منتديات قرية الطريبيل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات قرية الطريبيل

إسلامي - علمي - تربوي - ثقافي- مناسبات - منوعات
 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ضرورة التشكيلات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الإدارة
عضو ذهبي ممتاز
عضو ذهبي ممتاز
الإدارة


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 6362
تاريخ التسجيل : 08/05/2008

ضرورة التشكيلات  Empty
مُساهمةموضوع: ضرورة التشكيلات    ضرورة التشكيلات  Emptyالجمعة فبراير 08, 2013 5:48 am




ضرورة التشكيلات
نوع آخر من بيانات الإمام السجاد (ع) وهو أهم من البيانين الأولين وفيه يدعو الإمام وبكل وضوح الناس إلى ضرورة إيجاد تشكيلات خاصة، وبالطبع فإن هذه الدعوة موجّهة إلى أولئك الذين يتبعون أهل البيت (ع) وإلا لو كانت إلى غيرهم من عامة الناس لافشيت وأدّت إلى إيذاء الإمام وتعرضه للضغوط الصعبة. وبحمد الله يوجد من هذا النوع من البيانات نموذج في (تحف العقول).
يبدأ الإمام بهذه العبارة:
(إن علامة الزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة، تركهم كل خليط وخليل ورفضهم كل صاحب لا يريد ما يريدون).
وهذا تصريح بالدعوة إلى إيجاد تشكيلات شيعية. فهو (ع) يعرفهم أنه يجب عليهم الابتعاد عن أولئك الذين يخالفونهم في الدافع ولا يتبعون الحكومة العلوية وحكومة الحق.
وبالتأكيد ليكن هناك مراودة ومعاشرة، ولكن لتكن مثل ما حدث في إيران عندما كان الناس يعلمون أن البقال الفلاني عميل للسافاك أو أن ذلك الشخص يعمل مخبراً للنظام.
وهناك نوع آخر من بيانات الإمام لا يوجد فيها تلك المطالب الكلية التي أشرنا إليها مثل رسالة الحقوق. ففي هذه الرسالة التي كتبها الإمام لأحد الأشخاص يذكر حقوق الأفراد والأخوان على بعضهم البعض؛ مثل حق الله عليك، وحق أعضائك وجوارحك وحق العين واللسان و.. كما يذكر حق حاكم المجتمع الإسلامي وحقك عليه.
وبدون أن يذكر الإمام اسم الحكومة والمواجهة والنظام، يبيّن خصائص الحكومة الإسلامية التي يمكن أن تتحقق في المستقبل.
ونوع آخر نجده في الصحيفة السجادية، وهذا الأمر يتطلب بحثاً مفصلاً ربما هو عمل أولئك الذين يعملون في هذا المجال.
فالصحيفة السجادية عبارة عن مجموعة من الأدعية في كافة المواضيع التي يلتفت إليها الإنسان الحي والواعي، وأكثرها في الروابط والعلاقات القلبية والمعنوية للإنسان. في هذه الأدعية والمناجات يحيي الإمام الدوافع نحو حياة إسلامية ويوقظ الناس إليها.
إحدى النتائج التي يمكن أن تحصل من الأدعية وقد ذكرناها مراراً هي إحياء الشعور السليم والصحيح في القلوب. فعندما تقولون: (اللهم اجعل عواقب أمورنا خيراً) فإن هذا الدعاء يحيي في قلوبكم ذكر العاقبة ويدفعكم للتفكر في المصير. فقد يغفل الإنسان أحياناً عن عاقبته، يعيش ولا يلتفت إلى مصيره، فإذا تلا هذا الدعاء يستيقظ فجأة إلى ضرورة تحسين عاقبته. أما كيف يتم ذلك فهذا بحث آخر. فقط أردت أن أضرب مثلاً حول الدور الصادق للدعاء. وهذا الكتاب المليء بالدوافع الشريفة للأدعية كافٍ لإيقاظ المجتمع وتوجيهه نحو الصلاح.
وإذا تجاوزنا ذلك، وجدنا روايات قصيرة وعديدة نقلت عن الإمام السجاد (ع)، منها ما ذكر سابقا:
(أوَ لا حرٌّ يدع هذه اللماظة لأهلها). انظروا كم هو مهم هذا الحديث، فالزخارف الدنيوية والزبارج كلها بقية لعاب الكلب لا يتركها إلا الحر. وكل أولئك الذين يدورون في فلك عبد الملك إنما يريدون تلك اللماظة. وأنتم أيها المؤمنون لا تنجذبوا إليها.
ونجد الكثير مثل هذه البيانات الثورية والملفتة للإمام (ع). وسوف نصل إليها فيما بعد إن شاء الله. لقد كان الإمام السجاد (ع) شاعراً، وشعره يحتوى على معان مهمة سوف نذكرها في المستقبل إن شاء الله.
المواجهات الشديدة مع علماء البلاط:
في تتمة بحثنا حول القضايا المرتبطة بسيرة الإمام السجاد (عليه السلام) وأساليبه وخططه لإيجاد الأرضية المساعدة للحركة التي يمكن أن تنتهي إلى إقامة الحكومة العلوية الإسلامية، ذكرنا ما ملخصه أن هذه التحركات كانت تتّجه إلى التبيين والتوضيح عند البعض، وإلى التشكيلات والتنظيم بالنسبة للبعض الآخر، وإلى الهداية والارشاد بالنسبة لآخرين.
وهكذا يُتخيل الإمام السجاد من خلال هذه الصورة ـ التي قدمناها ـ إنساناً صبوراً سعى خلال 30 أو 35 سنة متواصلة إلىجعل تلك الأرضية السّيئة جداً في عالم الإسلام، إلى جعلها تتجه نحو الظروف التي يمكن له (ع) أولخلفائه أن يحققوا خلالها المجتمع الإسلامي، والحكومة الإسلامية.
ولو فرضنا أن تلك السنوات الخمس والثلاثين من عمره الشريف لم تكن موجودة لقطعنا بعدم وصول الأمر إلى الإمام الصادق (عليه السلام) بتلك الحال التي تمكن معها من التصرف والتعاطي الصريح والواضح مع الحكم الأموي، والعباسي فيما بعد.
وعليه، فلأجل إقامة وتحقيق المجتمع الإسلامي، لابد من الأرضية الفكرية والذهنية، بل وتعتبر أهم من أي شيء. هذه الأرضية التي تطلب تحقيقها في ذلك العصر ـ من عالم الإسلام ـ سنوات عديدة من العمل المتواصل، ذلك العمل الذي نهض به الإمام السجاد (عليه السلام) متحملاً أعباءه الجسيمة وتكاليفه الباهظة.
إلى جانب هذا، نجد في حياة الإمام السجاد (ع) بعض المساعي الاخرى التي تدل في الواقع على مدى تقدم الإمام في المجال المذكور.
والقسم الأعظم من هذه المساعي سياسي، وأحياناً شديد القساوة، وأحد نماذجه مواجهته، وكيفية تعامله مع العلماء التابعين، والمحدثين الكبار العاملين لصالح النظام الحاكم.
ولعل اكثر الابحاث المتعلقة بحياة الأئمة إثارة هو قضية تعامل الأئمة (عليهم السلام) مع حملة الفكر والثقافة في المجتمع الإسلامي، أي العلماء والشعراء.
فالأئمة كانوا يتحملون مسؤولية هداية الناس في أفكارهم وأذهانهم وأولئك كانوا يوجهون الناس إلى الوضع الذي يريده خلفاء بني أمية وبني العباس، والتسليم لأعمالهم.








من كتاب سيرة الإمام السجّاد عليه السلام
تأليف
السيد علي الحسيني الخامنئي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turaibel.mam9.com
 
ضرورة التشكيلات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات قرية الطريبيل :: الاقـسـام الاسـلامـيـة :: منتدى أهل البيت عليهم السلام :: منتدى الامام علي السجاد عليه السلام-
انتقل الى: