منتديات قرية الطريبيل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات قرية الطريبيل

إسلامي - علمي - تربوي - ثقافي- مناسبات - منوعات
 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الأرضية الاجتماعية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الإدارة
عضو ذهبي ممتاز
عضو ذهبي ممتاز
الإدارة


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 6362
تاريخ التسجيل : 08/05/2008

الأرضية الاجتماعية Empty
مُساهمةموضوع: الأرضية الاجتماعية   الأرضية الاجتماعية Emptyالجمعة فبراير 08, 2013 5:37 am


الأرضية الاجتماعية
عندما حدثت واقعة كربلاء، سيطرت على كافة العالم الإسلامي ـ حيث وصل الخبر وخاصة الحجاز والعراق ـ حالة من الرعب والخوف الشديد بين الشيعة وأتباع الأئمة، لانهم شعروا أن حكومة يزيد مستعدة أن تفعل أي شيء لإحكام قبضتها حتى ولو كان قتل الحسين بن علي (ع) سبط الرسول الذي هو معروف بالعظمة والاعتبار والقداسة في كافة أنحاء العالم الإسلامي. هذا الرعب الذي ظهرت آثاره في الكوفة والمدينة، بلغ ذروته بعد مرور زمان معين إثر وقوع عدة حوادث أخرى ـ إحداها حادثة
الحرة ـ فسيطر جوّ القمع الشديد في منطقة نفوذ أهل البيت (ع) في الحجاز (وخاصة المدينة) وفي العراق (وخاصة الكوفة). فضعفت الاتصالات وصار أتباع الأئمة والمعارضون بالقوة لنظام بني أمية المعدودون في حالة ضعف وعدم ثبات.
وتنقل رواية عن الإمام الصادق (ع) أنه قال في الحديث عن الوضع في ذلك الزمان؟ (ارتدّ الناس بعد الحسين (ع) إلاّ ثلاثة).
وذكر في رواية أنهم خمسة، وفي البعض أنهم سبعة.
وفي رواية عن الإمام السجاد (ع) ـ يرويها أبو عمر المهدي ـ يقول سمعت عن الإمام أنه قال:
(وما بمكة والمدينة عشرون رجلاً يحبنا).
وقد نقلت هذين الحديثين حتى يتضح الوضع العام لعالم الإسلام بالنسبة للأئمة وأتباعهم. فهذا القمع الذي حدث أوجد مثل تلك الحالة التي صار فيها أتباع الأئمة (ع) متفرقين آيسين خائفين لا يملكون القدرة على التحرك. ولكن في تلك الرواية يكمل الصادق (ع) القول:
(ثم إن الناس لحقوا وكثروا).
التنظيمات السرية:
لو أردنا أن نفصل هذه القضية المذكورة أكثر لكانت على هذا النحو:
بعد واقعة شهادة الإمام الحسين (ع) صار الناس في خوف ورعب، لكن ليس إلى درجة أن لا يبقى للتنظيمات التي أعدها أتباع الأئمة باقية، ودليل ذلك أننا نرى أنه في الوقت الذي جاؤوا بأسرى كربلاء إلى الكوفة، شوهدت التحركات التي تدل على وجود التنظيمات الشيعية.
وبالطبع عندما نتحدث عن "التنظيمات الشيعية السرية" لا نقصد النمط الموجود للتنظيمات في هذا العصر، بل المقصود تلك الروابط العقائدية التي كانت تصل الناس بعضهم ببعض وتحملهم على التضحية والأعمال السرية، والتي تؤلف في أذهاننا مجموعة واحدة.
في تلك الأيام التي كان أهل البيت (ع) في الكوفة وفي إحدى الليالي يسقط حجر في السجن الذي كانوا فيه. وإذا بالحجر ورقة كتب عليها: "لقد أرسل حاكم الكوفة رجلاً إلى يزيد في الشام حتى يعلم ماذا يفعل بكم، فإذا سمعتم غداً ليلاً صوت تكبير فاعلموا أنكم ستقتلون هاهنا، وإذا لم تسمعوا فاعلموا أن الوضع سيتحسن".
عندما نسمع مثل هذه القصة ندرك جيداً وجود شخص من أعضاء هذه التنظيمات داخل الجهاز الحاكم لابن زياد وهو مطلع على ما يجري. ويمكنه أن يصل إلى السجن ويوصل صوته إليه.
مثال آخر: عبدالله بن عفيف الأزدي الرجل الأعمى الذي قام بردة الفعل الأولى عند ورود الأسرى إلى الكوفة وأدى ذلك إلى استشهاده. وكذلك ما كنّا نرى في الشام عند اللقاء بأهل البيت من البكاء والملامة، وهذه الحوادث تكررت حتى في مجلس يزيد أيضاً.
بناء على هذا، فمع وجود الرعب الشديد بعد هذه الحادثة لم يتحطم نظام عمل الشيعة ولم يتفرقوا أشد التفرق. ولكن بعد وقوع حوادث أخرى ازداد جوّ القمع أكثر. ومن هنا يمكن ربط الحديث (ارتد الناس بعد الحسين...) بالحوادث التي وقعت بعده.
وخلال هذه المرحلة ـ قبل وقوع الحوادث الأخرى ـ قام الشيعة بإعادة الانسجام السابق والاستعداد.
وينقل الطبري قائلاً:
"فلم يزل القوم في جمع آلة الحرب والاستعداد لها". وهو يقصد الشيعة في طلب الثأر لدماء الحسين بن علي (ع). وازداد عددهم يوماً بعد يوم حتى مات يزيد بن معاوية.
ولهذا نجد مع كل هذا الضغط والقمع الشديد ازدياد التحركات ـ كما ينقل الطبري ـ ولعله إشارة لهذا الدليل يقول مؤلف كتاب "جهاد الشيعة" (وهو كاتب غير شيعي ولا يمتلك رؤية واقعية تجاه الإمام السجاد (ع) ولكنه أدرك هذه الحقيقة):
"أصبح الشيعة بعد شهادة الحسين (ع) كتنظيم واحد تجمعهم الاعتقادات والروابط السياسية ويعقدون الاجتماعات، ولهم القادة والقوى العسكرية. وكان التوّابون أول مظهر لهذه التنظيمات".
إذن نشعر أنه مع تسلّل الضعف إلى التنظيمات الشيعية إثر حادثة عاشوراء، فإن التحركات الشيعية في مقابل هذا الوضع استمرت بنشاط لإعادة هذا التنظيم إلى سابق عهده، إلى أن جرت "واقعة الحرة". وبرأيي فإن واقعة الحرة كانت مفصلاً عظيماً في تاريخ التشيع وضربة كبيرة جداً له.
لقد جرت هذه الواقعة سنة 63 للهجرة. وتفصيلها باختصار أنه في سنة 62 هـ وُلّي أحد شباب بني أمية على المدينة ففكر لاستمالة قلوب الشيعة في المدينة أن يدعو بعضهم إلى ملاقاة يزيد. فدعا بعض أشراف المسلمين والصحابة ـ الذين كانوا في معظمهم من محبي الإمام السجاد (ع) ـ إلى الشام للقاء يزيد والاستئناس به. فذهبوا إلى الشام والتقوا به حيث مكثوا عدة أيام. وأعطاهم يزيد مبالغ كبيرة من المال (بمقدار 50 الف درهم أو مئة الف) ثم رجعوا إلى المدينة.
عندما عادوا إلى المدينة ـ ولأنهم رأوا الفجائع في بلاط يزيد ـ بدأوا بانتقاده والتهجم عليه. وانقلبت القضية، فبدلاً من مدحه والثناء عليه بدأوا بالتشهير به وقالوا للناس: كيف يمكن أن يكون يزيد خليفة وهو شارب للخمر ويلاعب الكلاب والقردة ويمارس أنواع الفسق والفجور. إننا نخلعه عن الخلافة.
وكان على رأس هؤلاء عبدالله بن حنظلة الذي دعا الناس إلى القيام على يزيد وخلعه. فأدت هذه الحركة إلى أن يأمر يزيد أحد قادته من بني أمية ويدعى "مسلم بن عقبة" بالإسراع إلى المدينة وإخماد الثورة فيها. فقدم ابن عقبة وحاصرها عدة أيام ثم دخلها وارتكب فيها أبشع وأفجع الجرائم التي لم يحدث مثلها في تاريخ الإسلام.
وقد عرف بعد هذه الحادثة المفجعة باسم "مسرف بن عقبة".
مجريات وتفاصيل هذه الحادثة كثيرة ولا أريد هنا أن أشرح ما جرى، ولكن يكفي أن أقول أنها أصبحت أكبر وسيلة لإرعاب محبي وأتباع أهل البيت، خاصة في المدينة التي هرب منها من هرب وقتل آخرون، بعضهم من أصحاب أهل البيت الخيرين كعبد الله بن حنظلة.
لقد وصل هذا الخبر إلى كافة أقطار العالم وعُلِم أن النظام الحاكم سوف يقف بقوة أمام أية حركة من هذا القبيل.
الحادثة الأخرى التي أدت إلى إضعاف الشيعة هي حادثة شهادة المختار في الكوفة وتسلط عبدالملك بن مروان على كافة العالم الإسلامي.
فبعد موت يزيد، تبعه خلفاء لم يدوموا في الحكم إلاّ فترات قليلة كمعاوية بن يزيد الذي لم يحكم أكثر من ثلاثة أشهر، ثم مروان بن الحكم الذي حكم لمدة سنتين أو أقل، ثم وصل الأمر إلى عبدالملك الذي كان أكثرهم تدبيراً كما جاء بشأنه:
"كان عبدالملك أشدهم شكيمة وأقساهم عزيمة".
فاستطاع أن يقبض على زمام أمور العالم الإسلامي بيده ويوجد نظاماً إرهابياً وقمعياً، وكان امساكه بزمام الأمور متوقفاً على القضاء على خصمائه؛ فالمختار الشيعي قد صُفّي قبل مجيئه على يد مصعب بن الزبير، ولكن عبدالملك أراد أن يضع نهاية لاستمرار حركة المختار وغيره في عالم التشيع. وبالفعل قام بذلك، حتى عانى الشيعة في العراق وخاصة الكوفة التي كانت في ذلك الوقت أهم مراكزهم أشد معاناة.
على كل حال، لقد بدأت هذه الحوادث من واقعة كربلاء ثم تتالت: من قبيل واقعة الحرة والقضاء على حركة التوابين في العراق وشهادة المختار وشهادة إبراهيم بن مالك الأشتر النخعي وآخرون عظام من الشيعة. وبشهادتهم طغى جوّ من القع والخمود الشديد على المراكز الشيعية في المدينة والكوفة وحلت غيوم الغربة والوحدة على المكان.













من كتاب سيرة الإمام السجّاد عليه السلام
تأليف
السيد علي الحسيني الخامنئي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turaibel.mam9.com
 
الأرضية الاجتماعية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات قرية الطريبيل :: الاقـسـام الاسـلامـيـة :: منتدى أهل البيت عليهم السلام :: منتدى الامام علي السجاد عليه السلام-
انتقل الى: