الجنس : عدد الرسائل : 6362 تاريخ التسجيل : 08/05/2008
موضوع: الناصحون لتحسين علاقتك مع شريكك الثلاثاء يوليو 24, 2012 4:37 pm
الناصحون لتحسين علاقتك مع شريكك
محمد عواد
جلس رجلان على طاولة في مقهى، قال الأول غاضباً بعد اتصال زوجته به لتطمئن على سير الأمور بشكل حسن معه "إنني أنزعج من كثرة الاهتمام هذه، تسألني عن صحتي وإن كنت متعباً أم لا، وكيف مزاجي كان اليوم في العمل وهل من جديد فيه.. الموضوع ممل ويتكرر يومياً"، فرد الرجل الثاني عليه "بالعكس، هذا شيء جميل وكم أتمنى أن تفعل زوجتي ذات الأمر لكنها لا تسأل بتاتاً". تخيل لو جاءت زوجة الرجل الثاني وطلبت نصيحة من شخص بعقلية الرجل الأول لقال لها "لا تحاولي الاهتمام به والسؤال عنه، فالأمر قد يزعجه"، والعكس صحيح فإن الرجل الثاني سينصح الزوجة الأولى بالسؤال الكثير والاهتمام وهو ما سيزعج الرجل الغاضب في حكايتنا.. وهذه هي مشكلة الاستشارة المباشرة والبحث عن نصيحة حول وقائع محددة. الإنسان مجموعة مبادىء وقناعات، وليس هناك إنسان حي متطابق تماماً بهذه النواحي مع الأخر، وبالتالي فإنني عندما أطلب نصيحة من شخص ما بخصوص قضية محددة في علاقتي سيجيبني من خلال قناعاته التي قد تكون متضاربة تماماً مع قناعات شريكي مما قد ينتج عنه صداماً أكبر، وقد نلوم من قدم لنا النصيحة رغم إخلاصه بها. هذا الموضوع ليس دعوة لأن يتوقف الناس عن طلب مشورة بعضهم البعض، لكنه دعوة إلى أمرين:- أن نسمع من الأخرين لكن قبل أن نطبق، علينا مقارنة النصيحة بشخصية شريكنا فنحن الأعلم به وبقناعاته، فمن غير المعقول أن تكون نصيحتنا لصديق تحب زوجته البقاء في البيت بأن يكثر من الخروج معها. - أن لا تكون استشاراتنا بالقضايا التفصيلية لكن بالعموميات، فالرجال يشتركون بعموميات والنساء كذلك، فالرجل مثلاً يغرق في الأمر الذي يهتم به ولا يستطيع التفكير بغيره ولكن المرأة تستطيع التفكير في عدة أمور في آن واحد، هذه عمومية ويمكن فهم الرجل والمرأة من خلالها، لكن بالتأكيد لا يمكن فهم نوع الهدية الذي قد يفضلها هذا الرجل أو ذاك. أذكر في نهاية هذا المقال موقفاً حدث معي قبل أيام، حيث جاء صديق ينصحني مخلصاً النصيحة بأن انتبه لسقف طموحي وأن أبقيه سراً عن زوجتي لأن النساء يشعرن بأن طموح الرجل قد يسرقه منهن لوقت طويل وأنهن يكرهن المخاطرة من قبل أزواجهن، لكن المفارقة هنا أن زوجتي "فيها لمسة جنون مثلي" بمسألة المخاطرة والطموح هذه، لذلك انتهى كلامه ومات بلحظة نصيحته لأن شريكتي مختلفة عن شريكته أو عن قناعاته، ولو أردت إطاعته وأخذت بنصيحته - رغم نيته الصادقة - لقتلت عنصراً مهماً داعماً لي في جنوني!.