منتديات قرية الطريبيل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات قرية الطريبيل

إسلامي - علمي - تربوي - ثقافي- مناسبات - منوعات
 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 زينب الكبرى (ع) سليلةُ بيت النبوّة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الإدارة
عضو ذهبي ممتاز
عضو ذهبي ممتاز
الإدارة


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 6362
تاريخ التسجيل : 08/05/2008

زينب الكبرى (ع) سليلةُ بيت النبوّة Empty
مُساهمةموضوع: زينب الكبرى (ع) سليلةُ بيت النبوّة   زينب الكبرى (ع) سليلةُ بيت النبوّة Emptyالجمعة فبراير 08, 2013 6:01 am


زينب الكبرى (ع) سليلةُ بيت النبوّة

زينب الكبرى (عليها السّلام) سليلة أشرف نسب في الإسلام ، فاُمّها فاطمة الزهراء بنت رسول الله (صلوات الله عليهما) ، وأبوها أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، وقد ولدتها اُمّها بعد ولادة أشرف شهيدَين، سيّدا شباب أهل الجنّة الحسنين (عليهما السّلام) ، فنشأت في بيت الوحي بعد أن رضعت القدسيّة من ثدي العصمة ، ونهلت العلم والحِلم ومكارم الأخلاق وكلّ الخصال الحميدة التي اشتهرت عن آل البيت، وهي لمّا تزل صغيرة .



وقد أثبتت حوادث ما بعد الشهادة ومواقفها خلال فترة السبي ، على رجاحة عقلها وقوّة حجّتها وحضور وحيها في أشدّ لحظات الخطر وأصعبها ، إذ قادت بنفسها مسيرة ما تبقّى من الموكب ، ودافعت عنه دفاع اللبوة عن أشبالها ، فغدت مواقفها على مرّ الأيّام وتعاقب القرون مثالاً يحتذى به ، وفخراً لثورة أخيها التي أكملتها بجهادها المستميت .
وقد ذكر الطبرسي أنّها (عليها السّلام) كانت شديدة الحبّ لأخيها الحسين منذ نعومة أظفارها ، وكأنّ السرّ الإلهي كان يعدّهما لهدفٍ واحد يتقاسمان أعباءه . وهذا ما أكّده تواتر الأيّام ؛ إذ شاركته مسيرته وكانت إلى جانبه في معمعان محنته ، ولمّا سقط خرجت من فسطاطها ووقفت عند جسده ثمّ رفعت رأسه وقالت : اللّهم تقبّل منّا هذا القربان(1) .
وقيل : إنّها كانت قد وطّنت نفسها عند إحراق الخيم أن تقرّ في الخيمة مع النسوة ، إن كان الله شاء إحراقهنّ كما شاء قتل رجالهنّ ، وقد سألت زين العابدين عند اضطرام النار : يابن أخي ، ما نصنع ؟ مستفهمة منه مشيئة الله فيهنّ .
ـــــــــــــــ
(1) الكبريت الأحمر 3 / 13 عن الطراز المذهّب .
إنّها الروح المؤمنة ذاتها التي رفعت هتافها فوق جسد الحسين الطاهر ، وتضرّعت لله أن يقبله كقربان ، صرخت أمام يزيد الفاسق : أمن العدل يابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإماءك وسوقك بنات رسول الله سبايا قد هتكت ستورهنّ ، وأبديت وجوههن , وصَحِلت أصواتهن ، تحدو بهنّ الأعداء من بلدٍ إلى بلد ، ويستشرفهنّ أهل المناهل والمناقل ، ويتصفّح وجوههنّ القريب والبعيد ، والشريف والدني ، ليس معهنّ من رجالهنّ ولي ، ولا من حماتهنّ حمي ؟!
وكيف ترتجى مراقبة ابن مَن لفظ فوه أكباد الأزكياء ، ونبت لحمه من دماء الشهداء ؟! وكيف يستبطأ في بغضنا أهل البيت مَن نظر إلينا بالشنف والشنآن ، والإحن والأضغان ؟! ثمّ تقول غير متأثّم ولا مستعظم داعياً بأشياخك : ليت أشياخي ببدر شهدوا ! منحنياً على ثنايا أبي عبد الله سيّد شباب أهل الجنّة تنكتها بمحضرتك .
وكيف لا تقول ذلك ؟! وقد نكأت القرحة واستأصلت الشّافة بإراقتك دماء ذرّية محمّد (صلّى الله عليه وآله) ، ونجوم الأرض من آل عبد المطّلب ، أتهتف بأشياخك ؟! زعمت أنّك تناديهم فلترِدَنّ وشيكاً موردهم ، ولتودّنّ أنّك شللت وبكمت ولم تكن قلت ما قلت ، وفعلت ما فعلت . اللّهمّ خذ لنا بحقّنا وانتقم ممَّن ظلمنا ، واحلل غضبك بمَن سفك دماءنا وقتل حماتنا .
فوالله يا يزيد ما فريت إلاّ جلدك ، ولا حززت إلاّ لحمك ، ولترِدَنّ على رسول الله بما تحمّلت من سفك دماء ذريّته وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته ، حيث يجمع الله شملهم ويلمّ شعثهم ويأخذ بحقّهم ، (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)(1) . وحسبك بالله حاكماً ، وبمحمّد (صلّى الله عليه وآله) خصيماً ، وبجبريل ظهيراً . وسيعلم مَن سوّل لك ومكّنك من رقاب المسلمين ، بئس للظالمين بدلاً ! وأيّكم شرّ مكاناً وأضعف جنداً !
ـــــــــ
(1) سورة آل عمران / 169 .
ولئن جرت عليّ الدواهي مخاطبتك ، إنّي لأستصغر قدرك ، وأستعظم تقريعك ، وأستكثر توبيخك ، لكنّ العيون عبرى والصدور حرّى ، ألا فالعجب كلّ العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء وهذه الأيدي تنطف من دمائنا والأفواه تتحلّب من لحومنا ، وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل وتعفّرها اُمّهات الفراعل(1) ، ولئن اتّخذتنا مغنماً لتجدننا وشيكاً مغرماً حين لا تجد إلاّ ما قدّمت يداك وما ربّك بظلاّمٍ للعبيد .
فإلى الله المشتكى وعليه المعوّل ، فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك ، فوالله لا تمحو ذكرنا ، ولا تميت وحينا ، ولا تدرك أمدنا ، ولا يرحض عنك عارها ، وهل رأيك إلاّ فند وأيّامك إلاّ عدد ، وجمعك إلاّ بدد ، يوم ينادي المنادي : ألا لعنة الله على الظالمين ؟ فالحمد لله ربّ العالمين ، الذي ختم لأوّلنا بالسعادة والمغفرة ، ولآخرنا بالشهادة والرحمة ، ونسأل الله أن يكمل لهم الثواب ويوجب لهم المزيد ، ويحسن علينا الخلافة ، إنّه رحيم ودود وهو حسبنا ونِعم الوكيل .
هذه البلاغة والفصاحة لا يأتي بمثلها إلاّ مَن تربّى في بيت الطالبيّين ، وهذه الشجاعة الفائقة لا يجسر عليها بشرٌ حيال يزيد ، وقد جسرت عليها الحوراء , فبلبلت مجلس يزيد وأحدثت في أركانه هزّة ، فلم يزد إلاّ أن قال :
يا صيحةً تُحمدُ من صوائحِ ما أهونَ النوح على النوائحِ
ثمّ أمر بإخراج الحرم من المجلس إلى خربة ، حيث أقاموا فيها ثلاث أيّام يندبون وينوحون على الحسين (عليه السّلام)(2) .
ــــــــــــ
(1) العواسل : جمع عسّال , وهو الذئب . والفراعل : جمع فرعل , وهو ولد الضبع .
(2) اللهوف / 207 ، وأمالي الصدوق / 101 .
وإنّها لحكمة إلهيّة أن يسار بالسبي إلى الكوفة ودمشق بهذا الشكل المهين على أقتاب الجمال ، فيرى الناس في السبايا من الفجيعة أكثر ممّا رأوا أو سمعوا في قتل الحسين ، وهذا ما هدف له الشهيد بخروجه بالنساء والأطفال والرضّع ليكونوا شهوداً وألسنة تنطق بمظلمته .
وقد قامت العقيلة زينب بالدَور الأكبر في ثورة أخيها الحسين بحملها لواء الحرب النفسيّة التي تمّمت حرب أخيها العسكريّة ، وشكّلت معها الوجه الآخر لهدفٍ واحد ألا وهو إحقاق الحقّ ، وتقويض الدولة الاُموية التي مثّلت انتهاك السنّة وتحريف العقيدة ، وفساد الحكم في كلّ زمان ومكان .
ولو لَم تقم زينب (عليها السّلام) بدَورها الصعب الذي قامت به لَما زادت الواقعة ونتائجها عن واقعة ونتائج أيّة معركة تدار فيها الأيدي والسّيوف ، وتصهل فيها الخيل ، والرأي الأمثل في هذه الحكمة ـ حكمة خروج الحسين بحرمه وما تلاها من استلام زينب لراية الكفاح ـ إنّما كان هو الهدف الذي سيتحقق بعده كلّ أهداف الثورة ؛ إذ لولا خروج زينب وحرائر وعقيلات آل البيت هذا الخروج الدرامي المفجع لَما كان للهزّة الضميريّة هذا التوجّع المؤلم ، ولم يكن ليتسنّى لها الدخول على ابن زياد في قصر الإمارة لتعلن أمام الحشد صرختها التي هي في مضمونها صرخة مشتركة مع صوت أخيها الحسين (عليه السّلام) , فتقول : الحمد لله الذي أكرمنا بنبيّه محمّد ، وطهّرنا من الرجس تطهيراً ، إنّما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا(1) .
ــــــــــــ
(1) تاريخ الطبري 6 / 262 ، واللهوف / 90 .
ولا كان بإمكانها الوقوف أمام يزيد وهو فوق متّكئ سلطانه وجبروته وإلقاء خطبتها البليغة التي تحمل عبق الصدق، فتتآلف لها النفوس، وتتألّب لها الضمائر وتتوغّر معها الصدور على يزيد وطغمته ، فتكون بذلك قد بذرت بذرة الثورة في الصدور إلى أن يحين موعد انفجارها .
وسيّد الشهداء (عليه السّلام) كان ينظر إلى المستقبل نظرته إلى كتاب مفتوح ، وكان عالِماً بأنّ خذلان شيعته لن يدوم أبد الدهر ، وكان في خروجه وإخراج الحرم معه إنّما يراهن على حيويّة الضمائر الإسلاميّة التي لن تجد مندوحة ولا أعذاراً في لوم نفسها على التقصير ، سواء عن سكوتها على مباغي الاُمويّين ، أم في عدم نصرتها للثائر الحسين الذي قام يحطّم الوثنيّة الجاهليّة الجديدة التي امتطت الإسلام لتحقيق مآربها ، ومحقت ذريّة الرسول صاحب هذه الرسالة باسم خلافة مزيّفة .






الدكتور أنطون بارا


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turaibel.mam9.com
 
زينب الكبرى (ع) سليلةُ بيت النبوّة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات قرية الطريبيل :: الاقـسـام الاسـلامـيـة :: منتدى أهل البيت عليهم السلام :: منتدى عقيلة الطالبين زينب عليها السلام-
انتقل الى: