منتديات قرية الطريبيل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات قرية الطريبيل

إسلامي - علمي - تربوي - ثقافي- مناسبات - منوعات
 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 السيّدة زينب (عليها السّلام) في مجلس ابن زياد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الإدارة
عضو ذهبي ممتاز
عضو ذهبي ممتاز
الإدارة


الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 6362
تاريخ التسجيل : 08/05/2008

السيّدة زينب (عليها السّلام) في مجلس ابن زياد  Empty
مُساهمةموضوع: السيّدة زينب (عليها السّلام) في مجلس ابن زياد    السيّدة زينب (عليها السّلام) في مجلس ابن زياد  Emptyالخميس فبراير 14, 2013 7:02 am


السيّدة زينب (عليها السّلام) في مجلس ابن زياد
ذكر الشيخ المفيد في كتاب ( الإرشاد ) : وأُدخل عيال الحسين (عليه السّلام) على ابن زياد ، فدخلت زينب أخت الحسين في جملتهم متنكّرة وعليها أرذل ثيابها ، فمضت حتّى جلست ناحيةً من القصر ، وحفّت بها إماؤها .
فقال ابن زياد : مَنْ هذه التي انحازت ناحيةً ومعها نساؤها ؟
فلم تجبه زينب .
فأعاد القول ثانيةً وثالثةً يسأل عنها ، فقالت له بعض إمائها : هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول الله .
فأقبل عليها ابن زياد ، وقال لها : الحمد لله الذي فضحكم

وقتلكم ، وأكذب اُحدوثتكم(1) .
فقالت زينب : الحمد لله الذي أكرمنا بنبيّه محمّد (صلّى الله عليه وآله) ، وطهّرنا من الرجس تطهيراً ، وإنّما يفتضح الفاسق ، ويكذب الفاجر ، وهو غيرنا والحمد لله .
فقال ابن زياد : كيف رأيت فعل الله بأهل بيتك(2) ؟
فقالت : ما رأيت إلاّ جميلاً ؛ هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاجّون إليه ، وتختصمون عنده(3) ، فانظر لمَنْ الفلج يومئذٍ ، ثكلتك اُمّك يابن مرجانة !
فغضب ابن زياد واستشاط(4) ، فقال له عمرو بن حريث : أيّها الأمير ، إنّها امرأة ، والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها .
فقال ابن زياد : لقد شفى الله قلبي من طاغيتك الحسين
ــــــــــــــــــــ
(1) قال الزبيدي في ( تاج العروس ) : الاُحدوثة (بالضم) : ما يتحدّث به . قال ابن برّي : الاُحدوثة : بمعنى الاُعجوبة ، يُقال : قد صار فلان اُحدوثة . وقال الطريحي في ( مجمع البحرين ) : الاُحدوثة : ما يتحدّث به الناس .
(2) وفي نسخة : كيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيتك ؟
(3) وفي نسخة : فتحاج وتخاصم .
(4) وفي نسخة : فغضب وكأنّه همّ بها : أي أراد ضربها أو قتلها .
----------------------------
والعصاة المردة من أهل بيتك .
فرقّت زينب وبكت ، وقالت له : لَعمري , لقد قتلت كهلي ، وقطعت فرعي ، واجتثثت أصلي ؛ فإن كان هذا شفاؤك فقد اشتفيت .
فقال ابن زياد : هذه سجّاعة ، ولَعمري لقد كان أبوها سجّاعاً شاعراً(1) .
ثمّ التفت ابن زياد إلى علي بن الحسين ، وقال له : مَنْ أنت ؟(2)
فقال : (( أنا علي بن الحسين )) .
فقال : أليس الله قد قتل علي بن الحسين ؟
فقال علي : (( قد كان لي أخ يسمّى علي بن الحسين ، قتله الناس )) .
فقال ابن زياد : بل الله قتله .
فقال علي بن الحسين : (( اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا )) .
ــــــــــــــــــــ
(1) وفي نسخة : هذه شجّاعة ، ولعمري لقد كان أبوها شجّاعاً . كما في نسخة ( تاريخ الطبري ) 5 / 457 .
(2) وفي نسخة : ( مَنْ هذا ) ؟
--------------------
فغضب ابن زياد وقال : ولكَ جرأة على جوابي(1) ! وفيك بقيّة للردّ عليّ ! اذهبوا به فاضربوا عنقه .
فتعلقت به زينب عمّته ، وقالت : يابن زياد ، حسبك من دمائنا ! واعتنقته وقالت : والله لا اُفارقه ؛ فإن قتلته فاقتلني معه .
فنظر ابن زياد إليها وإليه ساعة ، ثمّ قال : عجباً للرحم ! والله إنّي لأظنها ودّت أنّي قتلتها معه ، دعوه فإنّي أراه لما به(2) .
ثمّ أمر ابن زياد بعلي بن الحسين وأهله فحملوا إلى دار جنب المسجد الأعظم ، فقالت زينب بنت علي : لا يدخلنَّ علينا عربية إلاّ أم ولد أو مملوكة ؛ فإنّهنَّ سُبينَ وقد سُبينا(3)(4) .
* * * *
ــــــــــــــــــــ
(1) وفي نسخة : وبك جرأة لجوابي .
(2) الإرشاد ـ للشيخ المفيد / 243 ـ 244 ، وكتاب الملهوف ـ لابن طاووس / 201 ـ 202 ، وتاريخ الطبري 5 / 457 .
(3) سُبينَ : أُسرنَ .
(4) بحار الأنوار 45 / 118 ، والملهوف / 202 .
-----------------------
في هذا الحوار القصير بين الخير والشرّ ، وبين الفضيلة والرذيلة ، وبين القداسة والرجس ، وبين ربيبة الوحي وعقيلة النبوّة وبين الدعيّ ابن الدعيّ انكشفت نفسيّات كلّ من الفريقين .
أرأيت كيف صرّح ابن زياد بالحقد والعداء لأهل بيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، والشماتة , وبذاءة اللسان ، وحقارة النفس , ودناءة الروح ، وقذارة الأصل ؟!
فهو يحمد الله تعالى على قتل أولياء الله ، وتدفعه صلافة وجهه أن يقول : ( وفضحكم ) ! وليت شعري أية فضيحة يقصدها ؟! وهل في حياة أولياء الله من فضيحة ؟!
أليس الله تعالى قد أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ؟!
أليس نسبهم أرفع نسب في تاريخ العظماء ؟!
أليست حياتهم متلألئة بالفضائل والمكارم ؟!
وهل ـ والعياذ بالله ـ توجد في حياتهم منقصة واحدة ، أو عيب واحد حتّى يفتضحوا ؟!
ولكنّ ابن زياد يقول : ( وفضحكم ) .
ويزداد ذلك الرجس عتوّاً ويقول : ( وأكذب اُحدوثتكم ) . الاُحدوثة : ما يتحدّث به الناس ، والثناء والكلام الجميل ،

والقران الكريم هو الذي يثني على آل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، فهل أكذب الله تعالى القرآن الذي هو كلامه (عزّ وجلّ) ؟!
والرسول الأقدس ـ الذي ما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى ـ قد أثنى على أهل بيته بالحقّ والصدق ، فهل أكذب الله تعالى رسوله الأطهر الذي هو أصدق البريّة لهجة ؟!
وقد فرضت الضرورة على حفيدة النبوّة ووليدة الإمامة ورضيعة العصمة أن تتنازل وتجيب على تلك الكلمات الساقطة السافلة .











من كتاب زينب الكبرى (عليها السّلام) من المهد إلى اللحد
بقلم المرحوم السيد محمّد كاظم القزويني

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turaibel.mam9.com
 
السيّدة زينب (عليها السّلام) في مجلس ابن زياد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات قرية الطريبيل :: الاقـسـام الاسـلامـيـة :: منتدى أهل البيت عليهم السلام :: منتدى عقيلة الطالبين زينب عليها السلام-
انتقل الى: