الإدارة عضو ذهبي ممتاز
الجنس : عدد الرسائل : 6362 تاريخ التسجيل : 08/05/2008
| موضوع: الدعاء علي أعدائهم الجمعة فبراير 01, 2013 4:32 am | |
|
الدعاء علي أعدائهم وقد ذكرنا انفا انه عليه السلام كان يرفدهم بالدعاء في احرج الظروف واحوجها ، ومن ذلك الدعاء الذي وراه عبدالله بن جعفر الحميري ، قال : كنت عند مولاي ابي محمد الحسن بن علي العسكري صلوات الله عليه ، اذ وردت اليه رقعة من الحبس من بعض مواليه ، يذكر فيها ثقل الحديد وسوء الحال وتحامل السلطان ، فكتب اليه : « ياابا عبدالله ، ان الله عليه السلام يمتحن عباده ليختبر صبرهم ، فيثيبهم علي ذلك ثواب الصالحين ، فعليك بالصبر ، واكتب الي الله عزوجل رقعة وانفذها الي مشهد الحسين بن علي صلوات الله عليه ، وارفعها عنده الي الله عزوجل ، وادفعها حيث لايراك احد ، واكتب في الرقعة »ثم اورد دعاء طويلاكان منه قوله : « اللهم اني قصدت بابك ، ونزلت بفنائك ، وعتصمت بحبلك ، واستغثت بك ، واستجرت بك ، ياغياث المستغيثين اغثني ، يا جارالمستجيرين اجرني ، يااله العاملين خذ بيدي ، انه قد علا الجبارة في (1) راجع : الغيبة للشيخ الطوسي : 227/194 ، الفصول المهمة2 : 1084 ، بحار الانوار50 : 306/2و312/10. (2) راجع : الارشاد2 : 336.
ارضك ، وظهروا في بلادك ، واتخذوا اهل دينك خولا ، واستاثروا بفيء المسلمين ، ومنعوا ذوي الحقوق حقوقهم التي جعلتها لهم ، وصرفوها في الملاهي والمعازف ، واستصغروا الاءك ، وكذبوا اولياءك ، وتسلطوا بجبريتهم ليعزوا من اذللت ، ويذلوا من اعززت ، واحتجبوا عمن يسالهم حاجة ، اومن ينتجع منهم فائدة... » (1). وفي هذا الدعاء يشير الامام العسكري عليه السلام الي مظاهر الفوضي والفساد والظلم التي طبعت الحياة السياسية انذاك ، فذكر استئثار رجالات السلطة بفيء المسلمين ، ومنعهم ذوي الحقوق حقوقهم التي جعلها الله لهم ، وتبديدها في اسباب اللهو علي حساب فقر الفقراء والمصالح التي تفوت بذلك. ومن دعاء طويل له عليه السلام علي موسي بن بغا الذي شكاه اهل قم لجوره وظلمه ، قال عليه السلام : « اللهم وقد شملنا زيغ الفتن ، واستولت علينا غشوة الحيرة ، وقارعنا الذل والصغار ، و حكم علينا غير المامونين في دينك ، وابتز امورنا معادن الابن (2) ممن عطل حكمك ، وسعي في اتلاف عبادك ، وافساد بلادك. اللهم وقد عاد فيئنا دولة بعد القسمة ، وامارتنا غلبة بعد المشورة ، وعدنا ميراثا بعد الاختيار للامة ، فاشتريت الملاهي والمعازف بسمهم اليتيم (1) بحارالانوار/المجلسي102 : 238/5 عن الكتاب العتيق للغروي ـ المكتبة الاسلامية. (2) الابن : جمع ابنة ، الحقد والعداوة والعيب.
والارملة ، وحكم في ابشار المومنين اهل الذمة (1) ، وولي القيام بامورهم فاسق كل قبيلة ، فلا ذائد يذودهم عن هلكة ، ولاراع ينظر اليهم بعين الرحمة ، ولاذو شفقة يشبع الكبد الحري من مسغبة ، فهم اولو ضرع بدار مضيعة ، واسراء مسكنة وحلفاء كابة وذلة. اللهم وقد استحصد زرع الباطل ، وبلغ نهايته ، واستحكم عموده ، واستجمع طريده ، وخذرف وليده ، وبسق فرعه ، وضرب بجرانه ، اللهم فاتح له من الحق يدا حاصدة تصرع قائمه ، وتهشم سوقه ، وتجب سنامه ، وتجدع مراغمه ، ليستخفي الباطل بقبح صورته ، ويظهر الحق بحسن حليته. .. » (2). الاتجاه الثاني : احسانه عليه السلام اليهم وقد كان يامر قوامه ووكلاءه باالتخفيف من وطاة الفقر عن كواهلهم ، ويعطي المعوزين منهم ما يرفع عنهم اسباب العوز والحاجة ، وممن شملهم بره واحسانه ابوهاشم الجعفري ، وعلي بن ابراهيم بن موسي بن جعفر ، وابو يوسف (1) قد يقال : ان الخلفاء في هذا العصر خصوصا المتوكل قد فرضوا قيودا صارمة علي اهل الذمة ، لكن المتصفح لكتب التاريخ يري انهم يشكلون جزءا مهما من جيوش الخلافة ، وبعضهم كانوا ذوي مناصب عالية في الجيش ، منهم ابو العباس الوارثي النصراني ، الذي وجهه بغا الي ارمينية. راجع : الكامل في التاريخ6 : 116 ، ومنهم صاعد بن مخلد النصراني كاتب الموفق و وزير المعتمد. راجع : سير اعلام النبلاء13 : 326/149. (2) مهج الدعوات لابن طاووس : 67 ـ طهران ـ 1323هـ ، بحارالانوار85 : 229/1.
من كتاب لإمام الحسن العسكري سيرة وتاريخ علي موسي الكعبي
| |
|