibel.mam9.com
 
حلم الإمام الرضا وتسامحه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات قرية الطريبيل :: الاقـسـام الاسـلامـيـة :: منتدى أهل البيت عليهم السلام :: منتدى الامام علي الرضا عليه السلام-
انتقل الى: