الإدارة عضو ذهبي ممتاز
الجنس : عدد الرسائل : 6362 تاريخ التسجيل : 08/05/2008
| موضوع: ولاية الفقيه زمن الغيبة الأربعاء يناير 30, 2013 4:49 am | |
| ولاية الفقيه زمن الغيبة يا مهدينا... أدركنا دورنا في زمن الغيبة لقد كتب الله عزَّ وجلَّ لصاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف أن يغيب عن الناس، حتى يأذن الله تعالى له بالظهور فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً ويحقق الوعد الإلهي ?وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ?1. وما دامت الحكمة الإلهية قد اقتضت غياب الإمام عجل الله فرجه الشريف فهل يعني ذلك التزام البيت والتخلي عن التكاليف الشرعية المتعلقة بالمجتمع، وعدم القيام بأي عمل باستثناء الأعمال الفردية - من عبادات وما شاكل - بانتظار ظهور الإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف؟ هذا السؤال يعيدنا إلى فهم رسالة الإسلام، وطبيعة هذه الرسالة، حيث تتميز بكونها ثابتة منذ نزولها على النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى يوم القيامة لا تتغير أحكامها ولا تتبدل ولا تسقط، فحلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة. وهذا يعني أن زمن الغيبة لا يمكن أن نستثنيه من الأحكام الشرعية، ولا يمكن أن نسقط الواجبات فيه ولا أن نبيح المحرمات. فهل يمكن لأحد أن يسقط فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر – المعتبر من ضروريات الدين - في زمن الغيبة الممتد لأكثر من ألف سنة حتى الآن؟ وهل يمكن إبطال الآية الكريمة ?كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ?2؟ وقد قال تعالى ?فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُون?3، مما يعني أن ترك النهي عن المنكر هو ظلم وفسق! ولا يمكن للإنسان المؤمن أن يتخلى عن دوره الذي أشارت إليه الرواية عن أمير المؤمنين عليه السلام: "لا يحل لعين مؤمنة ترى الله يعصى فتطرف حتى تغيره"4. يقول الإمام الخميني قدس سره: "بديهي أن ضرورة تنفيذ الأحكام لم تكن خاصة بعصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بل الضرورة مستمرة، لأن الإسلام لا يحدّ بزمان أو مكان، لأنه خالد فيلزم تطبيقه وتنفيذه والتقيد به إلى الأبد..."5. ثم إن لزوم الدفاع عن الإسلام والمسلمين ومصالحهم ودفع المخاطر والتهديدات الاستعمارية، هو أمر بديهي يحكم به كل عقل سوي، فضلاً عن الأدلة الشرعية التي لا مبرر لإبطالها وإيقاف مفعولها في زمن الغيبة. فإن الجهاد والدفاع عن بلاد المسلمين ودمائهم وأعراضهم واجب باتفاق كافة الفقهاء. الحركة قبل الظهور هناك العديد من الروايات التي تؤكد وجود حركة قوية لجهات وأشخاص يخرجون قبيل ظهور الإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف. وقد مدحت الروايات التحركات ومن يقوم بها، ومن هذه الروايات: - عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: "إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريداً وتطريداً، حتى يجيء قوم من ها هنا (وأشار بيده إلى المشرق) أصحاب رايات سود، يسألون الحق فلا يعطونه - حتى أعادها ثلاثاً - فيقاتلون فينصرون، ولا يزالون كذلك حتى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي، فيملؤها قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً، فمن أدركه منكم فليأته ولو حبواً على الثلج"6. - عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام: "كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلا يعطونه، ثم يطلبونه فلا يعطونه. فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم فيعطون ما سألوا، فلا يقبلونه حتى يقوموا ولا يدفعونها إلا إلى صاحبكم، قتلاهم شهداء"7. - وعن أمير المؤمنين يقول لأحد أصحابه: "إذا سمعت الرايات السود مقبلة من خراسان فكنت في صندوق مقفل عليك، فاكسر ذلك القفل وذلك الصندوق حتى تقتل تحتها"8. - عن الإمام موسى الكاظم عليه السلام: "رجل من أهل قم يدعو الناس إلى الحق، يجتمع معه قوم قلوبهم كزبر الحديد، لا تزلهم الرياح العواصف، ولا يملّون من الحرب، ولا يجبنون، وعلى الله يتوكلون، والعاقبة للمتقين"9. - عن الإمام الباقر عليه السلام: "وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم"10. وغيرها من الروايات.
هوامش 1- الأنبياء:105. 2- آل عمران:110. 3- الأعراف:165. 4- الحر العاملي - محمد بن الحسن - وسائل الشيعة - مؤسسة أهل البيت - الطبعة الثانية 1414 ه.ق.- ج16، ص126 5- الإمام الخميني، روح الله، الحكومة الإسلامية، نشر مركز الإمام الخميني الثقافي، بيروت، الطبعة الأولى، ص 28. 6- دلائل الإمامة، ص 442. 7- الطوسيّ (ت: 460 هـ): الغيبة- تحقيق: عباد الله الطهرانيّ، وعلي أحمد ناصح- منشورات مؤسّسة المعارف الإسلاميّة، قم ـ إيران، ط. الأولى 1411 هـ ص 282. 8- المتقي الهندي - الوفاة: 975 – كنز العمال- الناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت – لبنان- ج 11، ص 278. 9- المجلسي-محمد باقر -بحار الأنوار- مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة -ج 57، ص 216. 10- المجلسي-محمد باقر -بحار الأنوار- مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة -ج 52، ص 232. من الكتاب أضواء على ولاية الفقيه جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
| |
|