منتديات قرية الطريبيل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات قرية الطريبيل

إسلامي - علمي - تربوي - ثقافي- مناسبات - منوعات
 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المعرفة أول السلوك

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الإدارة
عضو ذهبي ممتاز
عضو ذهبي ممتاز
الإدارة


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 6362
تاريخ التسجيل : 08/05/2008

المعرفة أول السلوك Empty
مُساهمةموضوع: المعرفة أول السلوك   المعرفة أول السلوك Emptyالخميس يونيو 28, 2012 5:45 am


المعرفة أول السلوك

عن الإمام السجاد عليه السلام:

"بك عرفتك وأنت دللتني عليك ودعوتني إليك ولولا أنت لم أدرِ ما أنت... معرفتي يا مولاي دليلي عليك وحبّي شفيعي إليك". دعاء أبي حمزة الثمالي
1- ما هو دور المعرفة في السير والسلوك؟
مما لا خلاف فيه إن المعرفة هي الدعامة الأولى لبناء الإيمان والسلوك وهي نقطة الابتداء التي ينطلق منها الإنسان في سفره إلى اللَّه تعالى وأول الدين كما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام: "أول الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به وكمال التصديق به توحيده وكمال توحيده الإخلاص له ونفي الصفات عنه"1 والواقع أنها روح السلوك التي يجب بقاؤها واستمرارها معه في طيّ المنازل وقطع المراحل إلى أن يبلغ المنتهى ويصل إلى قمة التوحيد فيرى أن لا وجود لغيره تعالى وإنما الوجود الحقيقي هو لا غيره.

فإن الإنسان إذا فقد المعرفة فقد التصديق وإذا فقد التصديق فقد التوحيد وإذا فقد التوحيد فقد الاخلاص لأن الاخلاص إنما يكون للَّه الواحد الذي لا شريك له وإذا فقد الاخلاص كان كل شي‏ء منه هباء، تنقلب عبادته جسداً بلا روح لا تكتب لها الحياة لأن الاخلاص روح العباة وحينئذٍ لا يكون سالكاً ولا مجاهداً لأن الأصل أنه يريد قمة التوحيد لكنه ضلّ الطريق إليها والسبب الرئيس عدم المعرفة لأنه دخل بجهل فلا بد أن يخرج كذلك كما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: "من عرف دينه من كتاب اللَّه زالت الجبال قبل أن يزول ومن دخل في أمرٍ بجهلٍ خرج منه بجهل"2، وعن أمير المؤمنين عليه السلام: "يا كميل ما من حركة إلا وأنت محتاج فيها إلى معرفة"3.

2- ما هو دور السير والسلوك في المعرفة؟
إن هناك تأثيراً متبادلاً بين كليهما يؤثر السلوك في المعرفة من جهة ازديادها ونموّها بيد أن المداومة على الأعمال كفيلة بجلاء المعارف وانكشاف الكثير من مكنوناتها ويبرز ذلك في عامل الثبات، إلا أن الأمر يفترق بين المعرفة العقلية والمعرفة القلبية فإن الثانية توأم للعمل والالتزام والتقوى بينما الأولى يمكن أن تكون مع التقوى ويمكن بدونها بل مع الكفر كما في قوله سبحانه: "وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم"4، فيمكن أن يصدق العقل باللَّه عزّ وجلّ ويعمل الإنسان خلاف ما يعلم ولكن لا يمكن ذلك في المعرفة القلبية التي تحدّث عنها


مولانا الصادق عليه السلام: "لا معرفة إلا بالعمل، فمن عرف دلته معرفته على العمل، ومن لم يعمل فلا معرفة له"5.
وفيما ورد عن الباقر عليه السلام: "لا يقبل عمل إلا بمعرفة ولا معرفة إلا بعمل"6.
ومما جاء عن تأثير العمل والسلوك في المعرفة والعلم ما عن النبيصلى الله عليه وآله: "من عمل بما علم ورّثه اللَّه علم ما لم يعلم"7 فإن من الواضح أن العمل الذي يؤدي إلى هذا الإرث العظيم هو ما كان صادراً عن معرفة منذ البداية.

3- ما هي المعرفة المطلوبة؟
هناك قسمان للمعرفة ضروريان الأول يمثل طريقاً والثاني يمثل غاية فأما الطريق معرفة النفس وأما الغاية معرفة اللَّه تعالى، فقد روي أنه دخل رجل على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فقال يا رسول اللَّه كيف الطريق إلى معرفة الحق؟ فقال صلى الله عليه وآله: "معرفة النفس"8 وعنه صلى الله عليه وآله أيضاً: "من عرف نفسه فقد عرف ربّه"9 وهذه المعرفة الأحرى بها أن تسمى بمعرفة اللَّه باللَّه، إذ أن الإنسان إذا اشتغل باية نفسه وخلابها عن غيرها انقطع إلى ربه من كل شي‏ء وعقب ذلك معرفة ربه معرفة بلا توسيط وسط، وعلماً بلا تسبيب سبب وهذا معنى دعاء السجادعليه السلام: "بك عرفتك وأنت دللتني ليك ودعوتني إليك ولولا أنت لم أدرِ ما أنت"10.


وهو المراد بقوله عليه السلام: "تعرف نفسك به، ولا تعرف نفسك بنفسك من نفسك وتعلم أن ما فيه له وبه"11.
والحاصل أن معرفة النفس مقدمة على بقية المعارف كما قال أمير المؤمنين عليه السلام: "معرفة النفس أنفع المعارف"12.
فكل من يدعي معرفة اللَّه تعالى لا بد أن ينظر إلى نفسه أولاً وبالذات فإن قد تجاوز مرحلة من المعرفة النفسية فهو صادق وإن لم يتجاوزها فما عرف اللَّه حق المعرفة.
فالواجب أن يشتغل الإنسان بالنظر إلى ايات نفسه وشاهد فقرها إلى ربها، وحاجتها في جميع أطوار وجودها ليجد أمراً عجيباً وهو أنها متعلقة بالعظمة والكبرياء ومتصلة في وجودها وحياتها وعلمها وقدرتها وسمعها وبصرها وإرادتها وسائر صفاتها وأفعالها بما لا يتناهى بهاءً وسناءً وجمالاً وجلالاً وكمالاً من الوجود والحياة والعلم والقدرة وغيرها من كل كمال قال تعالى: "وفي الأرض ايات للموقنين وفي أنفسهم أفلا يبصرون"13. وأما نسيان النفس فهو أمر عظيم للغاية حيث يكون الإنسان متخبطاً في الضلال والجهالات يقول سبحانه: "ولا تكونوا كالذين نسوا اللَّه فأنساهم أنفسهم"14.

4- ما هو الطريق لمعرفة النفس؟
إن من الطبيعي جداً ورود هذا السؤال طالما أن معرفة الخالق سبحانه متوقفة على معرفة النفس فكيف تتم معرفتها؟


إن الطريق لذلك على قسمين:
الأول: الإعراض عن نشأة المادة.
الثاني: الانقطاع التام للحق سبحانه وتعالى.
والأول بدوره يحتاج إلى مقدمتين هما: الاخلاص واليقين، كما أن الأول هو مقدمة للثاني بمعنى أنه لا يتحقق الانقطاع إلا بعد تحقق الإعراض عن نشأة الدنيا، وبالإمكان الاطلاع على ذلك تفصيلاً عبر مراجعة كتاب "الأربعون حديثاً للإمام الخميني رحمهم الله".

5- هل هناك معرفة لأزمة في السلوك غير معرفة النفس؟
الصحيح إن هناك جملة من المعارف لا يمكن التخلي عنها في هذا السفر الرباني إضافة إلى معرفة النفس التي هي باب معرفة اللَّه تعالى وهي:

أ- معرفة الكون:
يقول أمير المؤمنين عليه السلام: "ولو فكّروا في عظيم القدرة وجسيم النعمة لرجعوا إلى الطريق وخافوا عذاب الحريق ولكن القلوب عليلة والبصائر مدخولة ألا ينظرون إلى صغير ما خلق؟ كيف أحكم خلقه.. انظروا إلى النملة في صغر جثتها ولطافة هيئتها لا تكاد تنال بلحظ البصر ولا بمستدرك الفكر"15..
ب- معرفة النبي صلى الله عليه وآله.


ج- معرفة الإمام عليه السلام:
في الحديث: "لا يكون العبد مؤمناً حتى يعرف اللَّه ورسوله والأئمة كلّهم وإمام زمانه ويردّ إليه ويسلّم له"16..
د- معرفة القران:
فمن وصايا الإمام الخميني رحمهم الله لولده: "تعرّف إلى القران كتاب المعرفة العظيم.. واعلم أننا لو أنفقنا أعمارنا بتمامها في سجدة شكر واحدة على أن القران كتابنا لما وفيّنا هذه النعمة حقها من الشكر"17 وهناك معارف أخرى يأتي ذكرها فيما بعد إن شاء اللَّه تعالى.




هوامش

1- بحار الأنوار، ج4، ص247.
2- البحار، ج23، ص103.
3- تحف العقول، ص119.
4- سورة النحل، اية 14.
5- أمالي الصدوق، ص422.
6- تحف العقول، ص215.
7- غرر الحكم، ص15.
8- البحار، ج70، ص72.
9- البحار، ج2، ص32.
10- دعاء أبي حمزة الثمالي.
11- تحف العقول، ص242.
12- حديث 51، عن الغرر والدرر.
13- الذاريات، اية 21.
14- الحشر، اية 19.
15- نهج البلاغة، الخطبة رقم 185.
16- الكافي، ج1، ص180.
17- تجليات رحمانية، ص18.








من كتاب كتاب سراج الطريق
جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turaibel.mam9.com
 
المعرفة أول السلوك
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات قرية الطريبيل :: الاقـسـام الاسـلامـيـة :: منتدى أهل البيت عليهم السلام :: منتدى الامام علي السجاد عليه السلام-
انتقل الى: