الإدارة عضو ذهبي ممتاز
الجنس : عدد الرسائل : 6362 تاريخ التسجيل : 08/05/2008
| موضوع: علم الإمام الحسن ( عليه السلام ) الأربعاء فبراير 06, 2013 5:03 am | |
| علم الإمام الحسن ( عليه السلام ) يعتبر العقل إحدى الركائز الأساسية في الشخصية الإسلامية ، ومن المعلوم أن المعصومين ( عليهم السلام ) قد تَسنَّموا قِمَّة التسلسل في درجات الشخصية الإسلامية ، لخضوعهم للإعداد الإلهي المباشر في شَتَّى عناصر الشخصية ومكوناتها . وعلى هذا يكون الإمام الحسن السبط ( عليه السلام ) قد توافر له من النشاط الفكري في شتى مجالات الحياة ما لم يتوفَّر لغيره من الناس ، ما عدى المعصومين ( عليهم السلام ) . والسرُّ في ذلك يعود لطبيعة التلقِّي الذي يتوافر للأئمة ( عليهم السلام ) ، فالإمام ( عليه السلام ) إما أن يتلقَّى من الرسول ( صلى الله عليه وآله ) مباشرة ، أو يتلقَّاه بالوساطة عن طريق الإمام الذي قبله . ويشهد للسعة المعرفية عند الأئمة ( عليهم السلام ) أن التاريخ لم يحدِّثنا أنه قد توقَّف أحدهم في مسألة عُرِضت عليه ، أو أنَّه قد أشكل عليه أمر من الأمور ، أو سُئِل ولم يتمكن من الإجابة . ولنذكر شيئاً من الجانب العلمي للإمام الحسن ( عليه السلام ) : كتب له الحسن البصري يسأله عن القضاء والقدر ، فأجابه ( عليه السلام ) : ( أمَّا بعد ، فَمَن لم يؤمن بالقدر خيره وشره أن الله يعلمه فقد كفر ، ومن أحال المعاصي على الله فقد فجر . إن الله لم يُطَع مكرهاً ، ولم يُعصَ مغلوباً ، ولم يُهمِلِ العباد سُدىً من المملكة ، بل هو المالك لِمَا مَلَّكهم ، والقادرُ على ما عليه أقدرهم ، بل أمَرَهم تخييراً ، ونهاهم تحذيراً . فإن ائتمروا بالطاعة لم يجدوا عنها صَادّاً ، وإن انتهوا إلى معصية فشاء أن يَمُنَّ عليهم بأن يحول بينهم وبينها فعل ، وإن لم يفعل فليس هو الذي حَمَّلَهم عليها جبراً ، ولا أُلزِموها كرهاً . بل مَنَّ عليهم بأن بَصَّرَهم ، وعَرَّفَهم ، وحَذَّرهم ، وأمَرهم ، ونَهَاهم ، لا جبراً لهم على ما أمَرَهم به ، فيكونوا كالملائكة ، ولا جَبْراً لهم على ما نَهَاهم عنه ، ولله الحُجَّة البالغة ، فلو شاء لَهَداكم أجمعين ) . فلاحظ كيف أنه ( عليه السلام ) يوضح بعبارة موجزة قضية تعتبر من أكثر القضايا الفكرية تعقيداً وعمقاً ، حتى أنَّها لِشِدَّة عُمقها قد ضلَّ فيها الكثيرون من رجال الفكر ، كما نشأت عنْها تيارات متطرِّفة ، كالأشاعرة ، والمعتزلة ، حول التفسير العقائدي السليم . بينما نراه ( عليه السلام ) يتحدَّث بِمَنطقٍ يكشف عن عمق وأصالة ، في الفهم والمعرفة الإسلامية ، مِمَّا يعني ارتباطه ( عليه السلام ) بمنابع الرسالة الصافية ، ونهله من مفاهيمها الأصيلة . وروي أنه قيل للإمام ( عليه السلام ) : ما الزُّهْد ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( الرَّغبةُ في التقوى ، والزَّهادَة في الدنيا ) . قيل : فَمَا الحِلْم ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( كَظْم الغيظ ، ومُلك النفس ) . قيل : ما السَّداد ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( دَفعُ المنكَرِ بالمَعرُوف ) . قيل : فما الشَّرَف ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( اصطِنَاع العَشيرَة ، وحَمْل الجَرِيرة ) . قيل : فما النَّجْدة ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( الذبُّ عن الجار ، والصبرُ في المواطن ، والإقدام عِندَ الكريهة ) . قيل : فما المَجْد ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( أن تُعطِي في الغرم ، وأن تَعفُو عن الجُرم ) . قيل : فَمَا المُرُوءة ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( حِفظِ الدين ، وإِعزاز النفس ، ولين الكنف ، وتَعَهّد الصنيعة ، وأداء الحقوق ، والتحبُّب إلى الناس ) . قيل : فما الكَرَم ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( الابتداء بالعَطِيَّة قبل المسألة ، وإطعام الطعام في المحل ) . قيل : فما الدَّنِيئَة ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( النظر في اليسير ، ومنع الحقير ) . قيل : فما اللُّؤْم ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( قِلَّة النَّدى ، وأن ينطق بالخنى ) . قيل : فما السَّمَاح ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( البذْل في السَّرَّاء والضَّرَّاء ) . قيل : فما الشُّح ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( أنْ تَرَى مَا في يديك شَرَفاً ، وما أنفَقتَه تَلفاً ) . قيل : فما الإِخَاء ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( الإخاء في الشِّدَّة والرَّخاء ) . قيل : فما الجُبْن ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( الجُرأةُ على الصَّدِيق ، والنُّكول عن العدو ) . قيل : فَمَا الغِنَى ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( رِضَى النَّفس بما قُسِم لَها وإنْ قَلَّ ) . قيل : فما الفقر ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( شَرُّه النفسُ إلى كُلِّ شيء ) . قيل : فما الجُود ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( بَذْل المَجْهود ) . قيل : فما الكَرَم ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( الحِفاظ في الشِّدَّة والرَّخاء ) . قيل : فما الجُرْأة ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( مواقَفَة الأقران ) . قيل : فما المِنْعَة ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( شِدَّة البأس ، ومُنَازعة أعزاء الناس ) . قيل : فما الذُّل ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( الفَرْقُ عند المَصْدُوقَة ) . قيل : فما الخَرَق ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( مُنَاوَاتك أميرك ، ومن يقدر على ضرِّك ) . قيل : فما السَّنَاء ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( إتيان الجميل ، وترك القبيح ) . قيل : فما الشَّرَف ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( مُوافَقَة الإخوان ، وحفظ الجيران ) . قيل : فما الحِرمَان ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( تَركُكَ حَظَّك وقد عُرِضَ عليك ) . قيل : فما السَّـفَه ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( اتِّبَاع الدُّنَاة ، ومُصاحبة الغواة ) . قيل : فما العَيّ ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( العَبَث باللِّحية ، وكثرة التنحنح عند المنطق ) . قيل : فما الشُّجَاعة ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( مُوافَقَة الأقران ، والصَّبر عند الطِّعَان ) . قيل : فما الكُلْفَة ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( كَلامُكَ فيما لا يَعنيك ) . وقد سُئل ( عليه السلام ) في يوم عن السياسة ، فأجاب : ( هي أن ترعى حقوق الله ، وحقوق الأحياء ، وحقوق الأموات . فأمَّا حقوق الله ، فأداء ما طَلَب ، والاجتناب عَمَّا نَهَى . وأما حقوق الأحياء ، فهي أن تقوم بواجبك نحو إخوانك ، ولا تتأخَّر عن خدمة أُمَّتِك ، وأن تُخلِصَ لولي الأمر ما أخلَصَ لأُمَّتِه ، وأن ترفع عقيرتك في وجهه إذا ما حَادَ عن الطريق السَّوي . وأما حقوق الأموات ، فهي أن تذكر خَيراتَهُم ، وتَتَغاضى عن مَسَاوِئِهم ، فإنَّ لَهُم رَبّاً يُحَاسبهم ) .
| |
|
بشار الربيعي عضو فضى
الجنس : عدد الرسائل : 156 تاريخ التسجيل : 06/02/2013
| موضوع: رد: علم الإمام الحسن ( عليه السلام ) الأربعاء فبراير 06, 2013 7:16 am | |
|
بارك الله بكم وجعله في ميزان حسناتك
| |
|
الإدارة عضو ذهبي ممتاز
الجنس : عدد الرسائل : 6362 تاريخ التسجيل : 08/05/2008
| موضوع: رد: علم الإمام الحسن ( عليه السلام ) الأربعاء فبراير 06, 2013 8:27 am | |
| بارك الله فيك اخي بشار العربيعي على مرورك الكريم والمشاركة وحياك الله
| |
|