الإدارة عضو ذهبي ممتاز
الجنس : عدد الرسائل : 6362 تاريخ التسجيل : 08/05/2008
| موضوع: العلاقات الودّية بين السيّدة زينب (ع) وأخيها الإمام الحسين (ع) الخميس يونيو 21, 2012 6:43 am | |
| العلاقات الودّية بين السيّدة زينب (ع) وأخيها الإمام الحسين (ع) إنّ روابط المحبّة والعلاقات الوديّة بين الإخوة والأخوات كانت من قديم الزمان ، حتّى صارت يُضرب بها المثل في المحبّة والمودّة بين اثنين ، فيقال : كأنّهما أخوان ، أو كأنّهما أخ واُخت . ولكنّ العلاقات الوديّة وروابط المحبّة بين الإمام الحسين وبين أخته السيّدة زينب (عليهما السّلام) كانت في القمّة وكانت تمتاز بمزايا ، ولا أبالغ إذا قلت : لا يوجد ولم يوجد في العالم أخ وأخت تربطهما روابط المحبّة والوداد مثل الإمام الحسين واُخته السيّدة زينب ؛ فإنّ كلاً منهما كان قد ضرب الرقم القياسي في مجال المحبّة الخالصة والعلاقات القلبيّة . وكيف لا يكونان كذلك وقد تربّيا في حِجْر واحد , وتفرّعا
من شجرة واحدة ؟! ولم تكن تلك العلاقات منبعثة عن عاطفة القرابة فحسب ، بل عرف كلّ واحد منهما ما للآخر من الكرامة وجلالة القدر وعظم الشأن ؛ فالسيّدة زينب تعرف أخاها بأنّه : سيّد شباب أهل الجنة ، وريحانة الرسول (صلّى الله عليه وآله) ، وتعلم بأنّ الله تعالى قد أثنى على أخيها في آيات كثيرة من القرآن الكريم ؛ كآية المباهلة ، وآية المودّة ، وآية التطهير ، وسورة (هل أتى) ، وغيرها من الآيات والسور . بالإضافة إلى أنّها عاشت سنوات مع أخيها في بيت واحد ، وشاهدت ما كان يتمتّع به أخوها من مكارم الأخلاق والعبادة والروحانيّة ، وعرفت ما لأخيها من علوّ المنزلة وسموّ الدرجة عند الله (عزّ وجلّ) . وتعلم أنّه إمام منصوب من عند الله تعالى ، منصوص عليه بالإمامة العظمى والولاية الكبرى من الرسول الأقدس (صلّى الله عليه وآله) ، مع توفّر شروط الإمامة ولوازمها فيه ؛ كالعصمة ، والعلم بجميع أنواع العلوم ، وغير ذلك . وهكذا يعرف الإمام الحسين (عليه السّلام) أخته السيّدة زينب
حقّ المعرفة ، ويعلم فضائلها وفواضلها وخصائصها . ومن هنا يمكن لنا أن نطّلع على شيء من مدى الروابط القويّة بين هذا الأخ العظيم وأخته العظيمة . وقد جاء في التاريخ أنّ الإمام الحسين (عليه السّلام) كان يقرأ القرآن الكريم ذات يوم ، فدخلت عليه السيّدة زينب ، فقام من مكانه وهو يحمل القرآن بيده ؛ كلّ ذلك احتراماً لها(1) . ــــــــــــــــــــ (1) كتاب ( ذخيرة المعاد ) ـ للشيخ زين العابدين المازندراني . -----------------
من كتاب زينب الكبرى (عليها السّلام) من المهد إلى اللحد بقلم المرحوم السيد محمّد كاظم القزويني
| |
|