تفسير بعض الآيات الكريمة من الحسن عليه السلام
حدثنا أحمد بن أبي الطيب بن شعيب عن أبي الفضل عن أحمد بن هاشم أخبرنا مالك بن سليمان عن أبيه عن عمرو بن شمر عن الأحلج عن الشعبي قال سئل الحسن بن علي ع عن هذه الآية اتَّقُوا اللّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ أ خاصة هي أم عامة قال نزلت في قوم خاصة فتعقيب عامة ثم جاء التخفيف بعد اتقوا الله ما استطعتم فقيل يا ابن رسول الله فيمن نزلت هذه الآية فنكت الأرض ساعة ثم رفع بصره ثم نكس رأسه ثم رفع فقال لما نزلت هذه الآية قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى فقال بعض القوم ما أنزل الله هذا إنما يريد أن يرفع بضبع ابن عمه قالوها حسدا و بغضا لأهل بيت النبي ص فأنزل الله تعالى أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللّهِ كَذِباً فَإِنْ يَشَإِ اللّهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ و لا تعتد هذه المقال و لا يشق عليك ما قالوا قبل من فإن الله يمحي الباطل و يحق الحق بكلماته إنه عليم بذات الصدور فشق ذلك على رسول الله ص و حزن على ما قالوا و علم أن القوم غير تاركين الحسد و البغضاء فنزلت هذه الآية قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَ لكِنَّ الظّالِمِينَ بِ آياتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ فلما نزلت هذه الآية يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ قال يوم غدير خم من كنت مولاه فإن عليا مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه فوقع في قلوبهم ما وقع تكلموا فيما بينهم سرا حتى قال أحدهما لصاحبه من يلي بعد النبي ص و من يلي بعدك هذا الأمر لا نجعلها في أهل البيت أبدا فنزل وَ مَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللّهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ ثم نزلت يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ
إِلّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا إلى قوله وَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ فلما قبض النبي ص مضوا على رأيهم في أهل بيت نبيهم و على ما تعاقدوا عليه في حياته و نبذوا آيات الله عز و جل و وصي رسوله و أهل بيته وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون.
من كتاب بشارة المصطفى لشيعة المرتضى
:تأليف
محمد بن أبي القاسم الطبري