في رحاب المستبصرين-وارتون كرباسي «حسين إثنا عشري»-فرانسا
وارتون كرباسي
(حسين إثنا عشري)
المولد والنشأة:
ولد الاخ وارتون كرباسي بقرية (فونتنبلو) التي تبعد عن باريس قرابة الخمسين كيلو متراً في فرنسا. أكمل دراسته الاكاديمية في دار المعلمين . وفي عام (1951م) غادر فرنسا متوجهاً الى بريطانيا لإكمال دراسته التخصصية في هندسة الراديو والكهرباء، وقد بقي في بريطانيا مدة أربع سنوات وبضعة أشهر، عاد بعدها الى باريس..
سفر آخر:
لم يبق وارتون طويلاً في فرنسا، حيث وقّع عقداً عام (1956م) مع إحدى شركات الطيران لمدة سنة واحدة في مطار (مهرآباد) الدولي في طهران عاصمة ايران ـ قسم الشعبة الفنية ـ .
وبعد انقضاء المدة رجّح البقاء في ايران. وهكذا قضى ثلاث سنين عمل فيها كمترجم في المعاهد التجارية المختلفة.
لله في خلقه شؤون!
اغتنم وارتون كرباسي اوقات فراغه في ايران بالمطالعة والدراسة حول الدين الاسلامي عموماً والمذهب الشيعي على وجه الخصوص، كما قرأ القرآن عدة مرات ليرى ما فيه من كنوز وذخائر.
وشاءت الحكمة الالهية ان يصاب بمرض عضال، وبمرور الايام اخذت شدة المرض وآلامه تزداد، وتزداد معها المعاناة. فقرر الاطباء ـ ونتيجة الفحوصات التي اجريت له ـ اجراء عملية جراحية، ولكنه بالرغم من ذلك لم ييأس ولم يستسلم، وبقي متعلقاً بأمل الشفاء!
نقطة التحول
تزامنت شدة المعاناة مع شهر محرم الحرام، يقول وارتون : «كانت بجواري دار واسعة أُعدت للتعزية بالمناسبة، وكانت المآتم تقام في الليالي وتُلقى فيها ذكريات المصائب… فاتفق ذات ليلة ان قدم له الى أحد خدمة المأتم طبق شاي، وقال: ايها السيد! تشتهي أن تشرب شاي الامام الحسين (عليه السلام) فقبلت منه على اشتياق ورغبة تامة، وعندما لمست شفتاي ذلك الشاي، أحسست أن نوراً خاطفاً أضاء في فكري، فناجيت ربي: «إلهي بحرمة الامام الحسين ومنزلته أرني معجزة خارقة لأستريح من هذه الالام» ومن شدة المرض…، وفي اليوم التالي وعند نهوضي من فراشي رأيت عجباً، إن المعجزة وقعت، وشفيت… إن مطالعاتي السابقة حول الاسلام، وهذه الواقعة العجيبة التي شاهدتها عيناي، أثّرت أثرها في نفسي، فصممت على اعتناق الدين الاسلامي».
وبعدها توجه الى مدينة قم المقدسة، وحضر عند أحد العلماء الاعلام ونطق بالشهادتين، وتسمى بإسم (حسين إثنا عشري).