الإدارة عضو ذهبي ممتاز


الجنس :  عدد الرسائل : 6362 تاريخ التسجيل : 08/05/2008
 | موضوع: فاطمة هي فاطمة الجمعة أغسطس 17, 2012 11:17 am | |
| فاطمة هي فاطمة علی شریعتی شبکة تابناک الأخبارية: فاطمة هکذا عاشت وهکذا توفیت، وبعد وفاتها عایشت التاریخ من جدید، ومن الممکن رؤیة ظلالها على وجوه أولئک البؤساء والضعفاء والمظلومین الذین تکاثروا عبر الزمن الاسلامی، هؤلاء الذین رفعوا إسم فاطمة شعاراً لقضیتهم. فذکرى فاطمة ملهمة للنساء والرجال الذین ناضلوا على طول التاریخ الاسلامی من أجل الحریة والعدالة، وکانت تکبر وتکبر هذه الذکرى على مدى العصور وترادف القرون وتحت الهراوات المدماة لخلفاء الجور وأمراء الظلم والطغیان، حتى تصبح بلسماً لجروح کل المقهورین. هکذا کانت وهکذا تکون فاطمة فی تاریخ الشعوب المسلمة والمحرومة، فاطمة هی معین الحریة والمطالبة بالحقوق والعدالة والنضال ضد الظلم والعنف والتمییز. الحدیث عن فاطمة صعب للغایة، ففاطمة هی "المرأة" مثلما أرادها الاسلام أن تکون، لقد رسم النبی الأکرم صورتها وصهرها فی بوتقة الفقر والألم والتعلیم المتقن فأبرز بذلک معالم شخصیتها الانسانیة الأصیلة . لقد کانت مثلاً فی مختلف نواحی شخصیتها النسویة : مثال " البنت " أمام الوالد . مثال " الزوجة " أمام زوجها. مثال " الأم " أمام أبنائها . مثال " المرأة المناضلة ، صاحبة القضیة " أمام عصرها ومصیر أمتها هی بحد ذاتها " إمامة" أو قائدة بالشکل النموذجی والمثالی ، لقد جسدت الدور الحقیقی للمرأة القدوة ، و " الشاهدة " لکل أمرأة ترید أن تخلق ذاتها بنفسها. فی طفولتها المبهرة ونضالاتها الدائمة فی الجبهتین الخارجیة والداخلیة ، فی بیت أبیها ، منزل زوجها ، فی مجتمعها، فی فکرها وسلوکها ومعیشتها أجابت فی ذلک کله عن صیرورة المرأة. لا أدری ما أقول؟ قلت الکثیر ، ولم أقل کثیر آخر : ومن بین ما یدهش فی الروح الکبیرة لفاطمة ، أن فاطمة کانت رفیقة لروح علی الکبرى والمحلقة فی أجوائه العلیا ، فهی إلى جانب علی لم تکن أمرأة فحسب ، لأن علیاً بعدها إتخذ نساءً آخریات ، فعلی کان یراها بعین الرفیق ، التی تحس بآلامه وتعرف آماله ، وأنیسة وحشته ومخزن أسراره وحدیث وحدته . وکان علی هکذا ینظر إلیها ویقیمها وأطفالها بشکل مغایر ، فبعد فاطمة ، علی یتزوج نساء أخریات ویولد له أطفال، لکنه ومنذ بادئ الأمر یفصل أبناءه من فاطمة عن بقیة الأولاد فهؤلاء یخاطبهم " بأبناء فاطمة " والبقیة " أبناء علی". وا عجبا، فی مقابل الأب، وهو علی، ینسبون الأطفال لأمهم، لم یکن هذا السلوک فریداً من علی علیه السلام، بل کان النبی صلى الله علیه وآله ینظر إلى فاطمة بمنظار آخر، وکانت الوحیدة التی یشدد علیها، ومن بین الجمیع کان یلجأ إلیها، وفی صباها کان یخاطبها بلسان الرسالة الکبرى. لا أدری ماذا أقول عنها؟ وکیف أقول؟ وأردت أن أتبع خطى "بوسوءا" خطیب فرنسا الکبیر الذی أراد الحدیث عن "مریم" بوجود الملک لویس فقال: ألف وسبع مائة عام خطباء العالم یتحدثون عن مریم، ألف وسبع مائة عام وجمیع الفلاسفة والمفکرین لشعوب الشرق والغرب یتحدثون عن فضائل مریم، ألف وسبع مائة عام وشعراء العالم، رفعوا عقیرتهم فی مدح مریم. ألف وسبع مائة عام قام خلالها الفنانون والرسامون بإبداع أروع الأعمال الفنیة لرسم وتصویر الحالات التی کانت علیها مریم. لکن جمیع ما قیل وسطر وأُتقن و أُبدع على طول القرون الماضیة لم یصل إلى حجم عظمة کلمة واحدة هی "مریم أم عیسى". وأنا حاولت أن أقتفی هذا الأثر وأقول فی فاطمة، لکنی بقیت عاجزاً: أردت القول: فاطمة بنت خدیجة الکبرى. فوجدت أنها لیست فاطمة. وأردت القول: إن فاطمة بنت محمد (ص). فوجدت أنها لیست فاطمة. وأردت القول: أن فاطمة زوجة علی. فوجدت أنها لیست فاطمة. وأردت القول: إن فاطمة هی أم الحسنین. فوجدت انها لیست فاطمة. وأردت القول: إن فاطمة أم زینب. وکذلک وجدت أنها لیست فاطمة. کلا، هی کذلک ولیس کل ذلک فاطمة. فاطمة هی فاطمة.
| |
|
بشار الربيعي عضو فضى

الجنس :  عدد الرسائل : 156 تاريخ التسجيل : 06/02/2013
 | موضوع: رد: فاطمة هي فاطمة الأربعاء فبراير 13, 2013 1:57 am | |
| دُمتَمْ بِهذآ الع ـطآء أإلمستَمـرٍ
يُسع ـدني أإلـرٍد على مـوٍأإضيعكًـم
وٍأإألتلـذذ بِمـآ قرٍأإتْ وٍشآهـدتْ
تـقبلـوٍ خ ـآلص احترامي
لآرٍوٍآح ـكُم أإلجمـيله | |
|
الإدارة عضو ذهبي ممتاز


الجنس :  عدد الرسائل : 6362 تاريخ التسجيل : 08/05/2008
 | موضوع: رد: فاطمة هي فاطمة الأربعاء فبراير 13, 2013 11:54 am | |
| بارك الله فيك اخي بشار الربيعي على مرورك الكريم والمشاركة وحياك الله
| |
|