الإدارة عضو ذهبي ممتاز
الجنس : عدد الرسائل : 6362 تاريخ التسجيل : 08/05/2008
| موضوع: الإصلاح الأخلاقي والاجتماعي الخميس فبراير 14, 2013 3:14 pm | |
| الإصلاح الأخلاقي والاجتماعي بذل الإمام (عليه السلام) عناية فائقة لإصلاح الأخلاق وتغيير الأوضاع الاجتماعية باتجاه القواعد والموازين والقيم العليا الثابتة في الشريعة الإسلامية، وكانت مهمته التركيز على إصلاح جميع الوجودات القائمة، بدءً بالمقربين منه ثم الأوساط الاجتماعية ثم المؤسسات الحكومية واتباع الحاكم. وكان (عليه السلام) يستثمر جميع الفرص المتاحة للإصلاح والتغيير وبناء واقع جديد، ولهذا تعددت أساليبه الإصلاحية والتغييرية في المجال الأخلاقي والاجتماعي. وإليك بعض نشاطاته في هذا المجال: 1 ـ الدعوة لتطبيق السنّة النبوية ــــــــــــــ (1) مقتل الخوارزمي: 2 / 113. (2) مناقب آل أبي طالب: 4 / 213. ________________________________________ قام الإمام (عليه السلام) بنشر الأحاديث الشريفة النبوية المرتبطة بالجوانب الأخلاقية والاجتماعية لكي تكون هي الحاكمة على الممارسات السلوكية والعلاقات الاجتماعية، ولكي تكون نبراساً لأفراد المجتمع بمختلف طبقاتهم في مسيرتهم الإنسانية، تنطلق بهم نحو السمو والتكامل، والارتقاء للوصول إلى المقامات العالية التي وصل إليها الصالحون والأولياء. وكان (عليه السلام) ـ من خلال نشر هذه الأحاديث النبوية ـ يشير إلى العوامل الأساسية في صلاح الأخلاق والأوضاع الاجتماعية، وهي صلاح الفقهاء والأمراء، فقد روى (عليه السلام) قول جدّه (صلَّى الله عليه وآله): (صنفان من أمتي إذا صلحا صلحت أمتي، وإذا فسدا فسدت أمتي ... الفقهاء والأمراء)(1). ودعا (عليه السلام) إلى إخلاص النصيحة والإيثار في الممارسة الإصلاحية على ضوء ما جاء عن جدّه رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): (لينصح الرجل منكم أخاه كنصيحته لنفسه)(2). وأكّد (عليه السلام) على دعوة رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) إلى العفّة وتعجيل الخير بقوله: (إن الله يحبُّ الحييَّ الحليم العفيف المتعفف)(3). وقوله (صلَّى الله عليه وآله): (إن الله يحب من الخير ما يعجّل)(4). وأكّد (عليه السلام) على الأحاديث الداعية إلى حسن الخلق والكف عن أعراض المؤمنين منها قوله(عليه السلام): (والذي لا اله إلاّ هو ما أعطي مؤمن قط خير الدنيا والآخرة إلاّ بحسن ظنّه بالله ورجائه له، وحسن خلقه، والكف عن اغتياب المؤمنين)(5). ــــــــــــــ (1) الخصال: 1 / 26. (2) الكافي: 2 / 208. (3) المصدر السابق: 2 / 112. (4) المصدر السابق: 2 / 142. (5) المصدر السابق: 2 / 72. ________________________________________ وقال (عليه السلام): (إن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) نهى عن القيل والقال، وفساد المال، وكثرة السؤال)(1). ودعا (عليه السلام) إلى إدخال السرور على المؤمن كما ورد في قول رسول الله(صلَّى الله عليه وآله): (من سرَّ مؤمناً فقد سرني ومن سرني فقد سر الله)(2). وحث (عليه السلام) على صلة الرحم بقوله(صلَّى الله عليه وآله): (إن أعجل الخير ثواباً صلة الرحم)(3). وذكر (عليه السلام) عشرات الأحاديث الشريفة التي تدعو إلى مكارم الأخلاق في الصدق والإيثار والتعاون والوفاء بالعهد وحسن التعامل مع المسلمين وغيرهم، إضافة إلى الأحاديث الناهية عن الممارسات السلبية كالكذب والبهتان والتعيير ونقض العهد، والخيانة والاعتداء على الأعراض والنفوس. وممّا جاء في ذلك قول رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): (سباب المؤمن فسوق، وقتاله كفر، وأكل لحمه معصية)(4). وقال (عليه السلام): سئل رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) عن خيار العباد، فقال: (الذين إذا أحسنوا استبشروا، وإذا أساؤا استغفروا، وإذا أعطوا شكروا، وإذا ابتلوا صبروا، وإذا غضبوا غفروا)(5). ولم يكتف (عليه السلام) بنشر الأحاديث الشريفة والدعوة إلى تجسيد محتواها في الواقع، وإنّما قام بأداء دور القدوة في ذلك فكان بنفسه قمة في جميع المكارم والمآثر، وقد أبرز للمسلمين من خلال سلوكه نموذجاً من أرقى ــــــــــــــ (1) الكافي: 1 / 60. (2) المصدر السابق: 2 / 188. (3) المصدر السابق: 2 / 152. (4) المحاسن: 102. (5) الخصال: 1 / 317. ________________________________________ نماذج الخلق الإسلامي الرفيع، فكان (عليه السلام) القمة السامية في الصدق والوفاء بالعهد، وأداء الأمانة، وفي التواضع واحترام الآخرين، والاهتمام بأمور المسلمين، وقضاء حوائج المحتاجين، فكانت معالجته للواقع معالجة عملية من خلال سلوكه النموذجي مع مختلف أصناف الناس موالين، ومخالفين.
من كتاب اعلام الهداية الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام)
المجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)
| |
|