الإدارة عضو ذهبي ممتاز
الجنس : عدد الرسائل : 6362 تاريخ التسجيل : 08/05/2008
| موضوع: الإمام الحسين (ع) بين الانتحاب والانتخاب الخميس فبراير 21, 2013 8:37 am | |
| الإمام الحسين (ع) بين الانتحاب والانتخاب في بداية كل عام هجري تمر علينا الذكرى الأليمة لاستشهاد الإمام الحسين وهي تأخذ طابع خاص من الحزن والأسى عند الشيعة لما لهم من ولاء لمحمد وآله الطاهرين. وقد أتخذوا ذلك السياق لأنه يمثل شعيرة من شعائر الله تعالى ﴿ ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ﴾ [1] . ولذلك حث أهل البيت على أتخاذ ذلك منذ هلال محرم الحرام، ففي حديث ما مضمونه إن الله يأمر الملائكة إذا صارت ليلة أول محرم أن ينشروا الثوب الملطخ بدم الحسين على السماء الدنيا فيدخل الحزن على كل مسلم. ومن المصاديق لهذا الحديث حديث جابر الجعفي، قال «تقبضت بين يدي أبي جعفر ، فقلت جعلت فداك ربما حزنت من غير مصيبة تصيبني أو أمر ينزل بي حتى يعرف ذلك أهلي في وجهي وصديقي؟ فقال «نعم ياجابر إن الله تعالى خلق المؤمنين من طينة الجنان وأجرى فيهم من ريح روحه فلذلك المؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه فإذا أصاب روحا من تلك الارواح في بلد من البلدان حزن حزنت هذه لأنها منها» [2] . ولما كنا من طينة أهل البيت صرنا نفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم، قال الإمام علي وفي رواية أخرى مشابهة للإمام الصادق «والرواية للإمام علي «إن الله اطلع إلى الأرض فاختارنا، واختار لنا شيعة ينصروننا، ويفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا» [3] . ومما لاشك فيه أن من أبرز مصاديق الحزن، البكاء والانتحاب وكل بكاء لا يكون على الامام الحسين أو ما في معناه ومؤداه فهو مكروه من الناحية الشرعية، عن أبي عبدالله قال «كل الجزع والبكاء مكروه سوى الجزع والبكاء على الحسين [4] . وحق لنا البكاء على سيد الشهداء بسبب ما جرى عليه من الطغمة الفاسدة ولأنه بكى عليه من هو أحق عليه بالبكاء منّا، فقد بكى عليه جده : «فعن أم سلمة قالت كان الحسن والحسين يلعبان بين يدي النبي «صلى الله عليه وسلم» في بيتي فنزل جبرئيل فقال: يامحمد أن أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك فأومأ بيده إلى الحسين فبكى رسول الله «صلى الله عليه وسلم» وضمه إلى صدره، وكان بيده تربة فجعل يشمها وهو يقول ويح «كرب وبلاء» وناولها أم سلمة وقال لها «إذا تحولت هذه التربة دما فاعلمي أن ابني قد قتل، فجعلتها أم سلمة في قارورة وجعلت تتعاهدها كل يوم وهي تقول: إن يوما تتحولين دما ليوم عظيم» [5] . وعن الإمام الرضا ما ورد في حديث مطول في أنه قال لصاحبه الريان بن شبيب، يا ابن شبيب أن كنت باكيا فبكي الحسين[6] . ففي هذه الأحاديث والروايات تأكيد الاستحباب في البكاء على الحسين للذي يسأل لماذا البكاء على الحسين ، وللذي يزعم أنه يحبه ويواليه دون أن يحرك ساكنا في إثبات ذلك الحب والولاء. وليته يكتفي بذلك بل يظهر العكس يوزع الحلوى ويظهر الفرح في يوم عاشوراء ثم يتملق في محبة الإمام الحسين كما فعل أحدهم في دولة الكويت في هذه السنة. وليس لنا إلا أن نتمثل بقول الشاعر: - تعصي الإله وأنت تزعم حبه هذا لعمري في الفعال بديع لو كان حبك صادقا لأطعتـــه إن المحب لمن أحب مطيع هذا أولا وثانيا يزعمون حبه وهم يحبون أعداءه ولعمري كيف يجتمع حب نقيضين في قلب واحد، قال تعالى ﴿ ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ﴾[7] . والشيء بالشيء يذكر فقد كنّا في إحدى مدارس محافظتنا الاحساء وكنّا نتعايش مع الاخوة من أبناء السنة والجماعة وكان أحدهم رجل اعتيادي في ملبسه ومظهره العام فلما أن جاء يوم العاشر من المحرم وإذا به يلبس أفخر الثياب ويتعطر ويلبس ﴿ العقال ﴾ مع أنه في سائر أيام السنة لم يكن يلبسه، فهل تصرفه هذه يتناسب مع الفرح أم الحزن، وهل الفرح في مقتل الحسين دليل على محبته؟. فلا أعلم حقيقة هل يحبون الحسين ؟ ومن هو الإمام الشرعي عندهم، هل الحسين أم غير الحسين؟، وإن كان واحد يعد من زعمائهم الدينيين يرى أن خلافة يزيد شرعية وإن الإمام الحسين خرج على الخلافة!!، وهذا من المعاصرين والحادثة ربما لم تتعدى عمرها العام الواحد حتى لا يقولوا لا تسألوا تلك أمة قد خلت أفلا يحق لنا أن نسأل لماذا قال ما قاله؟!!. ولا عجب إن قال ذلك فقد قالوها من قبله بالتالي خطه الفكري والعقدي يمثل ذلك الخط الذي سبقه. وعليه عرف كل مذهب ماذا يمثل ويشكل وإي خط يسلك ومن هم أئمته ومن مثل ويمثل الجهاد في سبيل الله ومن الذي أخبرنا عنه نبي الأمة أنه يقتل ظلما وعدوانا ومن الظالم الشارب للخمر قاتل النفس المحترمة، فالويل كل الويل لمن يصم آذانه عن قبول الحق والله أولى بالحق. فالله تعالى علمنا سبيل الهدى وسبيل الهوى وعلينا الانتخاب، قال المولى تعالى ﴿ إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ﴾[8] . وكذلك فعل النبي ومنذ أن دلنا على الطريق اخترنا وانتخبنا الطريق الاول طريق من قتل ظلما وعدوانا طريق سيد الشهداء ولا نبتغي غيره بديلا. السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين . اضف هذا الموضوع الى: [1] سورة الحج - آية «32» [2] العلي، محمد علي هاشم، البكاء على الإمام الحسين ص 26. نقلا عن بحار الأنوار [3] المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار ج 44ص287، دار إحياء التراث العربي، ط\3، 1403هـ - 1983م. [4] نفس المصدر ص280. [5] الطبراني، أبي القاسم سليمان أحمد، المعجم الكبير، ج3ص103، دار إحياء التراث العربي، ط\2، 1422هـ - 2002م. [6] العاملي، محمد بن الحسن الحر، وسائل الشيعة ج10ص393، دار إحياء التراث العربي، ط\6، 1412 - 1991م. [7] سورة الأحزاب - آية «4». [8] سورة الإنسان - آية «3».
محمد المبارك
| |
|